[ تزايد حوادث الانفلات الأمني في الضالع ]
تشهد محافظة الضالع تصاعدا في مسلسل الانفلات الأمني، وظاهرة الاغتيالات، في ظل عجز تام لدى السلطات الأمنية والمحلية.
وكان أبرز تلك الحوادث اغتيال القيادي في حزب الإصلاح، زكي السقلدي، والذي يشغل رئيسا لفرع الإصلاح بمديرية الضالع، في حادثة سبقتها محاولات اغتيال لقادة آخرين في ذات الحزب.
فقد نجا قياديان في حزب الإصلاح من محاولتي اغتيال في مديرية قعطبة شمال المحافظة.
رئيس دائرة التنظيم والتأهيل في حزب الإصلاح بالضالع سابقا عبدالعزيز غالب كان قد نجا من محاولة اغتيال، عبر تفجير عبوة ناسفة في سيارته، بمنطقة الجبارة بمريس، فيما نجا القيادي في إصلاح الضالع الشيخ عادل القاضي هو الآخر من محاولة اغتيال في ذات المنطقة.
انفلات آخر
وتصاعدت ظاهرة الانفلات الآمني في الآونة الأخيرة، وأعمال القتل في محافظة الضالع بشكل غير مسبوق، فإلى جانب حادثة اغتيال الصحفي السقلدي، فقد اغتيل مواطن وجندي في الحزام الأمني خلال الأسبوع المنصرم، فيما قامت قوات الحزام الأمني بقتل مواطنين اثنين، قالت إنهما من المطلوبين أمنيا في ذات الأسبوع، وهما محمد الهندي وجواس المنصوب والأخير جندي في صفوف أمن الضالع.
وبرغم أن اغتيال القيادي في حزب الإصلاح زكي السقلدي، لقي إدانات واسعة، وفجر غضبا شعبيا لدى معظم شرائح المجتمع بالضالع، إلا أنه أثار كثيرا من التساؤلات، حول من يقف خلف هذه الاغتيالات؟ ومن المستفيد منها ؟ ولماذا يتم استهداف حزب الإصلاح في عدن والضالع؟
استهداف للمشروع الوطني
الصحفي والناشط عبدالرحمن الفهد قال إن استهداف التجمع اليمني للإصلاح في الضالع ليس منفصلا عن الاستهداف الذي يتعرض له في عدن ولحج وأبين وتعز، وما تعرض له في السابق قبل الانقلاب وبعده.
ويؤكد الفهد أن "الاستهداف هو جزء من مخطط يستهدف كل القوى الفاعلة، على الساحة السياسية، والقضاء على التعددية السياسية والحزبية في اليمن".
ويعلل الفهد التركيز في الاستهداف على حزب الإصلاح كونه أكبر الأحزاب السياسية، وأكثرها تماسكا، بعد تفكك المؤتمر الشعبي العام، إذ يرى أن الإصلاح هو الضامن الوحيد، للحفاظ على المكتسبات الوطنية، ومواجهة مشاريع التقسيم والفوضى.
واختتم عبدالرحمن الفهد حديثه لـ"الموقع بوست" بالتنويه بأن من يتخيل أن هذه العصابات، ومن يقف خلفها، ستكتفي بالإصلاحيين، فهو واهم، مؤكدا أنه حين تظن تلك العصابات أنها قد نالت من الإصلاح، ستبحث عن خصم آخر، ولن يسلم منها حتى من يقف معها اليوم، ولن تشفع لهم تلك المنشورات التي تبرر لها أفعالها، فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.
أياد عابثة
الكاتب والصحفي صلاح السقلدي قال إن ما يحدث في مدينة الضالع من أعمال بلطجة وقتل واستهداف صريح لأمن الناس ومصادرة لآرائهم وقناعاتهم المتعددة، بل ولحياتهم - مدنيين وعسكريين - تقوم بها جهات- مجهولة معلومة- من خلال عناصر مسلحة مستأجرة.
ونقل السقلدي عن أحاديث شبه متطابقة لساكني المدينة وما جاروها تأكيدهم أن الجُناة عادة ما ينفذون عملياتهم الإجرامية بكل ثقة واطمئنان، من أن أحداً لن يقتفي أثرهم، أو التعرض لهم، أو قتلهم أو القبض أو حتى الإبلاغ عليهم، كأضعف الإيمان.
ووجه السقلدي دعوته لكل أبناء الضالع وسلطات وجهات أمنية ونخب سياسية وثورية مختلفة وشخصيات اجتماعية، للتصدي لهذه الآفة التي وصفها بالمدمرة، بعمل مشترك متكاتف، والشروع بعمل شعبي جماهيري سياسي أمني ديني توعوي للتصدي لهذه الظاهرة والوقوف حيالها بحزم وبجدّية، والتسلح بروح المصارحة مع الكل، وكشف ما وراء الكواليس.
وأشار إلى أن أرواح الناس وأمنهم وكرامتهم وأملاكهم ليست وسيلة للمتاجرة السياسية والبيع والشراء في بازارات المواقف والارتزاق، وأسواق نخاسة الأوطان، على حد وصفه.