[ وقفة احتجاجية للبهائيين في صنعاء تندد باختطاف الحوثيين ]
مجددا تعود قضية البائهيين في اليمن إلى الواجهة، بعد إقدام مليشيات الحوثي على اعتقال الناشط في جماعة البهائية عبدالله العلفي المتحدث الرسمي لتلك الطائفة.
وأدانت منظمة سام للحقوق والحريات تلك الحادثة، واعتبرت ذلك تطورا مؤسفا ضد الطائفة البهائية في اليمن.
ودعت "سام" مليشيات الحوثي إلى الإفراج الفوري غير المشروط عن الناشط البهائي عبد الله العلفي، وكافة نشطاء الرأي من الصحفيين والسياسيين المعتقلين في سجونها.
المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت -في وقت سابق- أفادت بأن "الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق من مضايقات البهائيين واحتجازهم من قبل الحوثيين في صنعاء. لقد استهدف الحوثيون الطائفة البهائية في خطاب تحريضي إلى جانب موجة من الاعتقالات واستدعاءات من المحكمة والعقاب بدون عملية قانونية عادلة أو شفافة".
وكانت جماعة الحوثي قد اعتقلت العام الماضي قرابة 25 بهائيا، أثناء مشاركتهم في ورشة عمل نظمتها إحدى مؤسسات المجتمع المدني بصنعاء.
تمزيق المجتمع
وهناك اتهامات للحوثيين بالتواطؤ مع تلك الديانة، وتعمد اضطهاد أتباعها مقابل خروجهم من البلاد كلاجئين، وإيجاد العديد من الأقليات في البلاد.
إلا أن الناشط همدان العليي اعتبر ممارسات الحوثيين ضد البهائية، هي ذاتها التي تقوم بها الجماعة ضد أي فئة من فئات المجتمع مُخالفة لها في التوجُّه الديني وحتى الثقافي والسياسي.
وأكد أن الحوثيين لا يؤمنون مطلقا بالتعايش، فبدؤوا منذ وقت مبكر خلال الحروب المختلفة بالتنكيل باليهود، وما أعقب ذلك من تهجير لسكان صعدة أو حِرف سفيان بعمران.
ووفقا لـ"العليي" فإن استهداف مليشيا الحوثي لكثير من النشطاء ومناوئيهم، وعديد من المكونات المجتمعية والسياسية والثقافية التي تخالفها، ومنهم البهائيون، تأتي في إطار عدم إيمانهم بمن يعارضهم.
تنكيل
يتعرض البهائيون في اليمن -كما يقول رئيس مؤسسة كل الشباب، والباحث في مجال حقوق الأقليات، سامي النجار- لمختلِف أنواع التنكيل، وأدى ذلك إلى سفر أغلبهم إلى خارج البلاد.
وأضاف أن البهائيين يعانون بسبب الممارسات التي يقوم بها المتطرفون، والمتشددون الذين يصفونهم بـ"الروافض"، وهم إحدى الفرق الشيعية التي تكفر كثير من الصحابة وتكيل لهم الشتائم.
ويحتجز الحوثيون عددا من البهائيين في سجونهم، بمزاعم أنهم يعملون ضد الإسلام، وعمالتهم للخارج منها دولة الكيان الصهيوني، كما يؤكد النجار.
وعن عدد البهائيين في اليمن ذكر النجار أنهم قرابة 300 أسرة، وعددهم حوالي ألفي شخص، موزعين في أكثر المحافظات اليمنية.
وفي معرض حديثه طالب الباحث بإيقاف تلك الممارسات ضد الأقليات في اليمن ومنها "البهائية"، وتعايش أبناء الوطن مع بعضهم بغض النظر عن معتقداتهم.
سياسة تكميم الأفواه
أما الصحفي عمار زعبل، فتساءل عن سبب تعرض البهائيين للاضطهاد في اليمن وإيران فقط، وعدم حرص الحوثيين على أن يعكسوا نظرة إيجابية عنهم للشعب اليمني والعالم أنهم يتقبلون الآخر مهما كان اختلافه عنهم، ويحترمون حقوق الأقليات وفقا لقانون حقوق الإنسان الذي تعتبر اليمن من الدول الموقعة عليه والملزمة به.
وفسر ذلك بالقول: "هذا الاضطهاد يؤكد سياسة الحوثيين القائمة على مبدأ القمع والاعتقال والتخويف وتكميم الأفواه"، مؤكدا أنهم يحرصون على تطبيق كل ما ترغب به إيران في اليمن، بالرغم من أنهم يصرون على أنهم زيود وليسوا اثناعشريين.
لماذا يُحاربون؟
في حوار سابق لـ"الموقع بوست" مع المتحدث باسم البهائية في اليمن عبدالله العلفي، ذكر أن فكر محاربتهم هو دخيل على المجتمع اليمني، ويصدر للبلاد بكل حذافيره من إيران، بسبب عدائهم المستمر لهذه الديانة التي ظهرت هناك.
واتهم جهاز الأمن القومي باليمن، بأنه ينتهج بأوامر من إيران لمتابعة البهائيين في اليمن، واستغلوا حالة الفوضى الحاصلة في الفترة الأخيرة، وبدؤوا بحملة منظمة لاضطهادهم.
وتابع "يريدون أن ننكر ديننا وأن لا نتحلى بمكارم الأخلاق والدعوة إلى السلام والتي تعتبر من الأحكام الرئيسية في الدين البهائي، أو يكون مصيرنا السجن وتلفيق التهم المستهلكة من عملاء وغيرها لنا".
واستطرد "نحن البهائيين أحد المكونات الأصيلة في مجتمعنا اليمني وقد تعايشنا على مر العقود المتلاحقة مع كل مكونات بلدنا الحبيب، والذي كان معروفاً حبه للتعايش والاختلاط مع الثقافات والأفكار والمذاهب والأديان".
وتصنف البهائية كجماعة سرية في اليمن، ظهر نشاطها إلى العلن بعد انقلاب سبتمبر/أيلول 2014، فيما تعرض أفرادها للاعتقال والمضايقات قبل ذلك بأشهر قليلة.