[ قوات من التحالف العربي في عدن - أرشيفية ]
تمكنت القوات الحكومية والمقاومة الجنوبية، وبغطاء جوي من طائرات التحالف، من السيطرة على "معسكر خالد" غرب تعز.
وقالت مصادر عسكرية جنوبية إن قواتها أحكمت السيطرة على المعسكر بعد حصار دام لأيام، لتصل المعارك إلى مفرق المخا القريب من منطقة البرح.
وكانت هذه القوات قد حررت مدينة المخا الساحلية قبل أشهر، لكنها توقفت على تخوم معسكر خالد الإستراتيجي، لتستأنف المعارك مطلع الأسبوع الحالي.
في ذات السياق، أطلقت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح مطلع الأسبوع الماضي صاروخا باليستيا صوب المملكة السعودية، قيل إنه استهدف منطقة ينبع النفطية.
السلطات السعودية بدورها أرجعت الحريق الذي نشب هناك إلى انفجار مولد كهربائي، والذي اعتبر كرد على ادعاءات الحوثيين.
لكن شبكة CNN الأمريكية نقلت عن مسؤولين في البنتاجون قولهم إن مليشيا الحوثي أطلقت صاروخا من طراز سكود من صعدة شمالي اليمن باتجاه ينبع، واعتبر المسؤولون أن هذا المقذوف الحوثي يعد الأكثر توغلا في الأراضي السعودية منذ بداية الحرب.
ويرى مراقبون أن تحرك جبهة المخا بعد ركود طويل هو رد على إطلاق الانقلابيين صواريخ على السعودية مجددا، بعد مؤشرات لذهاب السعودية والإمارات لتسوية سياسية في اليمن.
توقف للجبهات
لم تكن جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء وحدها التي تم إيقافها بقرار سياسي، فقد توقفت بعدها جبهة صرواح وصعدة وميدي تباعا، حتى جبهات تعز المتقدة تم توقيفها هي الأخرى.
لم يكن التحالف العربي ليخفق في اليمن، لو أنه حدد الهدف بدقة، وترك جانبا الحسابات الجانبية والفوبيا الغير مبررة، والتي تعني بجلاء بقاء الانقلاب ردحا من الزمن.
اقرأ ايضا: ثلاثة أخطاء يستغلها الانقلابيون في اليمن لإطالة أمد الحرب
لو أن أجندات دول التحالف متناغمة وبهدف واحد هو إنهاء الانقلاب، لكانت الأمور جرت بسلاسة، ولكانت وتيرة استعادة المدن بذات الكيفية التي جرى فيها استعادة المناطق الجنوبية الشاسعة، لكن المطامع التي ظهرت جليا في الجزر وسواحل الجنوب، ودعم الجماعات المسلحة، جعلت الجميع يوقن أن الهدف خلاف إعادة الشرعية.
ترامب وتحول الموقف السعودي
لقد بدت السياسة السعودية، ومع بداية فترة الملك سلمان، مغايرة والتي كانت إحدى نتائجها "عاصفة الحزم" بعد أن أوصلت سياسة سابقه الوضع في اليمن إلى ما هو عليه.
لكن وبعد عامين، عادت المملكة السعودية إلى سياستها السابقة المتوافقة مع وجهة النظر الإماراتية، والتي أخذت على عاتقها تفتيت المنظومة العربية نكاية بالربيع العربي، والذي لا تعتبره سوى ربيعا إخوانيا.
لم تكن وجهة نظر الإمارات لوحدها، بل هي وجهة نظر ترامب أيضا، والذي فضل التعامل مع محمد بن سلمان بتوصية من الأولى، والضغط على الملك وولي عهده للتنحي.
تركت السعودية الحبل للجانب الإماراتي، الذي انحاز عن الهدف الأسمى للتحالف، واتجه صوب الجزر البعيدة للاستثمار وتشييد القواعد العسكرية، بينما توقف تحرير المدن من قبضة المليشيات إلى أجل غير مسمى.
اللدغ من جحر عشرون مرة
مجددا تسعى السعودية لوضع يدها في يد المخلوع صالح، بعد سجل حافل بالخيانات، لم يكن آخرها تسليم اليمن لمليشيا الحوثي الموالية لإيران.
استطاعت الإمارات إقناع الملك العشريني الجديد أن الكارثة لا تكمن في جماعة الحوثيين ولا بالمخلوع صالح، إنما في تحرير اليمن منهما، فقد استطاعت الإمارات صناعة جماعات دينية متشددة في الجنوب بدلا من الجيش، لكنها متعثرة في صناعتها في الشمال، ومسألة تحرير المدن الشمالية سيكون كارثيا.
صحيفة "العربي الجديد" اللندنية قالت إن الإمارات قامت باستقدام خبراء عسكريين عراقيين من حزب البعث المنحل، للقيام بأعمال تدريب لأفراد في المناطق الجنوبية، ليس من ضمنها قوات الجيش الحكومية طبعا، الأمر الذي جعل مراقبين يوقنون أن عمليات التحالف العربي انحرفت عن مسارها، ليبقى اليمنيون عالقون بين الانقلاب وأجندات التحالف التي صنعها بإتقان "إطالة أمد الحرب".