[ أحد أفراد الجيش الوطني في جبهة دمت بالضالع ]
منذ أكثر من عامين ونصف لم يزل الجندي أديب الدبيس يرابط في مترسه الأول بقطاع يعيس بجبهة مريس شمال الضالع. فيما رفيقه الآخر حمدي المنصوب قائد موقع ظفار بجبهة حمك، يواصل قتاله ضد مليشيا الحوثي بمعية رفاقه منذ دحر المليشيات من محافظة الضالع في الثامن من أغسطس ٢٠١٥.
توقف
في يعيس وظفار ويبار وقطاع خشبة، في جبهتي مريس وحمك بمحافظة الضالع، توقفت عمليات الجيش الوطني، ومنذ ذلك التاريخ تحولت الجبهتين إلى جبهتي صد دون تحقيق أي تقدم يذكر من قبل الجانبين.
الحوثيون عجز ونزيف
تواصل مليشيا الحوثي تمركزها في جبل ناصة الاستراتيجي ومن خلاله تقوم باستهداف مواقع الجيش الوطني والقرى والمزارع في مريس، هي الأخرى لم تحقق أي تقدم ذي جدوى في الجبهتين برغم المحاولات المستميتة.
الحال ذاته بالنسبة للمليشيات المتمركزة في جبل السور بمديرية الشعر بمحافظة إب وقاع العذارب ونقيل خشبة بجبهة حمك، إذ لم تحقق مليشيا الحوثي أي تقدم في قطاعات الجبهة منذ دحرها قبيل عامين من كل المناطق التابعة لمحافظة الضالع بمديرية قعطبة على الحدود مع محافظة إب.
وفيما يعزو مراقبون أسباب عدم تحقيق مليشيا الحوثي أي تقدم في جبهتي حمك ومريس إلى الصمود الكبير الذي يبديه أفراد المقاومة الشعبية، التي تضم في صفوفها أبناء محافظتي الضالع وإب في الجبهتين، والذين تم ضمهم إلى صفوف الجيش الوطني.
رغم محاولاتها المستميته، خلال الفترة الماضية لم تستطع مليشيا الحوثي تحقيق أي تقدم ذي جدوى في الجبهتين.
مراقبون عزو ذلك لسبب آخر، وهو حالة الانهيار التي تشهدها المليشيات وافتقارها للعنصر البشري، الذي سببه النزيف الحاد لمسلحيها في الجبهتين، ومختلف جبهات القتال جراء المعارك مع قوات الجيش الوطني، وضربات طائرات التحالف العربي.
الجيش الوطني.. محلك قف
السؤال الأكثر إثارة هنا في جبهتي مريس وحمك، لماذا توقفت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الجبهتين عن التقدم؟ رغم أن جبهة حمك استكملت ما تبقى من مناطق تابعة لمحافظة الضالع بشكل تام وباتت الجبهة في مناطق التماس مع محافظة إب، إلا أن توقف جبهة مريس - دمت عقب تحقيقها انتصارات وتقدم كبير في معارك ضارية، استطاعت خلالها المقاومة الشعبية تحرير معظم مناطق مريس عقب سقوط مدينة دمت بيد مليشيا الحوثي والمخلوع صالح.
تساؤلات يزيد من إثارتها استمرار سيطرة مليشيا الحوثي على مديريتي دمت وجبن الواقعة ضمن نطاق جبهة مريس دمت، وعدم تقدم قوات الجيش الوطني في الجبهة ممثلا بلوائي 83 مدفعية ولواء الاستقبال محور إب لتحريرها.
الدعم
قائد لواء الاستقبال _محور إب والمرابط في جبهة مريس العقيد فضل عبدالرب، قال لـ "الموقع بوست" إن "قوات الجيش الوطني في الجبهة، على أتم الاستعداد للتقدم وتحرير ما تبقى من المناطق وصولا إلى محافظة إب".
وأكد عبدالرب أن "ذلك سيتم بوقت قصير وتكلفة بسيطة، لكنه أرجع عدم التقدم لانعدام الإمكانيات لدى قوات الجيش الوطني"، مشيرا إلى أن "الجبهة لا تحضى بحقها من الدعم، ولا تزال تقوم على جهود الأهالي والمقاومة، وما يصلها من دعم لا يصل إلى عشر احتياجات الجبهة في السلاح فحسب، ناهيك عن بقية متطلبات صمود الجبهة وتقدمها.
وطالب العقيد فضل عبدالرب الحكومة الشرعية والتحالف العربي بدعم الجبهة وقوات الجيش الوطني للانطلاق في معركة التحرير.
توجيهات
من جانبه قال أركان حرب لواء 83 مدفعية بمريس العقيد فضل النميري إن "سبب توقف الجبهة في مريس وحمك، هو قلة الذخائر، وضعف الدعم المادي واللوجستي".
وأضاف العقيد النميري في تصريح لـ "الموقع بوست" أنه "إذا توفرت القناعة لدى القيادة السياسية، وقوات التحالف أن تتحرك الجبهة لوفروا كل أنواع الدعم الفني واللوجستي"، مؤكدا أنه لم يمنع قوات الجيش الوطني من التحرك وتحرير بقية مديريات الضالع إﻻ ذلك.
وأشار النميري إلى أن التوجيهات من القيادة أن تقف الجبهة موقف الدفاع، لافتا في تصريحه إلى أن الشرعية والتحالف العربي لم يعطوا جبهة مريس حتى حق الدفاع، من الدعم العسكري واللوجستي.
وبعث النميري رسالة إلى القيادة الشرعية وقوات التحالف العربي عبر "الموقع بوست" طالب فيها القيادة السياسية وقوات التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لمد الجبهة بكل أنواع الدعم العسكري واللوجستي والمالي ومساندة الطيران.
وقال إن "قوات الجيش الوطني في أتم الاستعداد للتحرك من اللحظة لتحرير الوطن".
علامة إستفهام
من جانبه قال الصحفي وعضو المركز الإعلامي للجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمريس فوزي المريسي، إن "توقف جبهة مريس، هو القرار الذي يضع ألف علامة استفهام، ما الفائدة منه ؟ وما جدوى أن تستمر المقاومة في جبهة صد وتدفع العشرات من منتسبيها شهداء وأضعاف العدد من الجرحى".
وتساءل المريسي، أليس التقدم هو أنسب الحلول للحفاظ على الأرواح التي تزهق في عمليات قنص وقصف بشكل شبه يومي.
ولفت المريسي إلى أن المقاومة الشعبية في جبهة مريس - دمت استطاعت خلال الفترة الأولى من اندلاع شرارة المقاومة تطهير أكثر من عشرين موقعا من المليشيات، وقبلها تحرير معسكر الصدرين ومدينة دمت في غضون ساعات.
ويختصر السبب من وجهة نظره بالقول حين توفرت الإرادة انتصرت البندقية المقاومة على الدبابة في إشارة إلى إستكمال تحرير الضالع في الثامن من أغسطس 2015 م بتحرير معسكر الصدرين بمريس.
ويشير فوزي المريسي في حديثه لـ "الموقع بوست" إلى جملة من الأسباب يرى أنها أدت إلى توقف جبهة مريس ومنها عدم الإسناد الكافي من قبل المقاومة الجنوبية لجبهة مريس، وغياب الدعم الازم من قبل الشرعية.
ويختتم المريسي حديثه بالتأكيد على أن قرار تأخير التقدم قرار خاطئ سيما في ظل الانهيار الذي تعيشه المليشيات وتفكيك جبهة الانقلاب - حد قوله.