[ رغبة إماراتية قوية في الاستحواذ على سقطرى ]
بعد تصاعد التوتر بين الحكومة اليمنية والإمارات العربية المتحدة، بعد أحداث محافظة أرخبيل سقطرى، تدخلت المملكة العربية السعودية في محاولة لاحتواء الموقف.
وأرسلت السعودية يوم أمس الجمعة، لجنة عليا إلى سقطرى لتهدئة الموقف بين الحكومة والإمارات وذلك بعد تواصل الرئيس عبدربه منصور هادي مع الرياض.
وكان رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر في سقطرى، التقى اللجنة الموفدة من الرياض، واستعرضا أسباب التوتر هناك، قابلها استفزاز إماراتي أثناء ذلك، بإرسال أبوظبي تعزيزات عسكرية إلى مطار الجزيرة.
وتتمسك الحكومة بضرورة مغادرة القوات الإماراتية التي وصلت الجزيرة قبل أيام.
وفي تصريحات خاصة لـ"الموقع بوست" ذكر مدير أمن محافظة أرخبيل سقطرى العميد علي الرجدهي، بأن الجنود الإماراتيين منعوا اللجنة المكلفة من رئيس الوزراء باستقبال اللجنة السعودية من دخول المطار، مؤكدا عدم التوصل لأي تفاهمات أو اتفاقات حتى اللحظة.
تعويم قضية سيادية
في صعيد ذلك اعتبر المحلل السياسي ياسين التميمي إرسال لجنة تهدئة سعودية، بأنه يعد مؤشرا خطيرا على تعويم قضية سيادية، وتحويلها إلى قضية محل نزاع.
وفي توصيفه للمشهد هناك قال إن هناك سطوا إماراتيا مسلحا على أرخبيل سقطرى، جاء بعد ساعات من وصول رئيس الوزراء؛ في تشبث واضح بنزعة الاستحواذ على الجزيرة من جانب أبو ظبي.
وتابع في مداخلة له مع قناة "BBc "هذه اللجنة سترفع تقريرا في نهاية المطاف يمكنها من خلاله أن تميع الأمور وتسمح باستمرار التجاوزات الإماراتية، وهذا الأمر يتعين بحثه في إطار لجنة التنسيق العليا الثلاثية اليمنية السعودية الإماراتية، والخروج بإجراءات سريعة لإنهاء التطورات الخطيرة في الأرخبيل".
كما طالب التميمي رئيس الحكومة بعدم مغادرة الجزيرة، وطلب من الرئيس هادي بأن يطلب مندوب اليمن الدائم، بأن يوجه مذكرة إحاطة إلى مجلس الأمن بالتطورات الراهنة، والتي تشير بوضوح إلى الانتهاكات الإماراتية، وتُدرج كوثيقة رسمية لدى الأمم المتحدة.
انتقاد الحكومة
ومع تنامي نفوذ الإمارات في المناطق المحررة باليمن، وتقويضها للشرعية بحسب تقارير الأمم المتحدة، طالب عدد من النشطاء والكتاب والصحفيين بضرورة إنهاء مشاركة أبوظبي بالتحالف العربي الذي تدخل في اليمن عام 2015.
ويذكر المحلل السياسي فيصل علي، أنه بات يتوجب على الشرعية والحكومة إبداء موقف صريح وواضح بخصوص احتلال الإمارات لسقطرى.
وأكد بأنه حين يكون هنا كموقف موحد، فعلى الشرعية والحكومة التسليم لأمر الشعب، والبعد عن المراوغات، والذهاب خلف لجان السعودية.
ووفقا لعلي -الذي علق في منشور بصفحته على "الفيسبوك"- فإن الإمارات تحتل سقطرى فعليا، وعدم وضوح موقف السلطات اليمنية يزيد الوضع تعقيداً، لافتا إلى أن ضعف الحكومة يأتي بسبب عدم التحامها بالشعب.
بدورها، قالت الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل إن أجندة التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات في اليمن، انحرفت عن أهدافها من داعم للشرعية اليمنية إلى مقوض لها، ومهدد لسيادة اليمن ووحدة أراضيه ومحتل للموانئ والجزر والسواحل ومصادر النفط والطاقة في اليمن.
وأكدت في حديث لقناة الجزيرة بأن الإمارات سرقت الثروات من جزيرة سقطرى وتحولت إلى احتلال كامل الأركان، مطالبة السعودية بمراجعة حساباتها في اليمن، وعدم الانصياع لأبوظبي التي ستوردها المهالك.
وتشهد سقطرى توترا شديدا بين الحكومة اليمنية والإمارات، وذلك بعد إرسال الأخيرة قوات وعتاد عسكري مختلف إلى الجزيرة، أثناء تواجد رئيس الوزراء مع عدد من أعضاء حكومته.