[ اتهامات للحوثيين بالمتاجرة بالوضع الإنساني ]
خلال فترة مشاورات السويد التي انتهت في الثالث عشر من الشهر الجاري، كان واضحا أنها أخذت طابعا إنسانيا، وهو الأمر الذي حرص الحوثيون على أن يمضي بذلك النسق؛ ليحقق وفدهم أهدافهم المختلفة.
يؤكد ذلك مدير مكتب الرئاسة اليمنية ونائب رئيس الوفد الحكومي في المشاورات، عبدالله العليمي، الذي قال إن مشاورات السويد كشفت حقيقة المتاجرة بالوضع الإنساني من قبل الحوثيين. وضرب مثالا على ذلك بموضوع حصار تعز الذي لم يكن بحاجة لاتفاقات، على حد قوله.
وذكر العليمي أن تعامل وفد الشرعية في ملف الأسرى والمعتقلين كان إنسانياً صرفاً، وكذلك موضوع موافقتهم على المقترحات المقدمة من المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث بخصوص دفع الرواتب، متهما الحوثيين بإفشال كل تلك المساعي.
وبدأت الأزمة الإنسانية في اليمن عقب انقلاب سبتمبر/أيلول 2014 تتفاقم بشكل كارثي، حتى بلغت نسبة الفقر في البلاد أكثر من 85%.
ابتزاز
يقول الإعلامي أحمد الصباحي إن الوضع الإنساني هو من آخر اهتمامات جماعة الحوثي، فهم لا يبالون بأحوال المواطنين، ودليل ذلك انقلابهم على الدولة بحجة ارتفاع الأسعار التي أصبحت اليوم أكثر بكثير من ذلك الحين.
وذكر لـ"الموقع بوست" أن الحوثيين استفادوا من الملف الإنساني بالمتاجرة به لابتزاز المجتمع الدولي والشرعية، وادعاء المظلومية، وأن هناك دولا تمنع عنهم الغذاء والدواء وتمنع وصول الطائرات والسفن، وهو ما يناقض الواقع.
وأضاف "تسببت تلك المتاجرة بخلق مزيد من الضغط على الشرعية والتحالف تحت مسمى الوضع الإنساني، وهو ما انعكس مباشرة على مخرجات مشاورات السويد الأخيرة التي خدمت الحوثيين، وأجبرت الحكومة على الرضوخ في ملفات كالأسرى والمعتقلين".
واستطرد الصباحي "لو كان الحوثيون صادقين في مسألة الملف الإنساني، لكانوا تعاونوا مع الحكومة في الملف الاقتصادي، ووافقوا على افتتاح مطار صنعاء ومرور الطائرات عبر عدن أو سيئون من أجل تخفيف معاناة السكان، لكن الأمر مجرد شعارات زائفة أمام المجتمع الدولي، الهدف منها كسب مزيد من الوقت والأوراق التي تفيدهم في الجانب السياسي".
توقف معركة الحديدة
برغم محاولات الحكومة والتحالف العربي خلال الفترة الماضية من أجل استكمال تحرير الحديدة، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، فقد مارس المجتمع الدولي ضغطا كبيرا لمنع التحرك العسكري هناك، خشية أن تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل أكبر؛ نظرا لأن ميناء الحديدة تصل عبره الكثير من المساعدات الإنسانية.
وكان من أبرز نتائج مشاورات السويد هو إرسال قوات لحفظ السلام في الحديدة ستصل هذا الأسبوع وإعادة الانتشار للقوات، ما يعني توقف المعارك هناك وخضوع الموانئ للإشراف الأممي.
ويربط كثير من النشطاء الحقوقيين بين ما تم التوصل له بخصوص الحديدة، ودور المنظمات الدولية التي تتعامل مع منظمات ومؤسسات مجتمع مدني محلية أغلبها تابعة للحوثيين.
ويؤكد الناشط الحقوقي همدان العليي أن للمنظمات الدولية في اليمن دور سياسي واضح، يتجلى من خلال تعمدها زيارة بعض المحافظات وتجنب أخرى.
وخلص إلى أن تلك المنظمات تمارس أنشطة مشبوهة وتجاوزات مختلفة، تؤكد التورط السياسي والاستغلال الفاضح للمف الإنساني بغية تعطيل أي جهود عسكرية تسعى إلى استعادة الدولة وتحرير البلاد.
أوضاع متردية
أدى استمرار الحرب في اليمن إلى تدهور مختلف الأوضاع في البلاد، فضلا عن ممارسة الكثير من الانتهاكات بحق المواطنين، أغلبها قامت بها جماعة الحوثي.
وتقول منظمات مختلفة إن قرابة 14 مليون يمني على حافة المجاعة، في ظل تحذيرات من تردي الأوضاع الإنسانية بشكل أكبر.
وبحسب وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت، فقد توفي حتى اليوم 85 ألف طفل يمني بسبب المجاعة.
وتعيش البلاد في ظل الحرب منذ مارس/آذار 2015، جراء تدخل التحالف العربي من أجل دعم الشرعية واستعادة الدولة وفق أهدافه التي أعلن عنها.