[ وصف اليدومي دعوات الحوار من قبل الحوثيين بالكلام الذي لا يستحق الرد ]
بعد قُرابة أربع سنوات من حرب التجمع اليمني للإصلاح في إطار الشرعية ضد مليشيات الحوثي الانقلابية، سعت مؤخرا تلك الجماعة إلى الدعوة للحوار مع الحزب، وهو ما أثار ردود أفعال كثيرة ساخرة من ذلك، وكشفت عن حالة الضعف التي باتت تعيشها الجماعة.
ودعا عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي حزب الإصلاح للحوار معهم وعدم انتظار قياداته في الرياض، لأنها محتجزة على حد تعبيره.
مبررا ذلك بالقول: "وإكم مستهدفون كما أننا مستهدفون، كيف لا والإسلام هو المستهدف، وبالتالي فإن من الخطأ استمرار الخلاف والقتال فيما بيننا وبينكم".
وفي منشور له على موقع "فيسبوك" بيَّن البخيتي "ليس المطلوب منا التقارب لنكون طرفا ضد طرف وإنما لنعمل لصالح الوطن، وهذا التقارب فيما بيننا سيكون النواة وصمام الأمان لاستعادة الوحدة الوطنية وبناء هوية وطنية جامعة".
أثارت تلك الدعوة سخرية واسعة من قِبل اليمنيين، نتيجة لممارسة مليشيات الحوثي مختلف أنواع التنكيل بقيادات وأعضاء الحزب منذ انقلاب سبتمبر/أيلول 2014، الذين اغتالت العشرات منهم وزجت بآخرين في معتقلاتها.
ويحارب اليمنيون منذ مارس/آذار 2015 مليشيات الحوثي الانقلابية التي استولت على سلاح الدولة، ونفذت انقلابها، وسيطرت بالقوة على أغلب المحافظات التي تم استعادة بعضها.
موقف رسمي
وتعليقا على ذلك، قال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد بن عبدالله اليدومي إن دعوة القيادي الحوثي "محمد البخيتي" لحزب الإصلاح كلام لا يستحق أن يجاب عليه.
ونفى في تصريحات صحفية أن يكون هناك أي اتصال أو حوار بين الإصلاح ومليشيا الحوثي الانقلابية، مؤكدا أن الحزب يقاتل الحوثي في الجبهات كمكون في إطار الشرعية ولا يمكن أن يمد يده للحوثيين منفرداً.
فيما قلل نائب دائرة الإعلام والثقافة بحزب الإصلاح عدنان العديني، من دعوة البخيتي للحوار معهم، وأكد "أنه لا وجود لمؤامرة على اليمن أكثر من الحوثيين أنفسهم, فقد مثلوا السكين الحاد الذي مزق الجسد اليمني".
وطالب العديني عبر صفحته بموقع "الفيسبوك" الحوثيين بالاستسلام لعدالة القانون ليقول حكمه فيهم, قبل أن يجبرهم الشعب على فعل ذلك بالقوة.
ورأى العديني أن قلق الجماعة من الإصلاح في هذه الأثناء يعكس الدور المحوري الذي يلعبه الحزب، كونه أداة الشعب في التعبير عن أهدافه وأحلامه، وهو النقيض للمشروع الكهنوتي والرافعة الوطنية الكبرى للمشروع الوطني، وحاجز الصد السياسي لأحلامهم المريضة، على حد قوله.
خطوات تعزيز الثقة
ومن جهته طالب القيادي في حزب الإصلاح شوقي القاضي الحوثيين بترجمة رسالة الحوثيين تلك، إلى عمل يعزز الثقة بهم، من خلال رفع الحصار عن مدينة تعز، وإطلاق سراح جميع المختطفين وفي مقدمتهم، وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي وشقيق الرئيس هادي ناصر منصور والقيادي الإصلاحي محمد قحطان.
وفي منشور له على صفحته بموقع "فيسبوك" أكد أن "اليمن ليس حكرا على ثنائي الحوثيين والإصلاح، حتى يتفاوضا عليه منفردين، وإنما حق وملك لجميع مواطنيه وقواه السياسية ومكوناته الاجتماعية وغيرها"، مطالبا الحوثيين بمد يد الصلح إليهم جميعا، عبر "الشرعية" التي تمثلهم، برئاسة الرئيس هادي ومؤسساتها الوطنية".
واستطرد القاضي "ليس بيننا مشكلة خاصة حتى نصطلح عليها نحن الإصلاح وأنتم الحوثيون، إنما بيننا قضية وطن، وانقلاب غدرتم به اليمنيين، وأجهضتم أحلامهم، واختطفتم مؤسسات الدولة، فتراجعوا عن انقلابكم المشؤوم، الذي جلب الحرب والدمار، وأعيدوا مؤسسات الدولة وسلاحها وأموالها إلى شرعيتها، ليستأنف اليمنيون مسيرة بنائهم لدولتهم، من خلال ما اتفقوا عليه في "مخرجات مؤتمر الحوار الوطني" واليمن الاتحادي".
وتزامنت دعوة الحوثيين بعد التقدم الكبير لقوات الجيش في الساحل الغربي، وسيطرة الشرعية على محافظات واسعة طوال فترة الحرب، فضلا عن خسارتهم لحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتلته الجماعة أواخر العام الفائت.