[ أوقفت رئاسة جامعة صنعاء مستحقات اتحاد طلاب اليمن - أرشيفية ]
في أعرق الجامعات اليمنية وأكبرها خفت وغاب العمل الطلابي منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014م، ففي جامعة صنعاء الجامعة التي شهدت أبرز الصولات والجولات في العمل الطلابي منذ تأسيسها في عام 1970م من القرن الماضي.
ورغم القصور الذي شاب العمل الطلابي عبر نقابتهم واستحواذ طرف سياسي معين لفترة طويلة على النقابة الطلابية إلا أن الصوت الطلابي تعددت منابره وكياناته ولم يشهد حالة خفوت وغياب كما هو الحال الراهن.
الحوثيون عملوا منذ سيطرتهم على جامعة صنعاء في سبتمبر 2014م على إغلاق مقر اتحاد الطلبة وأنشؤوا كياناً غير قانوني من أتباعهم في الوسط الطلابي متخذا من الفوضى العارمة شرعيتهم لتمثيل الطلبة أمام عمادات الكليات ورئاسة الجامعة وغيرها من الجهات ذات العلاقة الموالية لهم.
خلال الثلاثة الأعوام الأخيرة لم يشهد الحرم الجامعي أي فعالية أو نشاط طلابي خارج عن سيطرتهم واستحواذ الحوثيين وأنصارهم.
وانخرط العشرات من الطلاب بالعمل المسلح ضمن عناصر الحرب الدارة في البلد منذ مارس 2015م، سواء ضد جماعة الحوثي او معها.
انتهاكات ضد الطلبة
تعرض العشرات من طلبة الجامعة لاعتقالات واعتداءات جماعية وفردية متكررة، وأبرز تلك الاعتقالات اعتقال أكثر من خمسة طلاب مع عدد من الأكاديميين في قسم العلوم السياسية في العام 2015م.
وتتحدث مصادر طلابية أن رئاسة الجامعة أوقفت مستحقات اتحاد الطلاب وتقوم بصرفها بطريقة غير قانونية على أنشطة ملتقى الطلاب الموالي للحوثيين.
وفي ذات السياق يتعرض الطلبة بشكل متواصل لابتزازات ومضايقات متواصلة من قبل العناصر الأمنية في الجامعة بدعاوى مختلفة كالاختلاط والوقوف في الممرات مع الطالبات وغير ذلك من التهم المتعددة.
ويشكو كثير من الطلاب من تلك التعسفات والممارسات اليومية التي يتعرضون لها من قبل العناصر الحوثية في الجامعة تحت غطاء من رئاسة الجامعة.
غياب الحركة الطلابية غياب للمستقبل
مراقبون يرون أن حالة الصمت التي سادت في جميع المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون أصابت الصوت الطلابي بمقتل، حيث أصبح الطلبة الناشطون عاجزين عن التعبير عن أصواتهم ومطالبهم وحقوقهم خوفاً من مسلسل التنكيل الذي انتهجه الحوثيون في التعامل مع معارضيهم.
ويقول مراقبون إن استمرار غياب الصوت الطلابي من شأنه التأثير على مخرجات التعليم نتيجة عدم قدرة الطلبة عن المطالبة بحقوقهم كاملة غير منقوصة من أنشطة تأهيلية وتطبيقية؛ مما يجعل الطالب متقبلا لأي وضع تعليمي يحصل عليه في المستقبل.
خصام الإخوة الأعداء
وفي 30 من نوفمبر المنصرم أصدر فرع اتحاد الطلبة في كلية التجارة والاقتصاد بياناً يدين فيه اعتداءً على رئيس الاتحاد في الكلية من قبل طلبة ينتمون لملتقى الطلبة الحوثيين، وذلك على خلفية محاولة طلبة المؤتمر التحرك تحت اسم الاتحاد إلا أن الحوثيين يرون بأنه لا كيانا طلابيا غير كيانهم المستحدث وغير القانوني.
وفي الوقت الذي شارك المؤتمر وطلبته في هذه المسألة أصبح طلبة المؤتمر كغيرهم من طلبة الأحزاب الأخرى والكيانات الطلابية المستقلة تحت رحمة وشفقة شركائهم.
وطالب بيان الاتحاد بسرعة ضبط المعتدين ورد اعتبارهم وإعادة المنهوبات من سكن الطلاب والدعوة لعقد انتخابات لاتحاد الطلبة في الجامعة؛ تفادياً لمشاكل قادمة حسب ما ورد البيان.
وكان عميد كلية التجارة والاقتصاد د. مشعل الريفي دعا جميع الطلبة بمختلف توجهاتهم إلى ممارسة أنشطتهم الطلابية النافعة في إطار القانون واللوائح المنظمة وفي إطار مسميات مصرح بها قانونا حد قوله.
وأضاف في منشور له على صفحته في الفيسبوك بأنهم في الكلية لن يتعاملوا إطلاقاً مع أي كيانات طلابية غير مصرح لها قانوناً في إشارة منه إلى الكيانات الحوثية داخل الجامعة.
وأشار إلى أنه لا ينبغي تسييس العمل الطلابي ولا يصح الإصرار على العمل في إطار مسميات غير مصرح بها قانوناً ولا يجب أن يتحول التنافس الطلابي إلى صراع ومخالفات للقانون وأعمال عنف وفوضى.
الحركة الطلابية رقما صعبا
صبري العزعزي القيادي الطلابي السابق يقول:"إن الحركة الطلابية لعبت أدوارا حاسمة في مسار الحركة الوطنية منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م، وصولاً إلى ثورة 11 فبراير 2011م، والتي كانت الحركة الطلابية هي طليعة الثورة".
وأكد العزعزي أن ثورة 11 فبراير شكلت فرصة للحركة الطلابية لاستعادة دورها الطليعي، إلا أنها وللأسف لم تستثمر بالشكل المطلوب. لتنتكس من جديد بفعل عوامل متعددة، ولعل أبرزها: نقص الخبرة لدى القيادات الطلابية، وسعى فصيل سياسي إقصاء المكونات الأخرى للحركة الطلابية إبان ثورة فبراير.
وأضاف بقوله: "إن الحركة الطلابية دخلت مرحلة جديدة من الجمود كنتيجة طبيعية لوضع جديد فرض نفسه على الجميع بعد انقلاب 21 سبتمبر وسيطرة المليشيات المسلحة على الوضع".
وأوضح أن "الحركة الطلابية واجهت حالات عنف واعتقالات لعدد من قياداتها الفاعلة والنشيطة، وخلفت حالة رعب وخوف وسط الطلبة جعلتهم يؤثرون الصمت ويركنون إلى الهدوء، والترقب."
ولفت إلى أن القطاعات الطلابية ستظل رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه مستقبلاً، لا سيما وأن الأحداث قد أكسبت قيادات الحركة الطلابية وأعضاءها خبرة كبيرة في التعاطي مع القضايا والأحداث.