[ يروج الحوثيون لخرافاتهم كالاصطفاء السلالي والولاية ]
أكد زعيم حركة الحوثيين، عبدالملك الحوثي، على خيار ما أسماه "المضي على مبادئ الإمام الحسين"، مُعتبرا "الموقف الحسيني المبدئي الأخلاقي، هو الذي يحمينا كشعوب من خطر أمريكا وإسرائيل وامتداداتهما".
وذكر أن الإمام الحسين لم يكن مجرد ثائر عادي، بل كان البقية الباقية من أهل بيت النبوة، وقام بثورته من موقع القدوة والهداية، بحسب وكالة "فارس" الإيرانية.
وأثارت تلك التصريحات انتقادات واسعة من قبِل مناوئي الحركة الحوثية، الذين يتهمون الحوثيين بتزييف الوقائع، واستغلال جهل الناس باستخدامهم للنصوص الدينية بما يخدم خرافاتهم وأهدافهم.
ويُروج الحوثيون عبر وسائل الإعلام التابعة لهم، ومؤخرا عبر الكتب المدرسية التي قاموا بتعديلها، لخرافاتهم كالاصطفاء السلالي، والانتساب السلالي، والولاية، بغرض الوصول للحكم الذي يطمحون له.
مشروع رجعي
ومنذ انقلاب سبتمبر/أيلول 2014، والحوثيون يعملون على إحياء مناسبات متصلة بالمذهب الشيعي، كيوم الغدير الذي تجري خلاله الكثير من الطقوس خاصة في دولة العراق وإيران.
وفي هذا الإطار اعتبر الكاتب الصحفي سمير الصلاحي حديث الحوثي حول مضيه على مبادئ الإمام الحسين، بأنه إعلان واضح عن مشروعه الهادف للعودة بالحكم الإمامي الرجعي بثوبه الخميني الجديد.
كما أنها تؤكد - وفق الصلاحي الذي صرح لـ"الموقع بوست"- عن مدى التُقية السياسية التي مارستها ميليشيا الحوثي، حتى حققت هدفها بالسيطرة على العاصمة صنعاء، والانقلاب على الشرعية والدولة.
وقال إن اليمنيين باتوا اليوم وبعد ثلاثة أعوام من الانقلاب، على قناعة كاملة بكارثية المشروع الحوثي، وبالتالي لا تلقى خرافاتهم أذانا صاغية.
واستدرك "لكن مالم تحقق الشرعية تقدما عسكريا حقيقيا نحو العاصمة صنعاء يربك مخططات الحوثي، ويجعله يلملم قواته وتحركاته باتجاه صعدة، فإن المشروع الحوثي قادر على تفكيك الأفكار المجتمعية، واستبدالها بخزعبلاته، خصوصا في عقول النشء"، محذرا من العواقب الكارثية لذلك على المجتمع ككل.
وطالب بعدم السماح بتوزيع المناهج التي تم تعديلها بعناية العنصري يحيى الحوثي، والعمل على أن تصل المناهج التي طبعتها منظمة اليونسيف وتم توزيع جزء منها في المناطق المحررة. وأكد أن الأمر مرتبط كليا بالقضاء على الحوثي، لأن نسبة الأمية مرتفعة جدا في صفوف المجتمع، ما يجعل الجميع عُرضة للمشروع الحوثي الطائفي المدمر.
الارتباط بإيران
عملت إيران على دعم الحركة الحوثية منذ بداية نشأتها في تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، ويوجد في الحوزات أكثر من ألف طالب يمني لديها ينتمون لتلك المليشيا.
ويرى الكاتب الصحافي متولي محمود، أن عبدالملك الحوثي يريد إيصال رسالة ولاء لمن مكنوه في اليمن، ونصبوه كوالٍ على العاصمة العربية الرابعة التي لطالما تغنوا بسقوطها في قبضتهم (في إشارة إلى إيران).
وأضاف لـ"الموقع بوست" أن الحوثيين يعملون بشكل دؤوب على تجريف الهوية اليمنية عبر فرض خطباء موالين لهم، وتدريب آخرين لفرض النهج التشيعي المتبع.
وتابع "يعمل الحوثيون دون كلل لفرض منهجهم، أو كما يملى عليهم ذلك، ولديهم أهداف معينة، ويدفعون بسخاء نحو تحقيقها، بعكس الحكومة الشرعية ومن خلفها التحالف العربي الذين هي تقريبا بلا هدف".
ويعتقد متولي أن الوضع الاقتصادي القائم لمعظم الأسر اليمنية جعلها تتماشى مع التيار الذي فرضه الحوثيون، لافتا إلى أن البعض لا مشكلة لديهم في الدين، والهوية، وكل ما يهمهم هو أن يعيشوا، وخلافا لكثيرين ينساقون خلف التشيع، بالترغيب والترهيب.
يُذكر أن الحوثيين الذين ينتمون للتيار الشيعي، يحيون عاشوراء سنويا (العاشر من محرم)، وهي ذكرى مقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد من ابنته فاطمة، في معركة كربلاء بالعراق.