[ استمرار الحرب أدى الى انتشار عددا من الأوبئة في اليمن ]
لم تنتهِ بعد معاناة المواطن اليمني من وباء الكوليرا الذي حصد أرواح المئات، ليتم الإعلان عن مرض آخر يسمى الدفتيريا "الخناق" بدأ بالانتشار في بعض المحافظات كالحديدة.
وقبل أيام أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن، عبر تغريدة على حسابه بتوتير، عن تفشي وباء الدفتيريا "الخناق" بسرعة بعد ظهوره مؤخرا.
وأشار إلى أنهم سجلوا في الأسابيع الأخيرة 120 حالة تشخيص سريرية و14 حالة وفاة، وكان معظمهم من الأطفال.
وقال رؤساء منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، في بيان مشترك صادر عنهم أن مليون طفل أصبحوا الآن معرضين للإصابة بمرض الدفتيريا.
وانتشرت العديد من الأمراض في اليمن، جراء تدهور الأوضاع الصحية، وارتفاع نسبة التلوث في بعض المحافظات نتيجة لغياب دور السلطات المحلية، فضلا عن ارتفاع نسبة الفقر والبطالة إلى 85%.
ما هو الدفتيريا وأسبابه
ومرض الدفتيريا يصيب الجهاز التنفسي، وتسببه السموم التي تنتجها بكتيريا تدعى الخناق الوتدية، ويؤثر المرض على الحلق واللوزتين هما الشكلان الأكثر شيوعا من المرض، فهي تعيش في الأغشية المخاطية للأنف والحنجرة أو الحلق.
و"الدفتيريا" مرض معدٍ ينتشر عن طريق الاتصال المادي المباشر، أو تنفس رذاذ الإفرازات من الأشخاص المصابين.
وتتزايد حالات الإصابة بمرض الدفتيريا بسبب انخفاض نسبة التطعيم للأطفال، وقل انتشاره بسبب التطعيم الإجباري للأطفال، ولكنه قد يصيب الأطفال الأقل من ٥ سنوات، والشباب فوق عمر الأربعين، بالإضافة إلى مناطق الازدحام الشديد، والتشرد، وحياة السجون.
أعراض المرض وعلاجه
يتميز المرض بالتهاب في الحلق، حمى منخفضة، غشاء ملتصق (غشاء كاذب) على اللوزتين والبلعوم، أو تجويف الأنف، ويمكن أن يقتصر شكل أخف من الخناق على الجلد، بالإضافة إلى التهاب عضلة القلب والرئتين والاعتلال العصبي المحيطي في حالات غير شائعة.
وتستمر الأعراض من أربع لسبع أيام وتشمل التالي: في أول 2-3 أيام من المرض تظهر أعراض تشبه البرد ( الحرارة المترفعة – وجع الحلق – رشح – احتقان بالأنف )، بعد 2-3 أيام من الإصابة تظهر كحة خاصة تتميز بالبحة, وصوت تصفير وتأتى منها نوبات في الليل، يكون للشهيق صوت تصفير كأن الطفل يختنق مما يثير ذعر الأم والأب، بالإضافة إلى اختناق عند النوم على الظهر، وكذا ازرقاق الوجه.
وينصح -إلى جانب أخذ الدواء اللازم- بالراحة وقلة الكلام وشرب الكثير من السوائل الساخنة، فضلا عن مراقبة الطفل عن قرب حتى يمكن علاج أي نوبة من نوبات الاختناق، ووضع ماسكات تنفس بالقرب من الطفل وامداده بالهواء الرطب، حيث أنها تساعد على قلة تورم الأحبال الصوتية ومن ثم قلة الأعراض.
ويمكن أيضا استنشاق هواء الحمام الساخن عند حدوث نوبه اختناق، واستخدام قطرات الأنف لمنع انسداد فتحات الأنف وخافض للحرارة، والكروتيزون في الحالات الشديدة، وكذا استخدام المضاد الحيوي عند وجود عدوى البكتيريا مع وجود الفيروس، بالإضافة إلى إدخال ادخال أنبوب للتنفس في حالة صعوبة التنفس، وينبغي عزل الطفل بعيدا عن إخوته حتى لا يصابوا بالعدوى.
الحوثيون يعيقون وصول اللقاح
وذكرت منظمة الصحة العالمية، في بيان صادر عنها في وقت سابق، أن لديها "لقاحات وأدوية على الطريق إلى اليمن، لكن يتم منعها من الدخول"، لافتة إلى أن مليون طفل على الأقل عرضة حالياً لخطر الإصابة بمرض "الدفتيريا".
وتحدثت وسائل إعلام محلية، عن قيام وزراء وقيادات في مليشيا الحوثي بصنعاء ووسائل إعلام تابعة لهم، ببث شائعات وتحذيرات من حملات التحصين التي تستهدف الأطفال، زاعمين أنها تسبب العقم لاحتوائها على فيروسات خطيرة.
وكان وزير العدل في حكومة الانقلابيين أحمد عبدالله عقبات، قد هاجم المنظمات الأجنبية أثناء دشين الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال.
وطالب "عقبات" بإعادة تحليل وفحص لقاحات شلل الأطفال قبل دخولها اليمن، وقال مستنكراً: "لماذا كل هذا الاهتمام الزائد الذي توليه المنظمات الدولية باليمن وبهذه الجزئية فقط المتعلقة باللقاحات؟".
ويُهدد الحوثيون بذلك مستقبل آلاف الأطفال، الذين تأثروا بالشائعات ولن يحصلوا على التلقيح، ما يضر بمستقبلهم ويكونوا عُرضة للإصابة بأمراض عِدة كشلل الأطفال، والسعال الديكي.
وتقول الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة بالمجال الصحي إن قرابة 50% من المؤسسات الصحية في اليمن دمرت كاملا أو جزئيا.
الجدير بالذكر أنه خلال فترة الحرب أعلنت المنظمات الدولية عن انتشار مرض الكوليرا، والتهاب السحايا، الجمرة الخبيثة، والدفتيريا.