[ موقف حزبي الناصري والاشتراكي المتماهي مع الدور الإماراتي في سقطرى ]
توالت ردود أفعال اليمنيين حول عدم وجود الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في بيان الأحزاب المؤيدة للشرعية في اليمن والذي صدر اليوم، وأدان سلوك دولة الإمارات العربية المتحدة في جزيرة أرخبيل سقطرى.
وعبّرت القوى والأحزاب المؤيدة للشرعية في بيانها عن رفضها واستنكارها للخطوات الأحادية المنفردة لدولة الإمارات في جزيرة سقطرى، ورأت أنها أدّت إلى عسكرة الجزيرة وأقلقت السكينة العامة والسكان.
وقالت القوى والأحزاب في بيان مشترك اليوم الثلاثاء، إنّ الإمارات تزج بسقطرى في حسابات لا علاقة لها بمواجهة الانقلاب واستعادة الشرعية، كما وصفت احتلال القوات الإماراتية لميناء سقطرى ومطارها بأنه مساس بالسيادة الوطنية للجمهورية اليمنية.
وحمل البيان توقيع ثمانية مكونات سياسية، بينما خلا البيان من توقيع حزبي الناصري والاشتراكي، وهو ما أثار حفيظة واستغراب اليمنيين.
متاجرة سياسية
وفي السياق، استغرب الكاتب السياسي ياسين التميمي، من موقف حزبي الاشتراكي والناصري إزاء التوترات الحاصلة في جزيرة سقطرى بين الحكومة اليمنية والإمارات.
وقال التميمي، "أريد إجابة مقنعة عن السبب الوجيه الذي دفع التنظيم الوحدوي الناصري والحزب الاشتراكي اليمني إلى رفض التوقيع على بيان للأحزاب يدين سلوك الإمارات في أرخبيل سقطرى.
وتساءل: هل كان هذان الحزبان يعتقدان أنه بالإمكان الاستمرار في المتاجرة السياسية بالمواقف والأوطان سرا وفي جنح الظلام ودون دفع كلفة سياسية؟ وقال "تباً للشعارات التي أغرقتنا لعدة عقود".
الموقف اليسار
الكاتب مروان الغفوري، قال "شخصياً لا يمكنني تأييد بيان الأحزاب ولا رفضه". وأضاف "يهمني في هذه اللحظة الاستماع لموقف اليسار الناصري والاشتراكي".
وتابع الغفوري "حتى الآن هناك تعليق خفيف من ياسين تحدث باقتضاب عن "حماقة" حدثت، دون تسميتها، وطالب أمامها بـ "أخذ نفس عمييق"، لأننا كما قال ليس لدينا الكثير من الخيارات الجيدة". واستدرك بالقول "لو سمحتم انسخوا هنا أي موقف أو بيان أو مقالة صادرة عن اليسار في اليمن، للتوسع في فهم المشكلة".
الصحفي اليمني عوض كشميم، انتقد موقف الحزبين وقال "تسييس السياسة للسيادة مشكلة، وأضاف إن تحالفوا في إطار تكتل سياسي لم يتعاملوا بالندية والصرامة في ضبط التوازن بين طرفي التكتل.
وقال "يبدو أن مفهوم إدارة التكتلات السياسية في اليمن لم تخضع لثوابت وطنية لا يجوز التراجع عنها مهما كانت حجم الاختلافات السياسية، لتبقى السيادة فوق كل الانتماءات والاعتبارات".
خزي
توكل كرمان الناشط اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وصفت الأحزاب السياسية المؤيدة للشرعية في اليمن والموقعة على البيان بأحزاب الخزي والهوان، وقالت "على كلٍ هم أفضل حال وأكثر شجاعة ووطنية من الناصري والاشتراكي الذين تخصصوا بشكر الإمارات ورفضوا أي إدانة لها".
سقوط
أما الناشط اليمني نجيب شحرة، فعلق قائلا "الأيديولوجيات تنحاز لخيار السقوط "، وقال "تآمر الكثير على الحزب الاشتراكي لأنه كان تصدر المشهد السياسي اليمني لعقود ترتب عليها إنجازات تاريخية كبرى"، والحفاظ على الأخيرة في هذه المرحلة كان مطلبنا الوحيد من الحزب، لكنه رفض واستسلم للسقوط في التوقيت غير المناسب".
وأضاف "نحن نعيش مرحلة تغيير إجبارية بدليل أننا نكتشف كل يوم حقيقية جديدة، واكتشاف اليوم يشكل أكبر من حقيقة وأقل من نظرية ومفاده : أن الأيديولوجيات صخور عملاقة في مواجهة تسونامي التغيير، كما أن أصحاب الأيديولوجيات تفضل مسار السقوط عن مسار التغيير" واستدرك "الحزب الاشتراكي والناصري أول العابرين لهذا المسار والبقية الأيديولوجية ستلحق".
خيانة
ناشط آخر يحمل اسم الرحال اليمني، قال "قبل يومين أصدر الناصري بيانا يطالب فيه التحالف بإعادة صياغة اتفاق ينظم من خلاله العلاقة بين اليمن والتحالف، لكن ليس من خلال الشرعية بل من خلال إعادة تشكيل الشرعية وهيكلتها حتى يتسنى له الاستحواذ على القرار السياسي فيها".
وأضاف أن امتناع الناصري عن التوقيع اليوم على مسودة الاجماع الحزبي الذي يدين انتهاك السيادة اليمنية من قبل دولة الإمارات، يؤكد بما لا يدع مجال للشك أنها رسالة للإمارات بأننا على استعداد للتعاون والتنازل عن كل ما تريدون بمقابل دعم خطواتهم الخائنة".
وتابع "امتناع الناصري عن التوقيع رسالة تأكيد من خلال الامتناع على أنهم على توافق وشراكة في العبث الذي تمارسه دولة الإمارات في اليمن" وقال إن "الشعب ملزم بتسجيل موقف صارم تجاه هؤلاء الخونة".
خارج الصف الوطني
الإعلامي صلاح الدين حمزة علق قائلا "حينما تحضر القضايا الوطنية والمفصلية التي تستهدف الوطن ويجمع عليها أبناء الشعب اليمني بكافة انتماءاتهم وتوجهاتهم، يشذ الناصري ليغرد بعيداً ويقف خارج الصف الوطني ويظهر عدائه للدولة المدنية التي يتشدق بها في بيانات انتهازية،
أما المحامي خالد الآنسي، فقال "مثلما اشترت الإمارات البرادعي وحمدين صباحي من مصر، وشغلتهم لحساب الثورة المضادة في القاهرة، اشترت ياسين سعيد نعمان وعبدالله نعمان من اليمن، وجندتهم للعمل لحساب الثورة المضادة". وقال "لذلك لا تستغربوا مغمغة الأول ولا حقارة الثاني".