[ خالد بحاح ]
يشن نائب رئيس الجمهورية السابق خالد بحاح، هجوما ضد الشرعية في اليمن بحملته التي يقوم بها عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، زادت وتيرتها مؤخرا.
واتهم بحاح اليوم الحكومة الشرعية بنهب إيرادات المشتقات النفطية في حضرموت، والتي تقدر بسبعمئة مليون دولار خلال عام واحد.
وذكر أن المبلغ الذي تم نهبه من قِبل السلطة الشرعية بالعملة اليمنية، يبلغ قرابة أربعمئة مليار ريال يمني، مؤكدا أن هذه المبالغ المنهوبة موثقة.
والسبت الماضي، هاجم بحاح رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، على خلفية تصريحات للأخير تحدث فيها عن قرار دمج القوات والتشكيلات العسكرية، التي نشأت حديثاً بولاءات وانتماءات مناطقية، واصفا إياها بأنها "غير مرغوبة" و"نزقة"، وقد تسرع بالإعلان عن المجلس العسكري الجنوبي، وهروب ما تبقى من شرعية مهترئة.
ويُوصف بحاح بقربه من دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعيق الشرعية عن أداء مهامها في جنوب البلاد، ما جعل مراقبين يعتقدون أن أبوظبي هي من تقف وراء تلك الحملة التي يشنها بحاح مؤخرا، وتأتي في إطار استمرار سيناريو إضعاف الشرعية.
وأثارت تلك التصريحات ردود أفعال غاضبة، بسبب وقوف بحاح خلف صفقة الغاز، فهو شريك في إهدار ما يقارب 200 مليار دولار كانت ستعود لصالح البلاد، وأشرف على تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع تسييل الغاز والتي تسببت في تكبيد خزينة الدولة ما يقارب 1.2مليار دولار، كموازنة إضافية، أُضيفت إلى الموازنة الرئيسية والتي كانت تقُدر بحوالي 3.8 مليار دولار.
وبسبب ذلك سيتعرض الغاز -بحسب دراسات اقتصادية وقانونية- في الحقل"18" صافر، إلى النضوب بعد أقل من عشر سنوات، نتيجة لزيادة تصدير الغاز، وتعمد شركة توتال تسويق الغاز اليمني إلى السوق الأمريكية، مع علمها المسبق بأن اليمن ستتكبد جراء ذلك ما يقارب الـ200 مليار دولار.
وتتمثل المرحلة الأولى في هذه الصفة في الاتفاقيات وتعديلاتها، والمرحلة الثانية هي المناقضة أي بيع وشراء الغاز والتوقيع اتفاقياتها والموافقة على تنفيذ المشروع.
آمال ووعود
طوال فترة الأزمة التي تشهدها اليمن، كان يرد اسم بحاح كمرشح مرتقب لتولي الرئاسة خلفا للرئيس الحالي.
واعتبر نائب رئيس تحرير صحيفة "المصدر" علي الفقيه أن تصعيد خالد بحاح ضد الشرعية بأنه يأتي في سياق تقاطعات الأداء الإقليمي في المنطقة.
وبيَّن لـ"الموقع بوست" أن بحاح كان مدعوماً من أحد أطراف التحالف العربي، وكان يهيئ نفسه لمنصب رئيس الجمهورية، بناء على الوعود التي تلقاها بنقل السلطة إليه من الرئيس عبدربه منصور هادي.
وتابع "أصيب بحاح بصدمة عندما أُقيل من منصبه، وبالرغم من ذلك لم يفقد الأمل، وظل منتظراً ويتواصل مع الجميع بغرض فرصة العودة للمشهد من جديد".
ويعمل بحاح -وفق الفقيه- ضمن منظومة تابعة لطرف إقليمي، وطالت فترة الانتظار، فبدأ يشعر بفقدان الأمل، فلجأ إلى مهاجمة الشرعية، وليس انتقاد فساد مسؤولين فيها، ليعبر بذلك عن موقف قطعي من الشرعية برمتها، وتهديدها بالطرد من العاصمة المؤقتة عدن.
ويرى أن بحاح يريد أن يلعب دور المعارضة، ويعمل على طريقة مدير شركة بما لديه من خبرات إدارية، لكنه يفتقد للحس السياسي، ولم يستطع ممارسة السياسة لا حاكماً ولا معارضاً.
واستطرد "كما أن الحكم يريد إدراك وحنكة للتعاطي مع المتناقضات، فإن المعارضة تحتاج إلى حس ومسؤولية ومنطق لنقد الفساد وتعرية مرتكبيه، وهذا ما يفتقد له بحاح الذي يمارس المعارضة فقط للنكاية والنيل من الشرعية فقط لأنه لم يعد منها، وفقد الأمل في العودة إليها".
وطالب الفقيه في ختام حديثه بحاح بالكشف عما لديه من وثائق فساد، تدين الحكومة الشرعية أو مسؤولين فيها، طالما وهو يتهمهم بنهب إيرادات النفط.
أداء هزيل
وينتمي بحاح إلى محافظة حضرموت الواقعة شرق اليمن، والتي تحتل مساحة 36% من إجمالي مساحة البلاد البالغة ٥٢٧٬٩٦٨ كم².
ويصف الإعلامي عبدالله الرازحي "بحاح" بأنه أصبح ورقة خريف تالفة في مواسم السياسة كلها، مؤكدا أن حصوله على مناصب رفيعة ليس لجدارته بقدر ما كان تقديراً من جميع القوى السياسية لمكانة حضرموت.
وأردف لـ"الموقع بوست" قائلًا "لم تحضَ حضرموت كما كل اليمن في اهتمامه بأي مساحة، حيث كرس فترة عمله للسعي في تعزيز مكانته الذاتية، وبناء شبكة إسناد مع الخارج حتى تسلم منصب نائب رئيس الجمهورية".
"غير أن طموحه الذاتي والمتهور للوصول للكرسي الأول بلا جدارة تذكر، سوى الاعتماد على دعم خارجي، مهملاً الشأن المحلي الذي فضل أن يظل فيه في منطقة رمادية والبلد في حال حرب لا تحتمل المرواغة، وفي ظرف حساس، كان محل امتعاض حتي التحالف العربي، وانتبهت له الرئاسة فقامت باستبداله"، يضيف الحرازي.
وانتقد الإعلامي اليمني فترة عمل بحاح التي لم يستغلها في تصحيح تاريخه وسجله شعبيا، خاصة أنه وصف بمهندس صفقات بيع الغاز في عهد المخلوع صالح، فضلا عن مداهنته للحوثيين.
وقال إن بحاح في أبو ظبي جثة سياسية صغيرة يحاول نفخ الروح فيها من خلال تويتر بتغريدات مناكفة، ستجلب عليه أكثر مما تجلب له، مشيرا إلى ردود الفعل الشعبية الغاضبة تجاهه لتسببه في خسارة اليمن لمليارات الدولات.
الجدير بالذكر أن بحاح تم تعيينه نائبا للرئيس عبدربه منصور هادي في أكتوبر/تشرين الأول 2014، وهو من قام بتشكيل حكومة التوافق الوطني عقب الانقلاب، وتم إقالته في أبريل/نيسان 2016.