تعهد الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالعمل على إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة من أيدي الانقلابيين، مؤكدا أن هذه المهمة لا مجال للحياد عنها.
وأضاف في خطابه بمناسبة ذكرى الاستقلال بـ30 نوفمبر، أن اليمن الاتحادي الجديد هو هدف ومشروع الجميع، مشيرا إلى أن هذا المشروع العادل الذي أقض مضاجع أعداء الشعب ، دولة العدالة والمساواة والحكم الرشيد ، دولة ينعم أبناؤها بخيراتها وثرواتها ، دولة لا تحكمها المليشيات ولا أصحاب النفوذ والاستحواذ ولا أصحاب الحق الإلهي كما يدعون ولا حكم العوائل وقصص التوريث، بحسب ما ورد في خطابه.
وقال هادي في الخطاب: " ليس أمامنا إلا إيقاف العابثين عن عبثهم ، والانقلابين عن انقلابهم ، والتدخل الإيراني عن مراده وأهدافه ، ليس أمامنا إلا الانتصار لشعبنا وحريته وكرامته واستعادة اليمن كاملة وفرض النظام والقانون على كل أراضيها ".
وقال هادي، إن التاريخ اليوم يعيد نفسه، مشيرا إلى أن اليمنيين مع إخوانهم العرب، يناضلون من جديد من أجل تحرير المنطقة وحمايتها من الاستهداف الفارسي والطائفي، لافتا إلى أن دم اليمانيين اختلط بدماء أشقائهم في الخليج والعرب جميعاً على ثرى أرضنا الطاهرة مؤكدين اشتراك أمتنا في المصير والتاريخ وترابط العلاقات وتشابك المصالح.
ووجه هادي، رسائل عديدة، إحداها للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداءً لهذا الوطن، في مختلف المراحل، وخصوصا معارك تحرير الوطن من مليشيات الحوثي وصالح الإجرامية، كما حيا جميع منتسبي قوات الجيش والأمن، والمقاومة الشعبية المناضلين في ساحات الحرية والكرامة.
وأكد هادي في رسالته الثانية، أن السلطة الشرعية كانت تدرك أن الأمور ستصل إلى هذا التدهور والدمار والخراب والغياب التام للخدمات، لافتا إلى أنها قدمت الكثير من التنازلات تجنبا لما آلت إليه الأمور، إلا أن أعداء الشعب الذين لهم ثأر مع الشعب في تحالف الرجعية والتخلف والماضي المتمثل في أحلام الإمامة التي هزمتها ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وأحلام الوراثة وحكم العائلة والإقصاء التي أتت عليه نضالات الحراك الجنوبي وثورة الشباب التغييرية قادوا البلاد إلى هذا الواقع الأليم.
وأضاف هادي: "نعم ... قدمنا التنازلات لأننا لم نكن نريد الحرب ولا الدمار ولسنا من هواة القتل والخراب ، وكنا نحرص على عدم تعطيل مصالح أبناء شعبنا وكان البعض يعيب تنازلاتنا المستمرة ، ولكنا كنا ندرك جيداً واقعنا وخطورة ما ينتظرنا ... وها قد حصل .. ولم يكن أمامنا إلا خوضها مكرهين ".
واستطرد هادي قائلا : "اليوم أقولها بكل وضوح ومن على أرض الانتصارات ليس أمامنا إلا إيقاف العابثين عن عبثهم والانقلابين عن انقلابهم والتدخل الايراني عن مراده وأهدافه ، ليس أمامنا إلا الانتصار لشعبنا وحريته وكرامته واستعادة اليمن كاملة وفرض النظام والقانون على كل أراضيها ".
هادي، دعا في خطابه الحكومة ووزراءها وأجهزة الدولة ومسؤوليها، في مختلف المحافظات، إلى بذل مزيد من الجهود ومضاعفتها للتخفيف من وطأة المعاناة اليومية للمواطنين واصلوا الليل بالنهار، داعيا إياهم إلى التجرد من أي مطامع.
وأضاف مخاطبا مسؤولي الدولة : "قوموا بمسؤوليتكم بذاتية وإخلاص ، أبحثوا عن الحلول و اكتشفوا الفرص ، حافظوا على مؤسسات الدولة التي هي ملك الشعب ، أبعدوها عن أي تجاذبات أو صراعات ، وكونوا على قدر كبير من المسؤولية في هذه المرحلة الاستثنائية".
كما وجه دعوة للمواطنين إلى حماية تلك المنشئات والتعاون الكامل مع السلطات المحلية ، لا تسمحوا بالعبث أو الإساءة إليها، مشيرا إلى أن الأمن والاستقرار ليس مسؤولية رسمية فقط بل تصنعها الشعوب أيضاً.
وأضاف مخاطبا المواطنين : " أدعوكم لتكونوا يداً واحدة وعلى قلب رجل واحد لمواجهة التحديات الكبيرة المتمثلة في المليشيات الانقلابية ودعاة الإرهاب والتطرف والجماعات المنفلتة ، كما أدعو القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى الإسهام الفاعل فيما يخدم المجتمع ".
ووجه هادي إشادة وتقدير لدول التحالف العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجميع دول التحالف، لموقفها الداعم للشرعية وللشعب اليمني.
وطالب الرئيس هادي، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالإضطلاع بدورهم الهام في حماية أبناء الشعب اليمني من بطش وصلف تلك المليشيات وذلك من خلال العمل الجاد لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، مثمنا عاليا الجهود المخلصة التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السيد إسماعيل ولد الشيخ والتي تدفع نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير متمنيا أن تكلل تلك الجهود بالنجاح .