[ غموض يكتنف عملية قتل رضوان العديني قائد لواء العصبة بتعز ]
أثارت عملية اغتيال قائد لواء العصبة العقيد رضوان العديني، مساء السبت، برصاص مسلحين متطرفين، في حي الجمهوري، عددا من التساؤلات حول بنية وسياسات الفصيل المتواجد في حي الجمهوري وارتباطه بشخصه، بالإضافة إلى مستقبل الحالة الأمنية في مدينة تعز التي تنحدر إلى الأسوأ وتذهب المطالبات بتطبيع الأوضاع في المدينة أدراج الرياح، إذ وصف مراقبون عملية الاغتيال باستهداف مدينة تعز والمضي بها إلى فوضى عارمة وتهدد كل ما حققته المدينة ليس فقط خلال مرحلة مقاومة تحالف الانقلاب والثورة المضادة بل كل تراكمات السياسة والاجماع والثقافة التي حققتها تعز.
وأكد قائد الشرطة العسكرية بتعز العميد جمال الشميري أن عملية اغتيال قائد لواء العصبة العقيد رضوان العديني جاءت بعد أن هاجمت عناصر مسلحة منزله في حي الجمهوري أعقبها اشتباكات مسلحة اندلعت بين المسلحين وحراسة العديني قبل أن تتوسع دائرة الاشتباكات نتيجة الخلاف على مساعدات غذائية.
وأضاف الشميري أنه أثناء الاشتباكات في محيط منزل قائد لواء العصبة رضوان العديني أطلق المسلحون وابلاً من الرصاص على العديني مما أسفر عن مقتله وإصابة عدد من مرافقيه .
وبعد مقتل قائد لواء العصبة العقيد رضوان العديني بساعات، نعى لواء العصبة مقتل قائده برصاصات قاتلة فى حي القرود منطقة الجمهوري تعز .
ودعا لواء العصبة في بيان له الأجهزة الأمنية إلى تحمل مسؤوليتها فى تتبع الجناة والمحرضين على اللواء وأفراده وقيادته وإلى تجفيف منابع الإرهاب وموارده .
كما دعا البيان أفراد لواء العصبة ومحبي قائده إلى ضبط النفس ورص الصف لمواجهة الإرهاب وأوكاره والانقلاب وفلوله .
واتجهت أصابع الاتهام حول عملية اغتيال قائد لواء العصبة رضوان العديني إلى العديد من الجهات صاحبة المصلحة في تعزيز الفلتان في مدينة تعز، الذي من شأنه أن يدفع الأوضاع في المدينة إلى المرحلة الأسوأ، فيما تؤكد مصادر محلية أن هناك أسبابا عدة وراء مقتل العديني في منطقة الجمهوري التي تضم تنظيمات متشددة متهمة بالإرهاب.
وكشفت مصادر لـ"الموقع بوست" أن عملية مقتل قائد لواء العصبة رضوان العديني أتت بعد تحركات قام بها مؤخرا في زيارته لقائد اللواء 22 ميكا العميد صادق سرحان ومستشار محور تعز العميد عبده فرحان وقائد محور تعز اللواء خالد فاضل وإبداء رغبته في المشاركة بجهود مكافحة الجماعات الخارجة عن القانون .
وأضافت المصادر أن قرار قائد لواء العصبة رضوان العديني في المشاركة في الحملة ضد العناصر الخارجة عن القانون أغاضت عادل العزي الرجل الثاني في كتائب أبي العباس وشخصيات أخرى متطرفة وقامت بالتخلص منه .
ولفتت المصادر إلى أن المتهم بقتل رضوان العديني يدعى الشقدوف كان يعمل مرافقا لدى العديني وبعد خلافات داخلية انضم الى كتائب أبي العباس .
وبحسب مصادر مطلعة، فإن "رضوان العديني" كان قد قاتل في صفوف كتائب أبي العباس وأصيب بشظية في عينه أثناء سيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على معبر الدحي غرب مدينة تعز .
وظل العديني ضمن كتائب أبي العباس كأحد أهم القيادات العسكرية بعد أقل من سنة ونصف وبعد سيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية فى تعز على الأحياء الغربية ظهر كقائد عسكري مستقل عن كتائب أبي العباس.
وفي شهر نوفمبر العام الماضي دارت اشتباكات بين عناصر من لواء العديني و مسلحين آخرين من كتائب أبي العباس قرب مدرسة ناصر بشارع 26 سبتمبر .
واندلعت الاشتباكات على خلفية تقطع عناصر تابعة لكتائب أبي العباس لسيارة العديني وإطلاق النار عليها، أعقبها استهداف نقطة تابعة للعديني أمام مدرسة ناصر .
وفي مارس من العام الجاري أكد العديني في حوار له معه لـ "الموقع بوست" عن اختلافه مع كتائب أبي العباس بعد أن ظل لأكثر من عام ونصف معها، لافتاً إلى أن سبب الاختلاف جاء بعد أن دخلت بعض قيادات الكتائب في دماء وأموال الناس في الباطل .
وفي أواخر العام 2017 برز رضوان العديني إلى الواجهة، وقام بتشكيل معسكر جديد تحت مسمى “لواء العصبة” ومنح رتبة عقيد وتم اعتماد لواءه العسكري ضمن قطاع المنطقة العسكرية الرابعة مباشرة، ولم يخضع لقيادة محور تعز، وسط اتهامات أن هذا المعسكر يعد نواة الحزام الأمني الذي تسعى الإمارات لتشكيله في تعز.
وبحسب معلومات فإن قيادة القوات الإماراتية قامت بدعم لواء العصبة وسلحته بعد أدرج القيادي السلفي أبي العباس في قائمة الإرهاب.
وأكدت المعلومات أن الإمارات كانت قد اعتمدت لواء العصبة، بديلا عن كتائب أبي العباس السلفية، ولواء العصبة سيكون اليد الإماراتية في مدينة تعز.
ووصف متابعون اغتيال رضوان العديني، بأنه "استهداف" لمدينة تعز، أي أن الحرب بدأت على تعز وستأخذ أشكالا عدة ولن تكون تداعيات اغتيال رضوان العديني إلا إضعافا لتعز.