[ مطالبات مستمرة لأبناء تعز بضبط الأمن داخل المدينة ]
في أبريل/نيسان الماضي، بدأت حملة أمنية واسعة بتعز، بإشراف محافظ المحافظة، وقيادة وكيل المحافظ للدفاع والأمن، وتنفيذ الوحدات الأمنية المعنية بقيادة محور المدينة، هدفت إلى ضبط عناصر مطلوبة أمنيا، إضافة إلى بسط السيطرة على المربعات التي تتواجد فيها.
جاءت تلك الحملة الأمنية بعد أن توسعت دائرة عمليات الاغتيالات، التي استهدفت قيادات وأفرادا في الجيش وخطباء وأئمة مساجد ومواطنين، قُيدت أغلبها ضد "مجهول".
نجحت حتى اليوم الأجهزة الأمنية بتعز من تحقيق تقدم ملموس واستعادت عددا كبيرا من مؤسسات الدولة، وانتشرت النقاط الأمنية بمختلف المناطق، لكن عمليات الاغتيالات ما زالت مستمرة وكان آخرها قتل مسلحين مجهولين لأحد جنود الأمن الخاص في منطقة باب موسى وسط المدينة، وترجع أسباب ذلك إلى اختلالات في تشكيل الحملة ذاتها.
وعانت تعز طوال أكثر من ثلاثة أعوام من الانفلات الأمني، الذي جعل حياة المدنيين في المدينة بالغة التعقيد، نتيجة لانعدام الاستقرار.
إنجازات الحملة
وتعليقا على ما حققته الحملة الأمنية حتى اليوم، فقد أكد مدير أمن محافظة تعز منصور الأكحلي، أنهم تمكنوا من القبض على مجموعة من المشتبه بهم في جرائم الاغتيالات والتفجيرات، فضلا عن مقتل عدد آخر.
وأضاف لـ"الموقع بوست" تم فرض هيبة الدولة من خلال تواجد أطقم الحملة على مدار الساعة، وفي أماكن كانت بعيدة المنال ووضع نقاط تفتيش في مناطق متفرقة في المدينة، وكذا تطبيع الحياة في المربع الشرقي وغيره من المناطق المجاورة.
ووفقا للأكحلي فقد تم تفعيل أقسام الشرطة وتعيين مدراء لها وربطها إداريا بإدارة عام شرطة المحافظة، إضافة إلى تنفيذ قرار منع إطلاق النار في الأعراس، والسيطرة على أهم المنشآت الخدمية مثل مستشفى الجمهوري وإعادة تفعيله بتقديم خدماته للمواطنين.
ولفت إلى قيامهم بفتح معظم الشوارع والأحياء التي كانت مغلقة وبدأت الحياة تدب فيها، ومداهمة أوكار المطلوبين أمنيا وتفتيشها والعثور على متفجرات وحزام ناسف، وكذا قيامهم باستعادة بعض من المنهوبات ومنها رافعة تابعة لمؤسسة الكهرباء، مؤكدا استمرار الحملة حتى تحقيق جميع أهدافها.
حوادث سابقة
وأواخر شهر مايو/أيار الفائت، عُثر في حي الجمهوري بتعز على خمس جثث لجنود في الجيش الوطني، وحول ذلك أوضح مدير أمن تعز أنها لا تزال في ثلاجة مستشفى الروضة حتى استكمال التحقيقات والتعرف على هويتها جميعا بواسطة الطبيب الشرعي.
وعن الإجراءات التي اتخذتها أجهزة الأمن، قال: "بدأت بإخراج الجثث ثم التحقيق والتعرف على هوياتها، ومن ثم تم إخراج الحملة الأمنية لملاحقة الجناة، وسوف تستمر حتى تحقق أهدافها"، لافتا إلى أن عملية الدفن لن تتم حتى يتم التعرف على بعض تفاصيل ارتكاب الجريمة.
تقييم ومطالب
الناشط محمد التويجي في تقييمه لما حققته الحملة الأمنية، فهو يعتقد أنها قطعت شوطا كبيرا في عملياتها فضبطت عددا من المطلوبين وقضت على بؤر التطرف والاغتيالات برغم إمكانياتها البسيطة.
في معرض حديثه لـ"الموقع بوست" أكد أنه ما زال أمامها الكثير لبسط الأمن بتعز، واستطرد "لكن نستطيع القول إنها تجاوزت المرحلة الأصعب حين سيطرت واستعادت بعض الأماكن التي كانت تتواجد بها عصابات خارجة عن القانون".
وتطرق إلى حاجة تعز -من أجل بسط الأمن والاستقرار – إلى الكثير من المعدات العسكرية لكي تتمكن من ضبط كل القوى الأخرى الموجودة في الساحة والتي ظهرت بسبب الحرب.
ووفقا للتويجي فمن الضروري دعم وتجهيز الأجهزة الأمنية بكافة احتياجاتها، مُطالبا محافظ تعز بالاهتمام بجانب الأمن واعتباره أول اهتماماته، وتكريس جهده لأجل ذلك من خلال دعم وتجهيز الحملة الأمنية بالشكل المطلوب لتتمكن من تحقيق الأمن والاستقرار داخل المدينة.
ويخرج أبناء تعز بشكل مستمر للتنديد بجرائم الاغتيال التي تستهدف –غالبا- أفرادا من الجيش الوطني، والمطالبة بالأمن والاستقرار داخل المدينة.