[ وفاة المواطن اليمني مؤيد الحميري بمطار الأردن ]
أثارت صورة لشاب يمني توفي في مطار الأردن، أمس الأحد، موجة ردود واسعة لدى السياسيين والناشطين اليمنيين على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لشاب يمني مصاب بمرض فيروسي توفي في مطار عمان، نتيجة للاحتجاز التعسفي من قبل السلطات الأردنية للمريض ومرافقه لمدة يومين.
ولفظ الشاب اليمني مؤيد الحميري أنفاسه الأخيرة على بلاط الأرضية في مطار عمان، الذي كان أحد محطاته في رحلة العلاج الشاقة متوجهاً إلى الهند، حسبما ذكر ناشطون.
ولاقت صور الشاب المتوفي تعاطفاً واسعاً لا يخلو من سخط لدى اليمنيين، الذين استنكروا ما وصفوه بـ"التعامل الفوقي" من قبل الأمن الأردني مع اليمنيين دون غيرهم.
ويعاني اليمنيون كثيرا منذ انقلاب الحوثي والمخلوع صالح على الشرعية من التعامل غير اللائق في معظم المطارات العربية والأجنبة، ومن إجراءات أمنية مبالغ فيها، كما لا تخلو من إساءات أحيانا.
وطالب الناشطون الحكومة الشرعية أن تقوم بمسؤولياتها تجاه رعاياها اليمنيين، مؤكدين أن أقل واجب تقوم به هو أن تضمن لليمنيين في المطارات الأجنبية معاملتهم بإنسانية.
وكانت السفارة اليمنية بالأردن أصدرت توضيحا بخصوص وفاة المتوفي المؤي، وقالت "إن طيران الاتحاد الإماراتي رفض صعود المريض إلى الطائرة لسوء حالته الصحية ولعدم إظهار شهادة طبية تفيد أنه بإمكانه مواصلة الرحلة إلى الهند".
ضحية الخذلان
وفي السياق قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي "مؤيد الحميري مواطن يمني راح ضحية الخذلان وعدم الاكتراث، والأسوأ أنه لم يحظ بمعاملة إنسانية لائقة في الأردن، الذي يجني مئات الملايين من الدولارات من المرضى اليمنيين الذين يتوافدون بالآلاف سنوياً لتلقي العلاج في مشافي العاصمة عمَّان قبل أن ينكبوا بالحرب".
من جانبه، تساءل النائب البرلماني شوقي القاضي قائلًا "من المسؤول عن وفاة الشاب اليمني مؤيد الحميري، في مطار عمان بالأردن؟". بينما الناشطة والصحفية سامية الأغبري سخرت قائلة "المهم العلاقات اليمنية الأردنية، ليس مهما كرامة وحياة المواطن اليمني"، وأضافت "مؤيد ضحية الشرعية والسلطات الأمنية الأردنية".
من جهته علق مستشار وزير الاعلام مختار الرحبي، قائلا "أنا اليمني، يا وجع اليماني.. بلادي يا بلادي أي صمتاً"، مضيفا "هكذا أصبح حال اليمني يموت في المطارات يبحث عن مشفى يعالج فيه اوجاعه".
ظلم الأشقاء
من جهته نشر الناشط والإعلامي سليمان النواب صورا للمريض المرحوم مؤيد الحميري، وهو مرمي في صالة مطار عمان، وقال "مات في صالات المطار ورفضوا نقله للمستشفى"، مستطردا بالقول "إلى الله المشتكى من ظلم الأشقاء".
الناشط باسم العزعزي علق قائلا "أي أشقاء هؤلاء، نحن اليمنيين عائشين (نعيش) في وهم.. رموا بعلاجه للقمامة وما سمحوا له بالعبور للهند للعلاج، هذا كله لأن جنسيته يمني".
وقال العزعزي "منظر يعبر عن واقع الأردن، والمعاملات الإنسانية لليمنين، بما أن المرضى اليمنيون يرفدون الخزينة الأردنية بملايين الدولارات".
من جهته انتقد الناشط معتصم الهتاري موقف الحكومة الشرعية وتعاملاتها مع الأردن، وقال "يا حكومتنا افتحوا قنصلية الهند من أجل نستغني عن الذل للشحاتين في الأردن".
منتهى الاحتقار
عبد الرحمن العريفي ناشطي يمني قال "إن أوسخ مكان على كوكب الأرض تطأه قدم يمني بعد الحرب هو الأردن وخصوصا للمسافرين المضطرين للهبوط في مطارات الأردن ترانزيت"، مضيفا "في الأردن يعامل اليمني بمنتهى الاحتقار لسبب وحيد هو أنه يمني".
موقف ضبابي
الصحفي محمد الشبيري قال "لا تكاد تجد طالباً يمنياً، أو مواطناً، زار الأردن إلا وتعرض للمساءلة من قبل أجهزة الأمن دون أي جريرة سوى أنه يمني".
وأضاف الشبيري "وفقاً لشهادات المئات، فإن الأجهزة الأردنية توجه إليهم أسئلة عن أسماء أشخاص في اليمن، قد تكون من مناطق سكنى هؤلاء الطلاب أو المواطنين، تدعي أن لهم علاقة بالارهاب وما شابه".
وتابع الشبيري قائلا "الأسوأ من هذا، أن بعض الطلاب اليمنيين يُعرض عليه بعد المساءلة أن يتحول إلى (مُخْبِر) عند هذه الأجهزة"، مستطردا بالقول "وليس فقط الطلاب، بل إن شخصيات كبيرة تعرضت للاستدعاء نتيجة بلاغات كيدية تأتي من اليمن".
وقال "موقف الأردن ضبابي فيما يخص الحكومة الشرعية، على الرغم أنه يزعم بوقوفه مع التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ ثلاث سنوات".