[ انقلاب باص نقل جماعي بطريق العبر الوديعة يودي بحياة عشرات المسافرين ]
أشعل حادث مروري على الطريق الدولي في منطقة العبر بصحراء حضرموت الذي يعد الشريان الوحيد الرابط بين اليمن والسعودية مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن حول الإهمال المتعمد من قبل الحكومة.
وكان حادث مروري مساء الجمعة أودى بوفاة ستة ركاب وإصابة نحو 37 شخصاً على خط مأرب - العبر- الوديعة، اثر انقلاب باص نقل جماعي، بسبب ضيق وخراب الطريق.
وأثارت الحادثة موجة انتقادات واسعة في أوساط اليمنيين، صابين جام غضبهم على الحكومة الشرعية وإهمالها المتعمد خاصة وقد توفي الكثير من المواطنين في حوادث سابقة على تلك الطريق بسبب الحفر المنتشرة بين مأرب والعبر.
وفي السياق انتقد وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان إهمال الحكومة الشرعية والتحالف وقال "الشرعية والتحالف عاجزان عن إصلاح طريق العبْر مأرب"، ووصف طريق مأرب – العبْر بأنه "العبور للآخرة".
وخاطب الرويشان الحكومة قائلا: "يا جماعة اخجلوا قليلا.. وتريدون للشعب أن يصدّق أنكم ستعيدون إعمار اليمن"، مشيرا إلى العبْر - مأرب هي الطريق الوحيدة الآن بين السعودية واليمن.
ولفت الى انقلاب الحافلة أمس ومقتل واصابة العشرات وقال "الكارثة أنه لا يوجد مستشفى واحد على الطريق، ولذلك تم نقل الجرحى إلى مدينة سيئون في حضرموت، قطع الجرحى 400 كم إلى سيئون، وحده الله يعلم عذاباتهم وهم في الطريق إلى سيئون، ستجد دعواتهم الطريق إلى الله لا محالة".
من جهته قال الباحث والصحفي ثابت الأحمدي "ما دام والشرعية غير راضية لإصلاح طريق العبر نقترح الآتي: بناء مستشفى على جانب الطريق لمعالجة المصابين قبل أن يقضوا نحبهم في طريق الإسعاف الطويل إلى مأرب.
واضاف الأحمدي ساخرا: "بناء مقبرة للمتوفين في الحوادث فورا على جانب الطريق، وبناء مغسلة موتى وجامع للصلاة على المتوفين، فتح محل لبيع الأكفان والحنوط، بناء قاعة عزاء على جانب الطريق، تعيين موظفين ولو من أقارب المسؤولين لإدارة المستشفى والصالة وسدانة الجامع".
المهندس محمد المحيميد كتب هو الآخر عن طريق العبر، وقال بأن هناك ميزانية مرصودة للمشروع، وبدأ العمل في الطريق الذي يحتاج لسنوات حتى انجازه.
وتحدث المحيميد عن طريق العبر، مشيرا إلى وجود ميزانية مرصودة للمشروع، وبدأ العمل في الطريق الذي يحتاج لسنوات حتى انجازه.
وسرد المحيميد مقترحات بشكل ساخر كحل حتى يتم اصلاح الطريق بشكل كامل، ومن ذلك عمل ترقيع سريع وعاجل لكل الحفر في طول الطريق ومتابعة ذلك بشكل دوري، و عمل لوحات مرورية إرشادية في كل الطريق تنبه السائقين على كل خلل ( حفرة ، مطب أو غيره ) طوال الطريق، وعمل مراكز إسعافية وسيارات إسعاف تتبعها بين كل 50 كم على طول الطريق، وكذلك، عمل دوريات مرورية وعسكرية على طول الطريق.
من جانبه قال الصحفي ضيف الله القهالي "مضى على وضع حجر الأساس لصيانة وترميم طريق العبر أكثر من سنة كاملة"، مضيفا: ماذا تحقق من ذلك؟ أم أن موضة أحجار الأساس بتاع المرحوم عادت من جديد؟ بإشارة منه إلى فساد نظام الرئيس السابق صالح.
وايضا الاعلامي سمير الصلاحي انتقد الفساد التي تمارسه الحكومة وقال "انا العبد الفقير الى الله التزم امام الجميع بسفلتة خط العبر بطريق مزدوج بالمواصفات العالمية شرط تسليمي منفذ الوديعة لمدة ثلاثة أشهر فقط".
حساب اسمه الرحال اليماني انتقد رئيس الحكومة معين عبدالملك، وقال "من فشل في صيانة طريق طوله لا يتعدى 50كم عندما كان وزيراً للأشغال لا يمكن أن يفلح في صيانه اليمن التي تتجاوز مساحتها 500 الف كم2 بعد أن أصبح رئيسا للوزراء".
فيما مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي اكتفى بالقول "طريق العبر تلتهم أرواح واجساد اليمنيين".
وتفاعلا مع القضية أعلن عضو نقابة الصحفيين اليمنيين عن تبرعه بمقتنياته الشخصية كجزء من حملة مالية لإصلاح الطريق، وقال الجبر في منشور له "انا المواطن اليتيم الذي لا وطن لي ولا دولة ولا وظيفة ولا راتب ..أعلن تبرعي : بلابتوب وكاميرا وساعتي يد رجالية ونسائية وخاتم فضة وتابلت جلاكسي، مساهمة مني ومن عائلتي في ردم حفر طريق العبر -مأرب الذي يستنزف أرواح اليمنيين".
واضاف "اتمنى من الاعزاء في مأرب تنظيم حملة شعبية لاستقبال وجمع تبرعات لإصلاح الطريق".
فيما الإعلامي جميل عزالدين قال "طريق العبر طريق الموت كم ناشدنا وكم استغثنا وكم طالبنا وكم استعطفنا لكن لا جدوى".
اما الكاتب محمد العميسي فقال "فشلوا في تحرير المدن بسبب ضغوط دولية، وفشلوا في إصلاح طريق العبر بسبب ضغوط من سكان كوكب عطارد".
عضو مجلس النواب صلاح باتيس بدروه ناشد الحكومة الشرعية بالاهتمام وإصلاح طريق العبر - الوديعة التي راح ضحيتها العشرات من المسافرين.
وقال باتيس "يا قادة الشرعية، أرجو متابعة نبض الشارع ومواقع التواصل التي تضج بأصوات اليمنيين بسبب الفواجع التي تذهب ضحيتها أسر بأكملها في طريق العبر بعضهم مسافر فرحا لأداء العمرة وبعضهم مغترب فرحا بعودته لوطنه فيتفاجؤون بالكارثة في طريقهم تحصد أرواحهم". مضيفا: ماذا ستقولون لربكم يوم الحساب؟
الناشط والإعلامي حمزة المقالح قال "من العار أن تظل هذه الطريق طاحونة موت لالتهام أرواح المسافرين، وتساءل: كم غيبت حوادث هذه الطريق من أحبة ومن آباء ومن أمهات ألا تستحق أن تحظى باهتمام المعنيين؟
واضاف: هذه طريق تحمل عليها أقدار آلاف المسافرين رغم الوعود بإصلاحها لكن لا نزال كل يوم نفجع بأخبار الحوادث الموجعة التي تترك في قلوبنا ندوبا لا تندمل".
الصحفي توفيق الشرعبي أعاد التذكير بتوقيع الإتفاق على إعادة تأهيل الطريف في السابع والعشرين من أبريل 2018 والتي وقعها محافظ مارب اللواء سلطان العرادة مع شركة جديدة اسمها شركة سبا بتكلفة 2 مليار ونصف ريال وفي مدة اقصاها عشرة أشهر.
وأثار الشرعبي التساؤل عن عدم تنفيذ المشروع حسب الاتفاق ؟ وكيف جرى تسليم المشروع لشركة حديثة، منتقدا عدم إطلاع الناس عن أسباب التأخير، وفق منشوره.
وأظهر مقطع فيديو ناشره ناشطون واحدة من الحوادث المرورية المأسوية التي تقع في هذا الطريق باستمرار، جراء الخراب الذي أصابها، وعدم صاينة الطريق، الذي يعد الشريان الدولي الوحيد الذي يربط اليمن بالعالم الخارجي.