[ صورة لأحد الأسواق الشعبية بمدينة تعز ]
ارتفاع مخيف في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بمحافظة تعز، مع استمرار انهيار سعر العملة المحلية وارتفاع سعر العملة الأجنبية، وهو الأمر الذي يزيد من معاناة المواطنين الذين يشكون من الغلاء الفاحش، في سعر المتطلبات الأساسية.
وتزداد معاناة سكان مدينة تعز، بالتزامن مع استمرار الحرب والحصار على مدينتهم من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية للعام الرابع على التوالي، وعجز الحكومة الشرعية في دفع مرتبات الموظفين بشكل منتظم، مما فاقم من معاناة المواطنين اليومية .
الحرب حولت تعز إلى محافظة تواجه خطر كارثة إنسانية بحسب ما يقول سكانها في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية .
وما يزيد الأوضاع الإنسانية في مدينة تعز سوءًا هو انهيار الوضع الصحي وانتشار عدد من الأوبئة والأمراض وأبرزها وباء حمى الضنك، وسط خذلان واضح من قبل السلطات المحلية والصحية بالمحافظة فضلاً عن سيطرة الحوثيين على مداخل المحافظة.
ويعيش الآلاف من سكان مدينة تعز أوضاعا إنسانية غاية في الصعوبة، بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والحصار الخانق الذي تفرضه على المدينة ومحيطها منذ منتصف العام 2015م .
وفي ظل تدهور الوضع الاقتصادي في اليمن وارتفاع سعر الدولار، ارتفعت الأسعار بنسبة 70% بالنسبة للمواد الغذائية المختلفة بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والغاز المنزلي.
اضطرابات في سعر صرف
ووفقاً لتجار في محافظة تعز تحدثوا لـ"الموقع بوست" فقد ارتفعت أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية بشكل جنوني بسبب ارتفاع سعر الدولار وتدهور الريال اليمني مؤكدين أن ان نسبة ارتفاع الأسعار وصلت إلى ما يقارب 70% .
وقال التاجر عبدالله العديني لـ"الموقع بوست" إن أسعار السلع المستوردة ارتفعت بنسبة قياسية، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار متوقعاً بارتفاع الأسعار بنسبة 100% مع استمرار تدهور الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية .
وأشار إلى أن هناك اضطرابات في سعر صرف الدولار ما بين ساعة وأخرى هناك فرق في سعر الصرف وأن التجار غير قادرين على ضبط أسعار السلع المتواجدة لديهم .
جشع التجار
المواطن عادل المقطري قال إن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية في تعز سببه جشع التجار، وسط خذلان كبير من قبل قيادة السلطة المحلية في تعز وعدم تفعيل دورها الرقابي وكأن الأمر لا يعنيها"، لافتاً إلى أن المواطنين في مدينة تعز يعيشون تحت حصار مليشيا الحوثي الانقلابية، وعدم صرف رواتب الموظفين من قبل الحكومة الشرعية .
انهيار العملة المحلية والارتفاع الساحق لأسعار صرف الدولار وبقية العملات الأجنبية لم يقتصر أثره على ارتفاع أسعار المواد الغذائية فقط، وانما تعدى الأمر حدود المعقول.
هل نموت من الجوع؟
ويقول المواطن عبدالله ناجي لـ"الموقع بوست" الدولار ارتفع بشكل غير عادي وأصبحت المواد الغذائية غالية والرواتب ليست منتظمة وحتى لو كانت الرواتب منتظمة الراتب لا يكفي هل سيكفي للإيجار او لتوفير المواد الأساسية لمتطلبات الحياة .
وأضاف أنا لدي خمسة أطفال، أسكن في منزل بالإيجار، الأسعار زادت ثلاثة أضعاف مما كانت عليه، مشيراً إلى أن المعاناة تزداد في وقت تتضاعف فيه الأسعار ولا توجد رواتب، ولا يوجد فرص عمل ولا دخل.
وتساءل المواطن في حسرة: هل نموت من الجوع؟ الحرب مستمرة للعام الرابع على التوالي والاقتصاد انهار والمسؤولون في الحكومة لا يهمهم وضع المواطن .
ارتفاع أسعار المشتقات النفطية
"عبدالسلام الشرعبي" يعمل سائق باص، قال لـ"الموقع بوست" أسعار البترول ارتفعت بشكل غير مسبوق حيث وصل سعر الدبة البترول إلى 12 الف ريال وهذه تعتبر عبارة عن قصم لظهر المواطن وخاصة مع ارتفاع الأسعار في المواد الغذائية والاستهلاكية لا نستطيع توفير المصاريف للمنزل والإيجار مؤكداً أن الوضع المعيشي أصبح صعبا للغاية من أكثر همومنا كيف نستطيع توفير لقمة العيش الكريم لأطفالنا وكل يوم تتضاعف الهموم ولا يوجد أمل أن تتحسن الأوضاع في الوقت القريب".
ولا يقتصر الغلاء على المستهلكات المستوردة، بل وصل إلى المحلية منها، ووصل سعر الفواكه والخضروات، إلى أسعار مضاعفة، إذ قلّ الإنتاج وارتفعت أسعار المحروقات وأجور النقل.
وتابع الشرعبي : "الفواكه واللحوم أصبحت بنسبة لنا من الكماليات، يكفي أن نشاهدها فقط، الكيلو الواحد من البرتقال وصل سعره إلى 1200 ريال، بينما الكيلو اللحم وصل سعره اليوم إلى ستة آلاف ريال .
حمى الضنك
وبالتزامن مع تدهور الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها أغلب المواطنين بسبب الظروف الاقتصادية في مدينة تعز بات وباء "حمى الضنك" يطارد السكان بمحافظة تعز وحول حياتهم إلى الحياة الضنكة حد وصفهم، حيث أصبحت حمى الضنك آلات موت جديدة، لحصد أرواح السكان في مدينة تعز التي تعاني الإهمال الرسمي في ظل عجز قبل السلطات الصحية والمحلية في توفير الإمكانات والطبية وغياب شبه تام للمنظمات الصحية التي يمكن أن تقوم بالتدخل في تقديم الخدمات العلاجية العاجلة .
وتقول مصادر طبية في تعز لـ"الموقع بوست" إن وباء حمى الضنك انتشر بشكل غير عادي في مدينة تعز، وإن قرابة ثمانية عشر حالة توفيت بوباء حمى الضنك خلال شهر سبتمبر ، فيما ارتفع عدد المصابين بالوباء إلى أكثر من ثلاثة آلاف حالة مصابة بوباء حمى الضنك.
أعداد الوفيات بوباء حمى الضنك غير ثابت وقابل للازدياد، بينما تطالب المؤسسات الطبية بدعمها في توفير العلاج، أو القضاء على العوامل المسببة لوباء حمى الضنك.
ويعاني القطاع الصحي بمدينة تعز، من شح الإمكانات نتيجة الوضع الراهن والحالة الاستثنائية نتيجة استمرار الحرب على مدينة تعز للعام الرابع على التوالي، خصوصاً مع التراجع الواضح لتدخلات المنظمات الدولية في محافظة تعز.
وفي ظل الانتشار الكبير لوباء حمى الضنك في محافظة تعز، تصر السلطة المحلية والصحية ، على التعامل مع انتشار الوباء الفيروسي بتراخٍ شديد، وعلى ما يبدو فإن محافظ محافظة تعز أمين أحمد محمود لا يعنيه انتشار وباء حمى الضنك على الإطلاق، فالقضايا الصحية والإنسانية في مدينة تعز، لا تبدو في جدول أولوياته ولا أعماله مهما كانت كلفتها الإنسانية باهظة.