[ طائرة مسيرة بثتها وسائل إعلام تابعة للحوثيين ]
بدأ الحوثيون منذ وقت مبكر بعد انقلابهم في 2014 باستخدام الطائرات المسيرة بشكل محدود، إلى أن تنامى ذلك بشكل أكبر مع دخول العام 2018، باعتبارها إحدى أوراق الضغط.
آخر تلك الهجمات كان اليوم، فقد ذكرت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي أن "سلاح الجو المسير نفذ هجوما نوعيا على مطار دبي الدولي في الإمارات بواسطة طائرة مسيرة من طراز صماد 3، التي سبق وأن استهدف بها مطار أبوظبي قبل أسابيع.
ويوم أمس الأحد 26 أغسطس/آب، أعلن الجيش الوطني إسقاط طائرة مسيرة تابعة للحوثيين في محافظة البيضاء.
بحسب موقع "سبتمبر نت" الناطق باسم الجيش، فإن الطائرة كانت تحمل متفجرات على متنها في قرية الغول، بمديرية نعمان بالبيضاء.
تحدث الموقع عن مصدر تلك الطائرة، وقال إنه عند فحص حطام الطائرة تبين أنها إيرانية الصنع.
هجمات مختلفة
هاجم الحوثيون بطائراتهم المسيرة عدة محافظات يمنية من قبل، أبرزها العاصمة المؤقتة عدن، التي استهدفوا فيها مقر القوات الإماراتية بمديرية البريقة.
تعز ومأرب كذلك كانتا مسرحا للطائرات المسيرة، فقد أسقط الجيش العديد منها طوال فترة الحرب.
المملكة العربية السعودية، زعم الحوثيون استهداف بعض المناطق الحيوية فيها، أبرزها شركة أرامكو النفطية بجيزان، ومطار أبها بعسير.
مصدر الطائرات
جماعة الحوثي كانت قد كشفت مؤخرا، عن دخول طائرة مسيرة بعيدة المدى من طراز صماد 2 في صف الخدمة، بعد الإعلان في وقت سابق عن امتلاكهم لأربعة أنواع هي هدهد 1، راصد، رقيب، قاصف.
تؤكد اليمن وقيادة التحالف العربي بأن مصدر تلك الطائرات إيران، إلا أن الأخيرة تنفي ذلك، لكن التقارير الأممية تكشف باستمرار عن تدفق الأسلحة إلى البلاد من طهران، خاصة مع تنامي تلك القدرات.
ويتهم خبراء بتزويد إيران وحزب الله الحوثيين بالصواريخ، وذلك بعد تحدث الانقلابيين في فبراير/شباط 2017، عن تصنيعهم لطائرات قادرة على تنفيذ مهام قتالية.
أغراض عديدة
يوجد لدى الحوثيين عدد من الطائرات المسيرة مختلفة المهام، والتي تم إسقاط الكثير منها في مختلف المحافظات اليمنية.
بعض تلك تقوم بمهام كالاستطلاع والتجسس ومراقبة أرض المعركة، أو التشويش على محطات الصواريخ والدفاع الجوي، وأعمال مسح وتقييم وإنذار مبكر، وتنفيذ مهام انتحارية وقتالية محدودة.
مرحلة جديدة
جاء استخدام الحوثيين للطائرات المسيرة، بعد اعتمادهم بشكل كبير على الصواريخ الباليستية، التي هاجموا بها محافظات يمنية والمملكة العربية السعودية التي طالتها أكثر من 100 هجمة بصواريخ وصل مداها إلى 800 كيلو متر.
ويقول السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، إن الخبراء الإيرانيين تمكنوا من تهريب قطع الصواريخ عن طريق ميناء الحديدة، ثم قاموا بتجميعها في صنعاء وإطلاقها على الرياض، في المقابل تنفي طهران ذلك وتزعم أن الانقلابيين يقومون بصنعها بأنفسهم.
تحذيرات
في هذا الصعيد، يُحذر الكاتب ديفد برينان في مقال نشرته له مجلة نيوزويك الأميركية، عن تطور وانتشار تقنية هذه للطائرات وسهولة الحصول عليها، ويعرب عن الخشية من أن تنتشر هذه الأسلحة بعيدا عن سيطرة الدول.
ويوضح أن استخدام هذه الطائرات لم يعد مقصورا على الجيوش، بل إن نحو 90 دولة أو جماعة قد حصلت على بعص أصناف هذه الطائرات الرخيصة التي أصحبت متاحة بأحجام مختلفة ولأغراض متعددة، وأن بعض الجهات قامت بتسليحها، بحسب تقرير صادر عن مركز الأمن الأميركي الجديد.
ويذكر أن تقنية الطائرات المسيرة تطورت وأحدثت ثورة في الطريقة التي تحارب من خلالها الولايات المتحدة، حيث أصبحت هذه الطائرات تستخدم في ساحات المعارك على اليابسة وفي البحر، وأنه سيجري استخدامها قريبا في الفضاء.
ويشير الكاتب إلى أن الطائرة المسيرة من طراز "قاصف1" ذات الجناح الثابت التي لدى الحوثيين وتزن نحو 29. 84 كيلوغراما تشبه إلى حد كبير الطائرات المسيرة الإيرانية من طراز "أبابيل".
ويضيف أنه يمكن برمجة الطائرات المسيرة وفق إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي أس"، وذلك بحيث يمكنها أن تتجه إلى نظام الرادار وتحطمه بارتطامها فيه.
جسر الفجوة
وفي تصريحات صحفية مختلفة للمحلل العسكري علي الذهب، بيَّن أن الحوثيين منذ الأشهر الأولى للحرب، جعلوا الصواريخ البالستية والطائرات دون طيار، من أولويات اهتماماتهم، وذلك لجسر الفجوة بينهم والتحالف، بعد خروج الطيران اليمني عن الجاهزية نتيجة استهداف المطارات بالغارات الجوية.
وأفاد بأن الحوثيين يعتبرون الصواريخ والحدود معركتين رديفتين، ويركزون على الأولى بغرض التأثير على موقف السعودية، وحملهم على القبول بشروطهم، والتوصل لحل سلمي من بوابة القوة التي يرغبون من خلالها بفرض إرادتهم عبرها.
وأكد الذهب أن "هنالك عمليات تهريب واسعة للأسلحة تضطلع بها شبكات دولية وإقليمية يصعب تتبعها، والكشف عنها بوصفها إحدى عمليات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية".
وقال إنه ليس هناك من تفسير لاستمرار تزايد تسليح الحوثيين وظهور أسلحة جديدة بحوزتهم لم تكن في فترة قبل الانقلاب سوى أن "التهريب تجاوز وصف التهريب بطريقة النملة التي وردت في تقرير لجنة الخبراء في مجلس الأمن سابقا، وهو ما يسترعي إعادة النظر فيه بشكل سريع وصارم".
يُذكر أن الحوثيين استخدموا كذلك الزوارق المشحونة بالمتفجرات، والتي يتم التحكم بها عن بُعد في مهاجمة السفن التجارية في خطوط الملاحة الدولية، وذلك منذ مطلع 2017.