[ معارك هي الأعنف بين الحوثيين وقوات صالح في صنعاء منذ الأربعاء الماضي ]
لطالما ظلت في العاصمة صنعاء احياء سكنية بعيدة عن المواجهات والتوترات العسكرية التي شهدتها صنعاء على مدى السنوات الماضية، وتحديدا في فترة ثورة 2011، واثناء اقتحام الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، ولكن هذه المرة كانت هذه الأحياء والمتمثلة بالحي السياسي والجزائر وحدة هي مسرح للعمليات العسكرية التي دشنتها مليشيات الانقلاب مع جماعة الرئيس السابق صالح، والتي تقطن هذه الأحياء.
الأحياء السكنية الراقية، التي يسكنها صالح وأفراد اسرته وجماعته عاشت خلال الثلاثة الأيام الماضية اشتباكات وقصف وانفجارات تبادلتها مليشيات الانقلاب مع أفراد وجماعة صالح، وسقط خلال المواجهات حتى الآن في هذه الأحياء ما يقارب 100 شخص من الطرفين طبقا لمعلومات حصل عليها "الموقع بوست"، ولم يتم التأكد من عدد الجرحى.
"الموقع بوست" تواصل مع بعض سكان هذه الأحياء، وأكدوا بأنه بعد ليلة الجمعة التي كانت هي الأعنف في المواجهات والقصف، أصبحت هذه الأحياء محظورة من الحركة ومنقطعة تماما من الدخول والخروج، الأمر الذي دفعهم نحو مغادرتها وقد سمح لهم من قبل القوات المسيطرة على المغادرة مساء ليلة السبت وفي ساعات متأخرة من الليل.
ولطالما تداولت وتناقلت وسائل إعلام عربية ومحلية، عن هذه التطورات وعن المناطق التي هي تحت سيطرة كل طرف، وكان هناك نوع من التضليل والتهويل، حيث تداولت تلك الوسائل معلومات عن سيطرة المؤتمر الشعبي العام على وزارة الداخلية وعلى المطار والتلفزيون اليمني ووزارة الدفاع وما إلى ذلك من تلك المواقع.
"الموقع بوست" تتبع بعد تفاصيل السيطرة والمواقع التي هي بيد كل طرف في العاصمة صنعاء وتوصل إلى ملخص بمناطق سيطرة كل طرف بشكل شبه كامل مع وجود جيوب لكل طرف في أماكن الآخر.
الخارطة الجغرافية والعسكرية، تشير إلى أن شارع الزبيري يقسم مناطق سيطرة الطرفين إلى شطرين شمالا وجنوبا.
جنوب الزبيري يكاد يكون تحت سيطرة مليشيا صالح، مع وجود لمليشيا الحوثي في بعض المناطق كشارع بغداد والجزائر وأرتل وبيت بوس. بينما القسم الشمالي من أحياء الأمانة ما بعد الزبيري تسيطر عليها مليشيا الحوثي على نحو شبه كامل وهناك اشتباكات في جدر وبني الحارث شمال المدينة مع مليشيا موالية لصالح.
تتوقع المصادر انفجار جولة جديدة من القتال العنيف خلال الساعات المقبلة وقد قرر فرقاء الانقلاب وفقا للمعطيات المضي في المعركة إلى نهايتها.
المعلومات تؤكد بأن معظم الشوارع التي تسيطر عليها جماعة صالح، مغلقة تماما، خصوصا الشوارع التي تفصل بين مناطق السيطرة ونقاط التماس.
يقول أحد السكان في حديثه لـ "الموقع بوست": عشت يوم السبت الماضي أسوء وأرعب صباح مر علي في حياتي، خرجت صباحا وفي بالي أن المصارف ومحلات الصرافة مفتوحة، من البيت في بيت بوس إلى جولة 45 بشارع تعز معظم الشوارع مقطعة، وأنصار عفاش مسيطرون على كل الشوارع ومنتشرون في كل الأزقة، عند عودتي أردنا المرور باتجاه شرق الرئاسة لكننا فوجئنا بالرصاص كالمطر أمامنا وحولنا، درنا بالسيارة في اتجاه أقرب زقاق لنصدم جدار أحد البيوت، في رحلة البحث عن طريق للعودة للبيت شاهدنا رعب الناس والانتشار المكثف للمسلحين أتباع عفاش مع اختفاء تام للحوثة في هذه المناطق، والاشتباكات كانت أخف من الصباح على الأقل شرق وشمال العاصمة".
أمس السبت، شهدت العاصمة صنعاء، اشتباكات متقطعة بين الطرفين ولكن ليس بالشكل الذي كان قبل يومين، وأخذت الاشتباكات في التوسع باتجاه بعض الأحياء. حيث شهد حي الحصبة اشتباكات بين أنصار صالح وبين مليشيات الحوثي، ولكنها سرعان ما توقفت.
وأكد شهود عيان في حديثهم لـ "الموقع بوست" بأن المواجهات التي شهدها محيط الحصبة، كان حول اللجنة الدائمة وباتجاه حديقة الثورة، حيث شهدت هذه المواقع إطلاق نار كثيف وانفجارات عنيفة أرعبت السكان القاطنين في الحي الذي أخذ نصيبه من الدمار ومن المواجهات المسلحة خلال 2011، ويتمنى الأهالي بحسب حديثهم لـ "الموقع بوست" أن لا تضيف هذه الجولة من الاحتراب دمارا آخر لحي الحصبة الحي الأليم والذي ما زال أبناؤه يبحثون عن تعويضات للدمار الذي طال منازلهم التي ما تزال حتى الآن مدمرة ودون ترميم.
هناك حملة اعتقالات كبيرة من قبل الطرفين خصوصا من قبل مليشيا الحوثي، حيث تؤكد مصادر لـ الموقع بوست بأن ما يقارب 150 شخصا يعتقد أنهم من أنصار المؤتمر الشعبي العام تم اعتقالهم من قبل مليشيات الحوثي، بينهم القيادي المؤتمري السكرتير السابق لصالح أحمد الصوفي.
وفي حين تواصل المليشيات حملتها على أولئك المناصرين، كانت قد أقدمت أمس السبت على اقتحام مبنى قناة اليمن اليوم وفرضت حصارها على كل الموظفين المتواجدين بداخلها، وتسببت بقطع بثها أيضا، وإلى جانبها إذاعة يمن إف إم التابعة لصالح والواقعة في ذات المكان.
اليوم هناك هدوء حذر تشهده صنعاء، مع تدفق للتعزيزات بالعتاد والأفراد إلى خطوط المواجهة.
على أطراف صنعاء تشهد بعض المناطق توترا كبيرا، بل ومواجهات عسكرية بين أنصار صالح وبين مليشيات الحوثي.
مصادر محلية في منطقة جدر أكدت لـ الموقع بوست بأن قتالا عنيفا تشهده منطقة جدر الواقعة على مدخل صنعاء من جهة محافظة عمران، وذلك بين مليشيات الحوثي وبين الشيخ جمعان المناصر لـ الرئيس السابق صالح.
وقالت المصادر بأن حصيلة المواجهات بين الطرفين حتى الآن 35 قتيلا وعشرات الجرحى.
وأشارت إلى أن المعارك احتدمت بعد إقدام مليشيات الحوثي على قتل نجل جمعان مساء أمس السبت، ما دفع بجماعة جمعان إلى إحراق طقم بكامله وعلى متنه ما يقارب 15 شخصا تابعين لمليشيا الحوثي. ومنذ تلك الأثناء تشهد منطقة جدر تحشيدا واشتباكات مستمرة والضحايا في ارتفاع بين الساعة والأخرى.