[ مئات المعتقلون في سجن بئر أحمد يواصلون إضرابهم عن الطعام ]
14 يوماً مرت منذ أن بدأ المخفيون قسرا بسجن بئر أحمد في العاصمة المؤقتة عدن، إضرابهم عن الطعام والذي أسموه ( معركة الأمعاء الخاوية)، في خطوة تصعيدية هي الأولى من نوعها، للسعي نحو تحقيق مطالبهم القانونية المشروعة والمتمثلة في عرضهم على النيابة العام والإفراج عمن لم تثبت عليه أي تهم وقبل هذا كله السماح لهم بالزيارات، والتي تمنعها عليهم قوات الحزام الأمني التي تتلقى أوامرها من دولة الإمارات كونها هي من أنشأت تلك القوات.
وسار الإضراب عن الطعام بشكل طبيعي، أغمي خلاله على مجموعة من المعتقلين ما استدعى تزوديهم بمغذيات وريدية جلبتها إدارة السجن منذ اليوم الأول للإضراب، فيما تم نقل مالا يقل عن 30 معتقلا لمشافٍ حكومية نظرا لتدهور صحتهم، ومن ثم تمت إعادتهم لعنابرهم ليكملوا إضرابهم الذي قالوا بأنه سيستمر حتى الموت أو الاستجابة لمطالبهم، حسبما أكدته مصادر أمنية في السجن.
وأضافت المصادر ل"الموقع بوست" بأن الإضراب تسبب في حالة من القلق والتوتر لدى إدارة السجن ومثلها لدى الضباط الإماراتيين المشرفين عليه، كونه يعد أحد أبرز السجون السرية المستحدثة ويمتلئ بقرابة 140 معتقلاً، فقد قام مدير مُعتقل بئر أحمد غسان العقربي بعدة لقاءات مع المعتقلين المضربين عن الطعام وحاول إقناعهم بعدم جدوى الخطوة التي قاموا بها، دون أن يتعهد لهم بأي حلول لمطالبهم، فيما قام ضباط إماراتيون بعقد لقائين منفصلين لغرض التفاهم مع المعتقلين وجعلهم يفضون إضرابهم، والذي وصل صداه إلى قطاع واسع من وسائل الإعلام الخارجية وحتى المنظمات الحقوقية.
وذكرت المصادر الأمنية والعاملة في سجن بئر أحمد ، إن آخر تلك اللقاءات كانت أواخر أكتوبر / تشرين الأول المنصرم، فقد تعهد ضابط إماراتي رفيع المستوى بنقل المعتقلين إلى السجن المركزي بالمنصورة، إلا أن المعتقلين أكدوا بأن إضرابهم سيستمر حتى يتحقق فعلياً ذلك التعهد.
وأشارت إلى أن إدارة السجن المركزي بالمنصورة هي الأخرى بدأت ببعض الترتيبات والتشطيبات في الأجزاء المهجورة من السجن، في خطوة تزيد من احتمالية نقل المخفيين قسرا في سجن بئر أحمد إلى السجن المركزي بالمنصورة.
وعن أوضاع المخفيين قسرا والمضربين عن الطعام منذ نحو النصف شهر ، قالت بأن وضعهم الصحي مستقر نسبياً، فقد عمدت إدارة السجن إلى جلب ممرضين ليقوموا بمداواتهم وإعطائهم المغذيات الوريدية باستمرار، كونهم رفضوا فكرة فض الإضراب جملةً وتفصيلا.
وفي حال ما تم نقل المعتقلين من سجن بئر أحمد إلى السجن المركزي بالمنصورة ، فإنهم سينهون إضرابهم على الفور، كون النيابة العامة قد باشرت أعمالها هناك منذ ما يربوا عن الشهر، وافرجت خلال شهر أكتوبر فقط عن 96 معتقلا قضوا فترات احتجاز متفاوتة بداخل السجن المركزي، وتجاوز بعضها ال 15 شهرا.
وفي ذات السياق قالت المحامية والناشطة الحقوقية هدى الصراري ،" إن ملف الاعتقال التعسفي والاخفاء القسري من الملفات الشائكة في العاصمة المؤقتة عدن والذي ينبغي علاج مشكلتها في اسرع وقت خاصة مع بدء عودة عمل السلطة القضائية والنيابة.
وتضيف الصراري في حديثها ل الموقع بوست" جميعنا مع تثبيت الامن ومحاربة الارهاب ولكن يجب أن يكون ذلك وفق إجراءات قانونية صحيحة، تراعي حقوق الإنسان التي نصت عليها الشرعة الدولية والقوانين الوطنية في مسألة القبض والأوقات التي يجب فيها تنفيذ القبض، وفق ما حُدد في قانون الإجراءات الجزائية اليمني.
وبخصوص الإخفاء القسري بينت بأنه " انتهاك مُجرم في كافة المواثيق والمعاهدات الدولية وعلى الجهات التي ترتكبها أن تراعي المعاييرالانسانية مهما بلغ الانسان جرماً - إن كان مجرماً أصلاً - فهناك حقوق يتحلى بها المعتقل أو المخفي وهي إعلام ذويه بمكان احتجازه، وامكانية ترتيب زيارة اسبوعية وتوكيل محامٍ للترافع عنه وعرضه على النيابة والقضاء لمحاكمتة ونيل العقوبة المقررة، حسب الجرم الذي اقترفه.
وفيما يتعلق بإضراب معتقلي بئر احمد ، أوضحت المحامية الصراري " بأنها تعد خطوة تصعيدية من قبل المعتقلين، وذلك احتجاجاً على بقائهم مدداً غير قانونية في المعتقلات دون توجيه أي تُهمٍ واضحۃٍ لهم والتحقيق معهم وعرضهم على القضاء، بينما من المفترض على الجهات التي قامت بالاعتقال أن تسارع للقيام بتلك الخطوات من تلقاء نفسها من أجل كشف المتورطين بالعمليات الإرهابية ، ونيل عقابهم وتحقيق العدالة الجنائية حتى يكونوا رادعاً لمن تسول له نفسه العبث بأمن العاصمة المؤقتة عدن أو أياً من المحافظات اليمنية الأخرى.
وتابعت الصراري ،" باعتقادي إن خطوة تصعيد الاضراب هي من حق المعتقلين وذلك للضغط نحو التسريع بالبت بقضيتهم وعرضهم على القضاء، كما يجب على النيابة التحلي بالشجاعة ومطالبة جهات الإعتقال وفق الكشوفات التي تصلها ، وكذا البلاغات التي تصلها من ذوي المعتقلين أن تتحرك سريعاً للكشف عن الإدعاءات والتحقق منها، والمطالبة بزيارة هذة المعتقلات ومعرفة احوال السجناء هناك، كما حدث تماماً في السجن المركزي بالمنصورة.
وترى الصراري " أنه يجب على جهات الاعتقال أن تثبت حسن نواياها بالسماح للمنظمة الدولية للصليب الاحمر والمنظمات الدولية المهتمة بهذا الشأن بزيارة المعتقلات والتحقق من ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان وبلاغات ذوي المعتقلين والتعرف أيضا على الأوضاع المحيطة بالمعتقلين لحين عرضهم على القضاء وتطمين الرأي العام ومنهم أهالي وذوي المعتقلين.
ذوي المخفيين والاحتجاجات المستمرة
يحرص أهالي المخفيين قسرا والمعتقلين تعسفيا لدى سجون قوات الحزام الأمني ومعسكر القوات الإماراتية في العاصمة المؤقتة عدن، على تنفيذ وقفات إحتجاجية بين الحين والآخر ، وذلك لاطلاع الرأي العام بقضية ذويهم المعلقة ، والتي لا تحتاج سوى لتنفيذ القانون لأجل حلحلتها ، حسبما يقول الأهالي.
ومنذ اليوم الأول للإضراب الذي بدأه المخفيون في سجن بئر أحمد ، حرص ذووهم على النزول للساحات وتنفيذ وقفات احتجاجية، لتكون بذلك أداة ضغط موازية تسعى لمخاطبة المنظمات الحقوقية الدولية وقبلها وزاراتي الداخلية والعدل لأجل إنصافهم والبت في قضاياهم
ومن المقرر أن تشهد الساحة المقابلة لمجلس القضاء الأعلى بمديرية خورمكسر صباح يوم غدٍ الأحد وقفة احتجاجية لأهالي المخفيين قسرا في سجن بئر أحمد، تضامناً مع ذويهم الذين سيدخل إضرابهم بحلول فجر الأحد يومه 15، دون أن يكون للحكومة الشرعية ممثلةً بوزارتي العدل والداخلية أي توضيح يعبر عن موقفها مما يجري.