[ الرئيس اليمني وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ]
أثار إعلان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز تقديمه مبلغ 200 مليون دولار أمريكي منحة للبنك المركزي اليمني كدعم لتلافي انهيار الاقتصاد اليمني، موجة غضب وسخرية في آن واحد لدى الناشطين والكتاب اليمنيين على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأمس الاثنين، وجه العاهل السعودي بتقديم مبلغ 200 مليون دولار أمريكي، منحة للبنك المركزي اليمني دعماً لمركزه المالي، بعد أن أجرى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اتصالا هاتفيا بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يطلب فيه مساعدة مالية توقف انهيار العملة.
فتات
الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان وصفت المبلغ الذي قدمه الملك سلمان لإنقاذ العملة اليمنية من الانهيار بالفتات.
وقالت "أخيرا قدم سلمان 200 مليون دولار"، مشيرة إلى أن هذا الفتات نهبه من أصغر تاجر في اليمن بالسعودية وهو لا يساوي عائدات أسبوعين من النفط والغاز الذي ينهبه من اليمن، وفق تعبيرها.
وانتقدت كرمان المسؤولين والساسة اليمنيين الذين رضوا بأن يكونوا معتقلين لدى سلمان في الرياض، مؤكدة أن "مملكة الظلام هي السبب وراء كل ما يحدث من خراب في اليمن".
بلا خجل
الصحفي مأرب الورد انتقد الملك سلمان ساخرا: "تدمرون بلدا وتجوّعون شعبا ثم تقدمون 200 مليون دولار، ما تكفي تاجر يمني يستورد حليب أطفال ولا تخجلون على أنفسكم"، مشيرا إلى أن ضعف الشرعية يغريهم.
وأضاف: "هكذا تواصل السعودية هواية التخدير بتقديم أقل من الحد الأدنى، مما يتوجب عليها في حربها باليمن والتي أعادت هذا البلد بالتعاون مع الحوثيين للجحيم".
وتابع: "دمروا بلدا وأوصلوا شعبه لمجاعة وكارثة غير مسبوقة وعملته إلى انهيار شامل، ثم يقدمون الفتات من المال ويمنون بأنهم ساعدوه وهم لم يتحملوا كامل مسؤولياتهم"، حد قوله.
وأردف : "لو كان هناك رئيس يعرف يتعامل معهم ليس مثل ترامب، وإنما البشير والسيسي لقدموا ثلاثة مليارات دولار، لا فضلا منهم، وإنما كجزء من ثمن كوارثهم".
يمضي الورد قائلا: "كما توقعنا تستمر السعودية في لعبة التخدير للتهرب من مسؤولياتها تجاه اليمن، الذي تدخلت فيه بزعم تخليصه من جحيم الحوثي، وتركته يعاني من أكبر أزمة إنسانية في العالم، وبنك مركزي فارغ".
وأشار الصحفي اليمني إلى أن هذا المبلغ (200 مليون دولار) لا يكفي وارادات أسبوع، فماذا سيقول البنك المركزي لتجار الاستيراد الذين يطلبون عملة صعبة؟
امتهان لليمنيين
الصحفي طلال الشبيبي انتقد سياسة السعودية التدميرية في اليمن وقال "200 مليون دولار منحة من مملكة النفط التي تخوض حرباً في أفقر دولة"، مشيرا إلى أن ما تقدمه السعودية ليس إلا فتاتا من أجل امتهان اليمنيين. كما وصف المبلغ بالإهانة لليمنيين.
وسخر الشبيبي من موقف الشرعية، مخاطبا هادي بالقول "يا ذاك استحي على نفسك اعقلها وتوكل على الله، خلي الدولار يصل حتى 1500 ريال كان أشرف من هذه الإهانة.
وقال "200 مليون دولار تصرف على راقصة أو ممثلة إباحية بأحد مقاهي دبي".
إحراج
الكاتب السياسي ياسين التميمي قال "شخصياً لا أرى أن الرئيس هادي في وضع مشرف أبداً، لا أريده أن يتحول إلى مندوب لدى المالية السعودية".
واضاف: "منحة الـ200 مليون دولار جيدة، ولكنها لا تكفي، وجاءت بعد اتصالات محرجة للرئيس وللحكومة المحتجزة في الرياض".
وتابع: "اليمن دولة كبيرة وشعبها يتجاوز تعداده الـ30 مليون إنسان، ولديه موارد معطلة، وهو يعيش تحت الاحتلال السعودي الإماراتي في هذه المرحلة وعلى هاتين الدولتين القيام بمسؤولياتهما الأخلاقية كاملة تجاه الشعب اليمني".
بيع الوهم
المحلل السياسي أحمد الزرقة، قال إن "التحالف يبيع الوهم لليمنيين ويكذب على العالم أنه قدم لليمن مساعدات تجاوزات 17 مليار دولار، وهو في الحقيقة رفض حتى دعم العملة اليمنية بملياري دولار بشكل حقيقي".
وأضاف الزرقة: "حتى الوديعة التي أعلن عنها لم تصل ولا فائدة لها في ظل منعه لتصدير النفط والغاز والسيطرة على المطارات والموانئ وتعطيل عمل الحكومة ودعم المليشيات المنفلتة في المناطق الخاضعة لسيطرته".
الدكتور أحمد الدميني، قال "خلو الوديعة لكم وعالجوا لنا بس وضع المغتربين الذين تتهجموا بهم وتمصوا دمهم"، مضيفا "تحالف ما يستحي".
وتابع: "دعوه لكل الجياع لكل الرافضين لفساد الحكومة الشرعية وأحزابها، لكل الرافضين للامبالاة التحالف السعودي الإماراتي ولكل الرافضين للانقلاب الحوثي على الدولة".