[ تعرضت قرية الحقب لانتهاكات واسعة في دمت من قبل الحوثيين ]
تواصل جماعة الحوثي انتهاكاتها بحق المواطنين، في عدد من القرى الواقعة تحت سيطرتها في مديرية دمت شمال الضالع، وعدد من القرى الواقعة على خط التماس، بين مواقع الجيش الوطني، ومسلحي الجماعة.
وتعد منطقة الحقب، جنوب مدينة دمت، من أكثر المناطق تأثراً بالحرب الدائرة في المديرية، إذ تعرضت لقصف عنيف من قبل مسلحي جماعة الحوثي أجبر أهاليها على النزوح بشكل كامل.
وعقب سيطرة الجماعة على الحقب تعرض من تبقى من أهالي القرية -معظمهم من كبار السن- للاختطاف من قبل مسلحي الجماعة، فيما تعرضت منازل المواطنين ومزارعهم للنهب والإحراق.
قصة البداية
مع اندحار جماعة الحوثي إلى أسوار مدينة دمت، بعد خضوعها معارك عنيفة مع قوات الجيش الوطني في جبهتي مريس ودمت في يوم 5 نوفمبر 2018، أصبحت قرية الحقب منطقة صراع يحاول كلا الطرفين السيطرة على الجبال المطلة عليها، نظرا لأهميتها الإستراتيجية في السيطرة على مدينة دمت.
ومنذ ذلك اليوم أمطرت جماعة الحوثي منطقة الحقب بقذائف المدفعية الثقيلة، مما اضطر بعض الاهالي حينها للنزوح.
ومع استمرار المواجهات واستمرار استهداف الحقب من قبل جماعة الحوثي، اضطر من تبقى من أهالي القرية للنزوح إلى مناطق مريس وقعطبة، ليرتفع عدد الأسر النازحة إلى أكثر من 500 أسرة بحسب تأكيدات مصادر محلية ومنظمات إغاثية وحقوقية لـ"الموقع بوست".
ومع سيطرة جماعة الحوثي على منطقة الحقب لاحقا تزايدت انتهاكات الجماعة بحق الأهالي، إذ أقدمت الجماعة على سلسلة من الانتهاكات بحق من تبقى من الأهالي، وعاث مسلحوها فسادا في القرية.
قصف متواصل
وبحسب الناشط الحوقي محمد أبو طلعة، في حديث لـ"الموقع بوست"، فإن جماعة الحوثي المتمركزة في الجبال المحيطة بقرى الحقب وبيت اليزيدي ومحقن أقدمت في يوم 11 نوفمبر الماضي على شن أعنف قصف على المباني السكنية في هذه القرى.
وأوضح أبو طلعة أن القصف أدى لتضرر عشرات المنازل في قريتي الحقب وبيت اليزيدي، ونتج عنه مقتل 6 مدنيين بينهم امرأتان وجرح 14 مدنيا.
وبحسب محمد أبو طلعة، فإن الحقب ليست وحدها من اضطر أهلها للنزوح فقد أقدم مسلحو الحوثي على إجبار أهالي قريتي خاب والرباط والأثلة وقضاة والكولة الواقعة تحت سيطرتهم على النزوح من قراهم وقاموا بالتمركز في أعالي الجبال المطلة عليها.
إحصائيات
من جانبه كشف رئيس مركز وعي للإعلام وحقوق الإنسان أحمد الضحياني أن مليشيات الحوثي ارتكبت (281) انتهاكا بحق السكان المدنيين في قرى الحقب جنوب مدينة دمت بمحافظة الضالع خلال الفترة من 5-21 نوفمبر 2018.
وأوضح الضحياني في تصريح لـ"الموقع بوست" أن "الانتهاكات توزعت بين قتل وإصابة المدنيين بالقصف والقنص والقيام بحملة اختطافات وتدمير للمنازل وتهجير للسكان جميعها ارتكبتها مليشيات الحوثي".
وأشار إلى أنه تم رصد مقتل (6) مواطنين بينهم امرأتان وإصابة (11) مواطنا بينهم امرأتان في قصف وقنص الحوثيين على قرى الحقب جنوب مدينة دمت.
فيما سجل الفريق تدمير 11 منزلا في قرى الحقب بقذائف الهاون، ونزوح (246) أسرة إلى قرى مريس ومدينة قعطبة.
منذ أول يوم لوصول المعارك إلى منطقة الحقب قامت جماعة الحوثي بشن قصف عنيف بقذائف المدفعية الثقيلة على منطقة الحقب.
وأدى القصف إلى سقوط أعداد من القتلى والجرحى في صفوف الأهالي وتدمير عدد من المنازل.
وحتى اللحظة لا توجد إحصائية دقيقة لعدد المنازل التي تعرضت للقصف من قبل الحوثيين إذ تمنع الجماعة حتى أهالي المنطقة من دخولها بعد أن أصبحت تحت سيطرتها، كما قامت الجماعة فور سيطرتها على الحقب باختطاف من تبقى من الأهالي ومعظمهم كبار في السن.
واعتقلت المليشيا عددا من المواطنين عقب سيطرتها على منطقة الحقب بعد مداهمتها لمنازلهم الشهر الماضي.
نهب المنازل
ولم تكتفِ جماعة الحوثي بتهجير أبناء منطقة الحقب أو قصف منازلهم بل قامت بعمليات نهب واسعة لمنازل المواطنين عقب سيطرتها على المنطقة.
وبحسب سكان محليين فإن أبرز المنازل المنهوبة منزل الحاج ةاصر صالح الحقب (أمين القرية) الذي أوضح السكان أن الحوثيين قاموا باقتلاع أبواب المنزل، ونهب كل ما فيه من سلاح شخصي وجنابي وذهب النساء، إضافة إلى نهب أموال صندوق القرية الخيري.
فيما قال مواطن نازح من أبناء الحقب لـ"الموقع بوست" -فضل عدم ذكر اسمه خوفا من تعرض منزله للأضرار من قبل الحوثيين- إن الحوثيين قاموا بإطلاق قذيفة آر بي جي على منزله بعد أن عجزوا عن كسر أبوابه وقاموا بالدخول من الفتحة التي أحدثتها قذيفة الآر بي جي ونهبوا كل ما في المنزل.
ويؤكد عدد من أبناء الحقب أن الحوثيين قاموا بإحراق عدد من المنازل في المنطقة بعد نهبها.
وبحسب راصد الشبكة اليمنية للحقوق والحريات بمحافظة الضالع فإن الحوثيين جعلوا من منازل قرية الحقب متارس لهم.
وأوضح الراصد وفقا لبيان نشرته الشبكة قبيل أيام فإن الحوثيين قاموا بنشر القناصين في المنازل المرتفعة، وجعلوها مخابئ ومراكز للمبيت.
وأشار إلى أن مسلحي جماعة الحوثي يقومون بإطلاق النار بالسلاح الثقيل والمتوسط، باتجاه الجيش الوطني خارج القرية، بهدف تبادل النيران لإلحاق الخراب الشامل بالقرية.
نفوق المواشي
وفي لقاءات متعددة، أوضح عدد من النازحين من أبناء الحقب لـ"الموقع بوست" أن الحوثيين يفرضون حصارا خانقا على القرية ويمنعون الأهالي من دخولها.
وأوضحوا أن الحصار أدى لنفوق الثروة الحيوانية لأهالي الحقب من أبقار وأغنام ومواشٍ وغيرها.
أوضاع مأساوية
ويعاني النازحون من أهالي منطقة الحقب والمناطق الواقعة في مناطق المواجهات بجبهة دمت أوضاعا إنسانية صعبة.
ويشكو النازحون من غياب تام لمنظمات الإغاثة ونقص حاد في الغذاء والفرش ويسود تخوف من إصابة الأطفال بالأمراض خصوصا مع ما تشهده مريس هذه الأيام من موجة برد قارس.