[ كتائب أبو العباس في تعز ]
لم يستمر طويلا الهدوء في محافظة تعز، حتى عادت الفوضى إلى العديد من شوارع المدينة بعد الاشتباكات التي اندلعت اليوم.
وهاجمت اليوم عناصر مسلحة تابعة للقيادي في كتائب أبو العباس عادل العزي، قوات شرطة النجدة المكلفة بحماية فندق تاج شمسان وسط المدينة.
جاء ذلك بعد مرور أيام فقط على تسليم الفندق من قِبل كتائب أبو العباس، للجنة الرئاسية المكلفة بحل النزاع في محافظة تعز، بحسب نص الاتفاق الذي تم إبرامه سابقا.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها كتائب أبو العباس قوات الأمن، فقبل أيام نفذت هجوما عليها بعد استلام قسم شرطة الباب الكبير، وتعرضت كذلك اللجنة الرئاسية لإطلاق النار من قِبل مسلحين في شارع 26 القريب من مناطق تمركز تلك الكتائب.
أيام من المراوغة
شهدت تعز خلال الأيام القليلة الماضية أحداثا متسارعة، بعد تنفيذ الجيش الوطني حملة أمنية شكلت ضربة موجعة للعناصر المتطرفة بالمدينة والمسؤولة عن عمليات الاغتيالات.
وصدر آنذاك بيان شديد اللهجة من قِبل اللواء 22 ميكا، الذي انتقد عدم اندماج كتائب أبو العباس في الجيش، والتي قال إن ولاءها غير وطني وخارج المؤسسة العسكرية، وهي تعمل على تشويه سمعة الجيش الوطني بادعاء انتمائها إليه، وهي تمارس وبشكل دائم ممارسات خارجة عن النظام والقانون.
ولأول مرة يصرح اللواء بأن قتل أفراده تم من قبل خلايا إرهابية، واتهم قيام تلك الكتائب بالاعتداء على المؤسسات العامة، وقطع خطوط الإمداد على أبطال الجيش المرابطين في خطوط التماس مع العدو في الجبهة الشرقية، وطعن أفراد الجيش الوطني من الخلف، وقتل الجنود، وحماية القتلة وخلايا الإرهاب والمطلوبين أمنيا، واقتحام المؤسسات الأمنية والمدنية، وتنصيب المتاريس بالشوارع وترويع الآمنين.
على إثر ذلك، أعلن قائد كتائب أبو العباس عادل عبده فارع، مغادرته وجماعته مدينة تعز بشكل نهائي، ثم تم الإعلان عن وصول أول دفعه من مقاتلي جماعته إلى عدن.
لكن الأمر لم يستمر طويلا، فقد عاودت الكتائب أنشطتها بتعز، بعد مطالبة محافظة تعز أمين محمود لقائد تلك الكتائب بالعدول عن قراره، والبقاء داخل المدينة لمواصلة نضالهم ودحر المليشيات الكهنوتية وتحرير ما تبقى من المحافظة، بحسب تعبيره.
دفعت تلك المتغيرات بالمراقبين بالقول إن تلك التحركات لم تكن سوى محاولة لإعادة تلك الكتائب ترتيب صفوفها، بعد الضربات القاسية التي تعرضت لها من الجيش.
ألعوبة
في سياق متصل يعتقد الناشط السياسي محمد المقبلي أن مسلك تلك الكتائب يتجه نحو تفجير الصراع، وأن تلك البيانات الصادرة عنها مجرد ألعوبة، خاصة أنها جاءت في توقيت واحد.
وتوقع في تصريحه لـ"الموقع بوست" أن تمضي تلك الكتائب وفق ما تم التخطيط له، واستهداف تعز والجيش والسلم الاجتماعي.
وعن مستقبل تعز، رأى أنه مرهون بالوقوف بوجه المليشيا التي تقاتل بالوكالة لمصلحة الإمارات، وتنفيذ أجندتها.
وطالب المقبلي الأهالي في تعز، بإسناد الجيش والمقاومة ضد المليشيات الإرهابية، على حد وصفه.
ويُعرف أبو العباس بولائه لدولة الإمارات، التي شكلت قوى كثيرة تابعة لها موازية للجيش اليمن في العديد من المحافظات المحررة.