[ صعد المجلس الانتقالي في حضرموت من تحركاته ضد الحكومة ]
شهدت محافظة حضرموت، مؤخراً تطورات ميدانية جديدة،حيث أطلق المجلس الانتقالي الجنوبي، برنامجاً تصعيدياً في ،لإسقاط الحكومة، تزامن مع ما تشهده عاصمة الوادي سيئون من حراك شعبي تحول خلال الأيام الأخيرة، إلى دعوات لإسقاط وكيل المحافظة عصام الكثيري واستبدال أفراد المنطقة الأولى بنخبة حضرموت أسوة بالساحل.
وكانت الأيام الماضية،قد شهدت احتجاجات شعبية في حضرموت،للتنديد بالتدهورالاقتصادي، أعقبها حرفا لمسار المطالب الحقوقية وفرض العصيان بالقوة، وقطع الطرقات عبر حرق الإطارات وإغلاقها بالقوة أمام المارة، وانتشار مظاهر حمل السلاح التي لم يعهدها أبناء المحافظة وسط استنكار بأوساط المجتمع لمثل هذه المظاهر التي يعتبرها البعض دخيلة على المجتمع .
وأصدرت اليوم الثلاثاء، اللجنة الأمنية بوادي وصحراء حضرموت بياناً، أكدت فيه وقوفها مع مطالب المتظاهرين وحقهم في التعبير السلمي عن آرائهم ، لكنها حذرت من أسمتهم " بعض المأجورين " الذين يعملون لصالح أجندة مشبوهة لحرف مسار التظاهر السلمي وجر المتظاهرين لمنحنى العنف والتخريب والتعدي على مؤسسات الدولة والمصالح العامة والخاصة والتي تعمل أساسا لتقديم خدماتها في هذه الظروف العصيبة لأهلنا في مديريات الوادي والصحراء.
وشددت اللجنة الأمنية بأنها لن تسمح لأي تجاوزات أو تعدٍّ على ذلك انطلاقا من مسؤولياتها القانونية والدستورية.
وأشار البيان إلى أن أهالي وادي وصحراء حضرموت وهم على مستوى عال من الثقافة ويفهمون ما يدور من أحداث في الوطن عامة.
تحريش الانتقالي
وقال الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي، إن وادي حضرموت قطعة غالية من الجنوب المستقل الآمن المستقر الذي نتطلع إليه .
وأشار في تغريدة على صفحته في تويتر، إلى أن إخوانهم بوادي حضرموت يعانون من تنكيل القوات الشمالية – في إشارة لأفراد المنطقة العسكرية الأولى - التي ما زالت تحتل الوادي ويعانون من تصفية كوادرهم من قبل قوى الإرهاب التي تتعايش بسلام مع القوات الشمالية هناك.
وزعم العولقي أن تطهير وادي حضرموت قرار وليس خيار.
برنامج تصعيدي
وشهدت المكلا اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة ضمن برنامج تصعيدي،أطلقه المجلس الانتقالي، بحضرموت في إطار ما أسماه "الانتفاضة الشعبية بحضرموت ".
وانطلقت المسيرة من جسر الشهيدين بن همام وبارجاش رافعة الأعلام الجنوبية ومرددة شعارات مناهضة للشرعية ومؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي ، مطالبة إياه بالتحرك السريع لتخليص الجنوب من قبضة العصابة الفاسدة وإعلان الاستقلال .
وتوقفت المسيرة أمام بوابة مبنى المحافظة لقراءة البيان السياسي الصادر عنها ،والذي تلاه محمد عوض بامطرف رئيس الدائرة السياسية بالقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت ، بين فيه الأهداف الخبيثة لحرب الخدمات وسياسة التجويع التي تنتهجها شرعية الفساد ضد شعبنا الجنوبي حد تعبير البيان.
ولفت البيان إلى أن المرحلة القادمة تتطلب المزيد من اليقظة لحماية الانتفاضة والمحافظة على سلميتها، والحذر من المتربصين بها ،الذين يحاولون إجهاضها في مهدها من خلال الاندساس فيها لجرها إلى مربع العنف.
وحيا البيان موقف قيادة السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ فرج سالمين البحسني من الانتفاضة الشعبية وتأكيداته أنه مع خيارات شعبه ، داعيا بقية المسؤولين في المحافظة للوقوف إلى جانب أبناء شعبهم الذين طحنهم الغلاء وفقدوا ثقتهم بالشرعية والمسارعة في إعلان تأييد المواطنين في الانتفاضة عليها لإسقاطها.
وحصل "الموقع بوست" على نسخة من الجدول الزمني لفعاليات الانتفاضة الشعبية لإسقاط الدوائر الحكومية، والذي أصدرته الدائرة التنظيمية للمجلس الانتقالي بحضرموت.
وتضمن البرنامج الزمني، انطلاق مسيرة إلى" مديرية مدينة المكلا ،ومؤسسة دار باكثير للطباعة والنشر ومكاتب التربية والتعليم و الضرائب و الواجبات الزكوية والبنك المركزي و ميناء المكلا ومصنع التعليب والجمارك والنفط والاتصالات وذلك – بحسب البرنامج – لتوقيف تلك المؤسسات توريد الإيرادات المالية خارج المحافظة ومادة التربية الوطنية والالتزام برفع العلم والنشيد الوطني الجنوبي.
دعوات اسقاط وكيل الوادي
وانتشرت خلال اليومين الماضين عبارات على جدران سيئون تضمنت " يسقط الوكيل " في اشارة لوكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء عصام الكثيري.
وهذه الدعوات كانت تتداول على وسائل التواصل الاجتماعي منذ فترة زمنية ليست بالطويلة متزامنة مع دعوات استبدال المنطقة الأولى بقوة مشابهة للنخبة الحضرمية المدعومة إماراتيا والمنتشرة بساحل حضرموت .
وأوضح مصدر خاص لـ"الموقع بوست" أن تلك الدعوات جاءت عقب رد الوكيل الكثيري على طلب مندوب التحالف " السعودي " بوادي حضرموت بإخراج قوة أمنية لقمع الاحتجاجات التي انطلقت بسيئون عقب انهيار العملة الوطنية .
وقال المصدر إن الوكيل رد على المندوب السعودي "نحن نعرف كيف نتعامل مع مثل هذه الأحداث وأنا الرجل الأول للحكومة بمديريات الوادي والصحراء ".
وفسر مراقبون عدم الاستجابة لطلب مندوب التحالف، حفاظا على عدم إحداث صدامات بين المواطنين والقوة الأمنية و حقن الدماء.
فيما ذهب آخرون لتفويت فرصة لسيناريو، قد يعد لجر حضرموت لمربع الفوضى، و إرباك مؤسسات الدولة كون وادي حضرموت المنطقة الوحيدة التي فيها مؤسسات الدولة قائمة حتى اليوم على مستوى الجمهورية.