هددت النقابة العامة لعمال البلديات والإسكان في اليمن بإضراب شامل لعمال النظافة في العاصمة صنعاء، في حال لم تلبَّ مطالبها المتمثلة بتقديم قيادي حوثي للعدالة، بعد اعتدائه على المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين في المدينة.
وبحسب وثيقة رسمية حصل عليها "العربي الجديد"، فإن النقابة هددت بالإضراب على خلفية اعتداء قيادي حوثي يدعى (أبو زيد شايم) على المدير العام التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين في أمانة العاصمة والتهجم عليه في منزله أمام أسرته وأولاده.
وذكرت النقابة في بيانها الموجه لعمال قطاع النظافة في أمانة العاصمة، أن القيادي الحوثي قام أيضاً بتهديد مدير إدارة الدعاية والإعلان على خلفية مطالبة الإدارة لشركة الدعاية والإعلان، التي تولت حملتي المولد النبوي ويوم الشهيد الحوثي، بسداد ما عليها من رسوم لصندوق النظافة والتحسين حتى يتمكن القطاع من سداد ما عليه من أجور للعاملين فيه.
وأوضح البيان بأن المكتب السياسي لجماعة الحوثي كلّف وكيل قطاع الخدمات أحمد السقاف، بتقديم "التحكيم في الحق الشخصي"، حيث وعد بضبط المعتدي وفقاً للقانون ورد الاعتبار للمعتدى عليهم، ووضع حد لعدم تكرار مثل هذه الانتهاكات في حق العاملين في القطاع بمختلف صفاتهم ومواقعهم بحسب الوثيقة.
وأبدت النقابة "أسفها لعجز الجهات الأمنية أو مماطلتها في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، حيث لا يزال المعتدي (أبو زيد شايم) حراً طليقاً، ولم يُتخذ ضده أي إجراء قانوني، وكأنه فوق القانون والأعراف".
وجددت النقابة تأكيدها لعمال النظافة بأنها متمسكة بحقوق العاملين بكافة الطرق والوسائل المشروعة. كما طالبت قيادة أمانة العاصمة ممثلة بالقائم بأعمال أمين العاصمة حمود النقيب بسرعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وضبط القيادي الحوثي المعتدي أبو زيد شايم وفقا للقانون، ورد الاعتبار للعاملين في قطاع النظافة والتحسين خلال مدة أقصاها يوم الجمعة القادمة 11 ديسمبر/كانون الأول، " أو سيبدأ العاملون بالقطاع إضراباً شاملاً منذ يوم السبت 12 ديسمبر والذي يصادف الذكرى السنوية لتكريم عامل النظافة في اليمن"، حتى تنفيذ مطالبهم.
وخاطبت النقابة سكان العاصمة " نقدم أسفنا الشديد واعتذارنا لكافة الأخوة المواطنين عما سيلحق بهم من أضرار بيئية نتيجة اضطرارنا لتنفيذ الإضراب، كما ندعو جميع المواطنين إلى تفهّم موقفنا ومساندتنا في مطالبنا القانونية والمشروعة".
وأهابت النقابة بالعاملين وبالموظفين في القطاع الوقوف يداً واحدة لدعم قضاياهم "وعدم الانجرار وراء أي دعوات تهدف إلى شق الصف أو الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة"، داعية الاتحادات والنقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى التضامن مع قضيتهم وإدانة الاعتداءات والانتهاكات التي تمارس ضد عمال النظافة.
كما حذرت الحوثيين من القيام بأية إجراءات تعسفية ضد أي موظف أو عامل في القطاع نتيجة ممارسة حقوقهم المكفولة قانونيا.
جدير بالذكر أن عمال النظافة في اليمن كانوا قد نفذوا احتجاجات وإضرابات متفرقة خلال السنوات القليلة الماضية انتهت بعضها بوعود حكومية برفع الحد الأدنى لأجورهم من 21 ألف ريال (100 دولار أميركي) إلى 31 ألف ريال (150 دولاراً).
ويعمل في قطاع النظافة في اليمن نحو 50 ألف عامل وموظف أغلبهم، ما زالوا يعملون بالأجر اليومي من دون تثبيت. ويتكون أغلب هؤلاء العمال من اليمنيين ذوي البشرة السوداء الذين يطلق عليهم محليا (الأخدام) ويعرفون رسمياً وفي بيانات المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية بـ"المهمشين".