[ لقاء غريفيث بزعيم الحوثيين وتصعيد الأخير حول معركة الحديدة ]
ذهبت هباء جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، برغم تفاؤله بالخروج بحل سياسي للأزمة اليمنية التي دخلت عامها الرابع.
استمر تصعيد الحوثيين هذه المرة، بدعوة صريحة من قِبل زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، الذي دعا إلى إرسال مزيد من المقاتلين إلى محافظة الحديدة.
وقال الحوثي في بيان إن التحالف فشل في معركة الحديدة، وأصبحوا في ورطة رهيبة ومستنقع كبير يتكبدون فيه الخسائـر المستمرة، والميدان ملائم جدّاً لضربهم والتنكيل بهم واستنزافهم وإلحاق الخسائـر الهائلة بهم، على حد تعبيره.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يقف الحوثيون كحجر عثرة في طريق جهود المجتمع الدولي من أجل إيجاد حلول للأزمة في اليمن، فسبق وأن أفشلوا المشاورات التي توقفت منذ أكثر من عام.
أهداف الحوثيين
كانت الإمارات العربية المتحدة قبل أيام قد أعلنت عن توقف العمليات العسكرية بالحديدة، لإتاحة الفرصة للمبعوث الأممي لإكمال جهوده في إطار مساعيه لإنهاء الأزمة.
وفي قراءته لاستمرار جماعة الحوثي بالتصعيد بالحديدة، قال المحلل السياسي فيصل علي إن زعيم الجماعة أراد إحراج التحالف أمام الرأي العام وإظهار نفسه بأنه أقوى من التحالف، خاصة بعد إعلان الإمارات توقف العمليات العسكرية بالمحافظة.
وأضاف لـ"الموقع بوست" يرغب الحوثيون أن يثبتوا للرأي لإيران بأنهم حلفاء أقوياء وجديرون بثقتها، وليؤكدوا للاعبين الدوليين أنهم قادرون على الثبات وتحقيق الانتصارات العسكرية والسياسية، برغم حديث التحالف عن تدميره لبنية الجماعة العسكرية.
ولفت إلى استغلال زعيم الجماعة لإعلان توقف العمليات العسكرية، ولعبه بطريقة سياسية كشفت عن تمتعه بنفس طويل في المشاورات وحروب العصابات كما تفعل طهران، واستعدادهم للمزيد من الحرب لسنوات قادمة.
مصير المعركة
ووفقا لعلي فإن الحوثيين حين أبدوا موافقتهم على تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة للإشراف عليه، إنما كان بغرض المناورة السياسية لكسب المزيد من الوقت.
وبالنسبة لمصير معركة الحديدة، فأكد علي أن العمليات العسكرية لم تتوقف حتى عندما أعلنت الإمارات ذلك، مشيرا إلى استمرار وصول التعزيزات العسكرية والمقاتلين من تعز وعدن.
ورأى أن التحالف قادر على حسم المعركة لصالحه؛ نظرا لامتلاكه قوات ضخمة يمكن استخدامها في الحديدة المنطقة المكشوفة جغرافيا.
كما تطرق إلى قدرة الحوثيين على حرب الشوارع وتدريبهم لقواتهم على هذه الإستراتيجية، وهو ما يعني حاجة التحالف للحصول على مقاتلين من الجيش من محافظتي عدن وتعز الذين اعتادوا على معارك كتلك وخاضوها في مدنهم.
الإطار السياسي
ويستمر المبعوث الأممي بعقد لقاءاته مع المسؤولين بالشرعية، وقيادات جماعة الحوثي الانقلابية، والتي لم تسفر عنها حتى اليوم أي مؤشرات على قرب انتهاء الأزمة.
صحيفة "واشنطن بوست" نقلت عن دبلوماسي مشارك في جهود السلام باليمن، أن إيران أصبحت تعتبر ملف اليمن جانبي، واستخدمته لمضايقة السعودية والتي بدورها شاركت في هذه الحرب بقوة خشية من تمدد إيراني في المنطقة.
وفي مقال للسياسي اليمني ياسين سعيد نعمان، تحدث بأن مهمة المبعوث الأممي تقوم في الأساس على تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالأزمة، وخاصة القرار 2216.
وبيَّن أن "الخلط الناشئ عن طبيعة المهمة قاد ويقود باستمرار إلى الإخفاق في وضع إطار دبلوماسي للتحرك السياسي للمبعوث يتناسب مع ما يجب أن يقوم به من دور في إنهاء الصراع، أو على أقل تقدير، إطلاع مجلس الأمن بحقيقة الطرف الذي يرفض الانصياع للقرارات الأممية".
واعتبر الحديدة بأنها وجه من وجوه الأزمة، التي تسبب فيها الانقلاب على الشرعية وسيطرة المليشيات الحوثية على الدولة.
وتساءل "لا أدري ما هو الإطار السياسي الذي يتحرك فيه المبعوث لمعالجة وضع الحديدة أو أي جبهات عسكرية أخرى أو الحرب بصورة شاملة؟"، مستطردا "فإذا لم يكن هذا الإطار هو إنهاء الانقلاب بموجب قرار مجلس الأمن فلن يكون حديثه عن أي جبهة من جبهات القتال سوى عملية انتقائية يكافأ بموجبها الانقلابيون وتعطل فيها فكرة انتدابه من الأساس".