[ المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث ووزير الخارجية اليمني خالد اليماني ]
يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، مساعيه من أجل عقد جولة جديدة من المشاورات، من المرجح أن تعقد تلك المباحثات نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأوضح غريفيث في حديث متلفز مع قناة "العربية" أن "المكانين المقترحين لعقد المحادثات، هما مدينة جنيف السويسرية، أو العاصمة النمساوية فيينا".
في هذا الصدد أكد وزير الخارجية خالد اليماني، على أهمية الإعداد المسبق لجولة المشاورات القادمة والتنسيق مع الحكومة اليمنية لضمان نجاحها بحيث تخرج بنتائج إيجابية تخفف من معاناة أبناء الشعب اليمني، وأهمية مساندة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الإعداد لها لضمان احترام الانقلابيين للعملية التشاورية وعدم السماح لهم بالمماطلة والتنصل عن الالتزامات الواردة في مرجعيات الحل للأزمة.
جاءت هذه التحضيرات، بعد فشل انعقاد المشاورات التي كان مقررا انعقادها في جنيف في السادس من سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك بسبب غياب وفد الحوثيين.
وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس طرح أفكارًا جديدة لإنهاء الحرب في اليمن، تعتمد على إيجاد مناطق منزوعة السلاح ونزع الأسلحة الثقيلة، مشيرا إلى أن الحوثيين سيحصلون على منطقة حكم ذاتي "حتى يمكنهم التآزر وإسماع صوتهم للعالم وعندها لن يكونوا بحاجة لإيران".
وفشلت سابقا أربع جولات للمشاورات حدثت بين عامي 2015 و 2016، ولم تخرج بأي نتائج تنهي أزمة اليمنيين الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية مأساوية.
وحذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، قبل أيام، من "مجاعة كبرى وشيكة" في اليمن لم يشهدها العالم منذ عقود، إذا لم يتحرك المجتمع الدولي سريعًا لمعالجة النزاع في البلاد.
وذكر أن 2.5 مليون يمني من المحتمل أن يعانوا من انعدام حاد في الأمن الغذائي، خلال الأشهر المقبلة، ليضاف ذلك إلى ثمانية ملايين تصل إليهم شهريًا بالمساعدات، ليصبح العدد 11 مليونًا.
توقعات
وشهدت المنطقة مؤخرا اضطرابات كثيرة، أبرزها حادثة مقتل الإعلامي جمال خاشقجي، وحول ما إذا كان يمكن أن تؤثر المتغيرات الجديدة على مخرجات المشاورات القادمة، يعتقد الكاتب الصحفي والباحث عدنان هاشم أن الضغوط الدولية ستجبر الحكومة على القبول بالحوثي كشريك بشروط الحوثيين أنفسهم.
واستطرد "تأكد للمجتمع الدولي أن التحالف غير قادر على حسم الحرب ولا إجبار الحوثيين على التراجع، والنموذج الذي قدمه في المحافظات المحررة سيء للغاية، ولا يمكن البناء عليه بشكل مشجع في منطقة أخرى".
وتوقع هاشم أن تكون الشهور القادمة حاسمة بشأن الحرب في اليمن، والتحركات الدولية ستكون محور ارتكاز هذا الحسم.
وبالنسبة لما طرحه ما تيس رأى هاشم أنه لا ينهي الحرب، بل يهدف إلى تأمين السعودية وحدها، وستعلن الرياض عقب ذلك تعليق عمليات التحالف العربي في اليمن.
وأضاف "سيدخل اليمنيون بعدها حرب أهلية جديدة، في الوقت ذاته تكون قد تموضعت السعودية والإمارات في الجنوب، وسيتم الاعتراف بالحوثيين كثوة محلية، مقابل خروجهم ولو شكليا من محور إيران".
تصعيد وضغوط
وكانت مليشيات الحوثي قد أعلنت عن امتلاك القوة الصاروخية التابعة لها تقنية الصواريخ الذكية بدر1- p الباليستي قصير المدى، الذي تم تطويره من الصاروخ بدر 1.
فيما دعا بيان مشترك لعدد من المنظمات الدولية والمحلية، المبعوث الأممي إلى اليمن، والمجتمع الدولي، إلى تكثيف جهودهم من أجل استئناف المفاوضات بين الأطراف المتصارعة ، كما طالبت الأطراف المحلية والإقليمية بالتعاون التام الفوري وغير المشروط مع جهود المبعوث الأممي.
وهي ذات الدعوات التي صدرت من الاتحاد الأوروبي، الذي حث الأطراف اليمنية كافة للانخراط مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة في البحث عن حل سياسي للنزاع الدائر في البلاد.
وكانت مصادر قد كشفت لـ"الجزيرة نت" أن ما يدور في الكواليس هو هو إعادة إحياء لمبادرة وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري، التي قدمها في 2016، والتي تتضمن ثلاثة بنود رئيسية هي: تشكيل حكومة وحدة وطنية، وانسحاب المسلحين من المدن والمؤسسات، وتسليم السلاح الثقيل لطرف ثالث.
وتقضي بنود المبادرة بأن يعيّن هادي نائبا له باتفاق الأطراف اليمنية، ومن ثم يخوله كامل صلاحياته الدستورية، مع بدء سريان وقف شامل لإطلاق النار في كل أنحاء البلاد، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من جميع الأطراف.
وفي تطور آخر، أعلنت ماليزيا مؤخرا انسحاب قواتها من التحالف العربي، وذلك بعد إعلان وزير الدفاع الماليزي محمد سابو في يونيو/حزيران الماضي أن بلاده أعادت النظر بتواجدها العسكري في السعودية.