[ محافظ ذمار المعين من قبل الحوثيين ]
أصدر المجلس السياسي التابع للحوثيين في صنعاء قرارات قضت بتعيين محافظ جديد لمحافظة ذمار وهو محمد حسين المقدشي، خلفا لحمود عباد والذي تم تعيينه أمينا عاما للعاصمة صنعاء.
ويأتي هذا القرار الذي يحمل دلالات كثيرة لها أهداف سياسية كبيرة تخدم مليشيات الحوثي بشكل كبير جدا أبرزها تأمين الجهة الشرقية للمحافظة من قوات الجيش الوطني والحكومة الشرعية وخصوصا بعد تقدم قوات الشرعية في أكثر من جبهة.
ويعد المقدشي من أبرز المشائخ القبليين بمحافظة ذمار، والذي كان محسوبا على حزب صالح في المؤتمر الشعبي العام وانشق عن الحزب ورفض المشاركة في أي فعالية تابعة للحزب كان آخرها ذكرى تأسيس حزب المؤتمر بالعاصمة صنعاء في الـ 24 أغسطس من العام الجاري، إلى جانب كونه الرجل الأول الذي ساهم في دخول المليشيات إلى محافظة ذمار عقب اجتياح العاصمة صنعاء والانقلاب على الرئيس هادي.
وبحسب مصدر خاص مقرب من المجلس السياسي الأعلى والذي قال لـ "الموقع بوست" إن تعيين المقدشي محافظا لمحافظة ذمار يحمل العديد من الأهداف السياسية والعسكرية والتي تخدم الحوثيين بشكل كبير جدا بعد إحساس الحوثيين بالخطر قوات الشرعية الى جانب القبائل بمحافظة ذمار.
وأشار المصدر إلى أن تعيين المقدشي يهدف إلى تأمين المحافظة من الشرقية وتجنيد عشرات المقاتلين من أبناء قبائل عنس والحدأ وأبناء القبائل التي رفضت التجنيد، حيث يحظى المقدشي بمكانة قبلية كبيرة في محافظة ذمار والتي من الممكن أن يشكل نقطة قوية لصالح الحوثيين، ويعد هذا التعيين تكريما له ثمنا لانقلابه على الرئيس السابق علي صالح والذي بارك مقتله على أيدي المليشيات، ويعد الأن من أبرز القيادات الحوثية والذي أعطى الولاء للحوثي وزعيم المليشيات الحوثية الإيرانية بالسمع والطاعة.
قبل انقلابه على الرئيس اليمني السابق دخل المقدشي في عدة حروب مع الحوثيين على خلفية قضايا مالية وسرقة ونهب أراضي أبان عهد عبد المحسن الطاؤوس مشرف محافظة ذمار السابق المعين من قبل الحوثيين، وقد خلفت الاشتباكات عددا من القتلى والجرحى.
وسبق أن سجن المقدشي قبل سنوات على يد من أمن محافظة ذمار العميد "شاجرة" من أبناء محافظة أبين في ذلك الوقت على خلفية سرقة أراضي وممتلكات المواطنين وتم إيداعه السجن المركزي، لكنه كان على علاقة قوية بالرئيس السابق على عبد الله صالح ذلك الوقت، وتم الإفراج عنة بأوامر من علي صالح بعد شهرين من سجنه في السجن المركزي.
وبحسب مراقبين فإنه تم تعيين المقدشي لأهداف أخرى قد تكون تصفية المقدشي، لشق صفوف القبيلة والقبائل التي تتبعه وتسخير قواته لصالح الحوثيين.
ويعد محمد حسين المقدشي من مواليد محافظة ذمار 1980م، حاصل على بكالوريوس شريعة وقانون من جامعة صنعاء، ويعد من أسرة عرفت بنفوذها بين القبائل في المناطق الوسطى وتولي أفرادها مناصب حكومية كبيرة منها عسكرية ومدنية، أسرة متنفذه في العسكرية والقبلية.
برز دوره في قدرته على حل بعض المشاكل القبلية، وكان دوره بارزا في محاولة حل الصراع بين الحوثيين والسفليين في منطقة دماج، وهي تكللت بوضع أوزار الحرب لبعض أشهر قبل أن تحدث تطورات وصلت إلى تهجير سلفيي دماج إلى مناطق مختلفة من البلد بأمر من السلطات الرسمية وقتها.
ولمع اسمه كذلك في إعادة بعض المختطفين من قبضة تنظيم القاعدة في منطقة رداع بمحافظة البيضاء، وقيادة وساطات قبلية لإعادة ثلاثة أكاديميين كانوا يعملون في جامعة البيضاء، تم اختطافهم في منطقة رداع على يد مسلحي القاعدة، ومشاكل كثيرة سهلت له أن يكون مرجعا قبليا للكثير من أبناء المحافظة، في ظل حكم الرئيس السابق علي صالح.