[ خيارات معدومة أمام الشرعية بعد فشل مشاورات جنيف ]
بعد تعثر المشاورات التي كانت ستبدأ في السادس من الشهري الجاري، أصبح أمام الشرعية خيارات أخرى لكنها مرتبطة بتعقيدات جمة.
وتسبب الحوثيون بإفشال انعقاد جولة المشاورات الرابعة التي كانت ستقام في جنيف، وذلك بسبب اشتراطهم نقل جرحى ما بين صنعاء وسلطنة عمان.
تصعيد
عقب ذلك بدا واضحا تصعيد الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية في بعض جبهات القتال، بينها حجة وصعدة والحديدة.
فيوم أمس الأحد، سيطرت قوات الجيش على مواقع وقرى جديدة كانت تتحصن فيها مليشيات الحوثي بمديريتي حيران وعبس بمحافظة حجة.
كما أعلن الجيش كذلك عن تحريره لسلسة جبال أضياق وجبال محجوبة في جبهة البقع شمال محافظة صعدة شمالي البلاد.
في المقابل كشف رئيس دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع محسن خصروف، اليوم الاثنين، عن تحضيرات عسكرية لعملية نوعية ستتم خلال الساعات القادمة في صعدة.
وترى الحكومة اليمنية أن المكاسب العسكرية التي تحققت مؤخرا في جبهات صعدة والساحل الغربي، تؤكد أن هدف اليمنيين وغايتهم قد اقترب تحقيقه.
خيارات محدودة
في هذا الصعيد، يؤكد الصحفي صدام الكمالي أن لا خيارات أمام الشرعية، كون الحكومة الشرعية تبني خططها بناء على خيارات التحالف.
وأوضح لـ"الموقع بوست" أنه إذا قرر التحالف التصعيد عسكريا فالشرعية ستكون معه، وهو ما بدا أنه الخيار الأقرب، وبدا واضحا من الحديدة التي تدور فيها المعارك منذ أشهر.
وتوقع الكمالي أن خيار التصعيد العسكري لن يستمر، وستعود جميع الأطراف قريبا إلى المشاورات تحت ضغط المجتمع الدولي.
وهو يرى أن التحالف لا يريد الحسم العسكري وسيجد صعوبة في ذلك حتى إن قرر ذلك، والسبب يرجع كما يقول الكمالي إلى أن الطرف الحوثي لديه خبرة في حرب العصابات والاستنزاف ولا مشكلة لديه في خسارة المقاتلين.
وأكد "أعتقد أن لا حل إلا عبر المشاورات العادلة، التي تضمن استعادة الدولة اليمنية وتسليم المليشيا سلاحها".
صعوبة الحسم وبدائله
يذهب في ذات الاتجاه الصحفي هشام المحيا، الذي قال إنه لا يوجد بيد الحكومة في الوقت الحالي أي قدرة على فرض خيار الحسم العسكري، ومثلها التحالف العسكري.
فهذا الخيار باتت تتحكم به القوى الكبرى وفي مقدمتها روسيا وأمريكا، بحسب المحيا في تصريحه لـ"الموقع بوست".
وبيَّن "وبالنظر إلى علاقة هاتين القوتين مع الداعم الرئيسي لجماعة الحوثي "إيران"، سنجد أن ثمة علاقة وثيقة تربط الأخيرة مع القوة الأولى، فيما تعتبر الحليف السري للقوة الثانية".
وبالتالي فإن خيار الحسم العسكري -من وجهة نظر المحيا- ليس سهلا، إلا إذا ما تحركت دول التحالف بشكل مكثف، وقدمت للقوتين قرابين كبيرة، فإن المعادلة حينها ستتغير المعادلة وسيصبح الحسم العسكري ممكنا.
واستطرد "باستبعاد قدرة الحكومة على فرض خيار الحسم العسكري، يبقى أمامها الورقة الاقتصادية والتي إن لعبت عليها ستنجح في القضاء على نقاط القوة التي تمكن الحوثيين من الاستمرار في المواجهة، من أبرزها السيطرة على قطاع الاتصالات وميناء الحديدة والتحكم بسوق المال والأعمال قدر الإمكان".
يُذكر أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، أعلن أنه سيسافر إلى مسقط وصنعاء خلال الأيام المقبلة، لوضع الأسس لإجراء محادثات مستقبلية، ملمحا الى أنه قد يجري في البداية محادثات منفصلة مع الجانبين.