[ يرى محللون أن واشنطن لا تريد لهذه الحرب أن تنتهي ]
تتسارع الأحداث في العديد من جبهات القتال باليمن، بعد ركود متقطع شهدته طوال الأعوام الماضية، أبرزها تعز وصنعاء.
وشهدت عدة جبهات معارك عنيفة في الحديدة التي تم إطلاق عملية عسكرية واسعة لتحريرها قبل يومين، نظرا لموقعها الإستراتيجي المهم.
إضافة إلى ذلك، شنت القوات الحكومية بدعم من التحالف العربي هجمات على مواقع الحوثيين في البيضاء، والضالع، وحجة، تمكنت خلالها من التقدم في عدة مناطق، وقتل عدد من قيادات تلك الجماعة.
جاء هذا التحرك العسكري بالتزامن مع دعوات المجتمع الدولي لوقف القتال في اليمن، والحديث عن عقد جولة جديدة من المشاورات خلال الشهر الجاري.
ظروف مواتية
حول إمكانية استمرار المعارك في تلك الجبهات، يرى الصحفي عبد الكريم الخياطي أن الظروف السياسية الحالية للسعودية، قد تكون في مصلحة الشرعية إن أحسنت استغلال الأمر وبشكل سريع.
وبيَّن أن "سياسة المملكة تتعرض لانتقادات كبيرة على المستوى الدولي بسبب التجاوزات الإنسانية والحقوقية، والارتباك الواضح في الملف اليمني"، مستطردا "لعل السعوديين أدركوا مؤخرا أن التخبط وتشتيت جهود الجيش الوطني في اليمن لصنع خارطة مستقبلية من الولاءات لن يكون الآن في صالح المملكة".
وأضاف "هناك ضغوط شعبية يمنية ترفض هذا التخبط السعودي وتسليم الملف الأمني للإمارات، لذلك كله ربما أن السعوديين بدؤوا بدعم جميع الجبهات، ولو مؤقتا للأسباب السابقة، ولرغبة تلك الدولتين في تحويل الاهتمام الإعلامي الدولي عن مأساة الحديدة الإنسانية".
كما أن دعم بقية الجبهات التي يتواجد فيها الجيش الوطني الموالي للرئيس هادي والمقاومة التي يتكون جزء كبير منها من أنصار حزب الإصلاح ولو بشكل بسيط، يخفف من الشكوك حول نوايا السعودية والإمارات في اليمن، ويعطي انطباعا أن المعركة شاملة وليست فقط للسيطرة على مناطق الساحل اليمني وتأمين الحدود الجنوبية للملكة، يوضح الخياطي.
مآلات مختلفة
ولا تزال حتى اليوم جبهة صنعاء متوقفة، ويتوقع الصحفي الخياطي أن تستمر المعارك الحالية لعدة أيام، وقد تعطي السعودية الضوء الأخضر لمقاومة نهم والجيش الوطني بالتحرك في تلك الجبهة، في حال استمرار معركة الحديدة لوقت أطول.
الأمر بالنسبة للخياطي يتعلق كذلك بالترتيبات التي تم تسريبها حول مطالب الخارجية والدفاع الأمريكيتين من المملكة، بحسم الحرب وإنهائها خلال 30 يوما.
ويعتقد أن أمريكا والسعودية والإمارات اتفقت على صيغة جديدة لتقسيم اليمن إلى مناطق نفوذ لجميع الأطراف بما فيهم الحوثيون وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهو ما سيتضح أكثر من خلال سير المعارك الحالية وتعامل التحالف مع مختلف الجبهات.
ورقة ضغط
في قراءته للمشهد الحالي يرى الكاتب الصحفي أمجد خشافة أن عودة المعارك في الجبهات من جديد جاءت بعد إعلان عودة المشاورات بين الحكومة والانقلاب قبل انتهاء العام الجاري، وهذا يحدث دائما قبل إعلان أي مفاوضات.
وهذا كله -وفق خشافة- لمحاولة تحسين شروط التفاوض، والضغط على الحوثيين لدخول المفاوضات وليس في إطار عملية تحرير البلاد من الانقلاب.
واستدرك "كان يمكن أن تكون هذه المعارك والتقدم قبل 3 أعوام، لكن اتضح أن عملية التحرير الفعلية التي قادها التحالف هي إلى نقاط جغرافية معينة، ثم ما بعد هذه النقاط صارت المعارك مجرد ضغط على الحوثيين وليس عملية تحرير".
مستقبل الحرب
في سياق متصل يؤكد الدبلوماسي عبد الوهاب العمراني أن اليمن لن تستقر في حال انتهت الحرب بشكلها الحالي لمجرد إملاء دولي ورغبة لضغوط دولية، معتقدا أن تلك المحاولات هي لإنقاذ الحوثي أو حل مشكلة السعودية من مستنقع اليمن.
وبحسب مقال للعمراني فإن ذلك تكتيك لابتزاز السعودية مستقبلا بفزاعة “الحوثي”، كون واشنطن لا تريد وقفا لهذه الحرب وليس نهايتها، مستبعدا أي تسوية مفترضة ممكنة من خلال مفاوضات آخر الشهر الجاري برعاية أممية، نظرا لعدم قبول الحوثيين بالمفاوضات، وعدم قبول الشرعية بالحوثيين كقوة.
وكان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، قدم قبل أيام رؤية لإنهاء الحرب في اليمن، تستند على إقامة منطقة حدودية منزوعة السلاح، ونزع الأسلحة الثقيلة بشكل كبير (الصواريخ الباليستية)، وذكر أنه وعد الحوثيين بمنطقة حكم ذاتي.