[ تصاعدت حالات الحوادث الأمنية في الضالع بشكل لافت ]
بشكل مضطرد تزايدت الحوادث الامنية والتفجيرات وعمليات الاغتيال لقيادات في المقاومة والجيش والأمن، في محافظة الضالع المحررة جنوبي اليمن.
خلال أقل من شهر تم رصد عمليات إرهابية استهدفت مقرات للجيش والأمن، أودت بحياة أكثر من 4 من المواطنين ورجال الأمن وجرح أكثر من عشرين اخرين.
بروز العمليات الارهابية ومحاولات الاغتيال التي لم تكن تعهدها الضالع، أدى لإثارة أكثر من علامات استفهام واثار التساؤلات، لماذا هذا التوقيت، وممن يقف خلفها؟
مريس .. فتنة وأدت في مهدها
في جبهة مريس كادت حادثة قتل تمت بطريقة بشعة أن تؤدي إلى فتنه، كانت بالتأكيد ستلقي بضلالها على وضع الجبهة التي تخوض المعارك مع المليشيات الإنقلابية للعام الثالث على التوالي.
حيث كان المواطن محمد ماد المحتجز في سجن الجيش بمريس بمعية أخيه المتهم بقتل مواطن اخر، يتلقى علاجه بحراسته جنود من الجيش، في أحد مشافي مريس، ليقوم مجموعه من أهالي القتيل باقتحام المشفى وقتله بالرصاص الحي.
الحادثة التي لقيت استنكارا واسعا استطاعت قيادة الجيش والعقلاء احتوائها.
مراقبون عدو الحادثة في سياق حوادث أخرى يراد من خلالها شق صف المقاومة بمريس واستهداف الجبهة الصامدة منذ أكثر من عامين.
حمك: محاولات إغتيال وعبوات ناسفة
وفي جبهة حمك غرب الضالع شهدت الجبهة تصعيدا خطيرا في الجانب الأمني، تزامن مع قيام المليشيات بعدة هجومات لمحاولة التقدم، تمكنت قوات الجيش مسنودا بالمقاومة من صدها.
مطلع الأسبوع في حادث عدة مراقبون تصعيدا خطير يستهدف ضرب المقاومة، تعرض القيادي في المقاومة عرفات الحالمي لمحاولة إغتيال بالرصاص الحي نفذها مسلحون مجهولون في منطقة شذان بالعود، غرب قعطبة، واصيب بجروح متفاوتة نقل على اثرها الى احد مشافي عدن.
إقرأ أيضا: عامان على تحرير الضالع.. ملفات عالقة وحرب مستمرة ومستقبل مجهول
وفي السياق تعرض مقر اللواء ٣٠ مدرع المرابط في جبهة حمك لتفجيرات بالعبوات الناسفة، استهدفت مقريه في حبيل السماعي والمؤسسة الاقتصادية بمدينة قعطبة.
التفجير الذي تعرض له مقر اللواء وسط مدينة قعطبة مطلع الاسبوع، كان هو الأعنف ،اذ لقيت طفلة مصرعها فيه اصيب تسعة آخرون بينهم عددا من جنود اللواء.
الضالع سلسلة انفجارات واستهداف قسم شرطة
مديرية الضالع بدورها تصاعدت فيها الحوادث الأمنية، إذ شهدت سلسلة انفجارات، منذ مطلع الشهر، فيما لم توضح الأجهزة الأمنية أو تعلق على عدة انفجارات كان يسمع دويها في مديرية الضالع، إلا أن اقوال المواطنين تضاربت بين التأكيد على أنها تفجير لبقايا متفجرات من مخلفات حرب المليشيات على الضالع، وبين الغام وعبوات ناسفة يقوم بها مجهولون.
مطلع الأسبوع الفائت أفاقت الضالع على حادثة تفجير إرهابية بعبوة ناسفة استهدفت مقر شرطة الوبح شمال الضالع.
التفجير أدى لاستشهاد جنديين من قسم الشرطة وإصابة ثلاثة آخرين بينهم مدير شرطة الوبح.
الحادثة الابرز كانت ما أعلنت عنه شرطة الضالع، عن تعرض مدير الامن بالمحافظة العميد عبيد ثوبة لمحاولة إغتيال، من قبل نقطة السيلة الواقعة شمال مدينة الضالع، وقالت شرطة الضالع حينها أن 5 من مرافقي مدير الأمن أصيبوا في تلك الحادثة.
ردود الفعل
تصاعد اعمال العنف والعمليات الإرهابية استدعت مكونات المقاومة والمنظمات والأحزاب السياسية لإدانة العمليات، ودعوة السلطات الأمنية للقيام بدورها.
موقف سياسي
حزب الإصلاح في محافظة الضالع أدان في بيان له تلقى "الموقع بوست" نسخة منه إدانته وبأشد عبارات الإدانة الاستنكار التفجيرات التي وقعت خلال أيام شهر رمضان المبارك و التي خلفت شهداء من المواطنين ورجال الأمن.
وأكد إصلاح الضالع أن هذه "الأعمال تهدف إلى إقلاق السكينة العامة واستهداف الأمن والاستقرار في المديريات المحررة في هذه المحافظة الصامدة التي كان لها شرف السبق في طرد المليشيات الانقلابية ."
كما أن هذه الأعمال لا تخدم سوى المليشيات الإنقلابية التي لا يطيب لها العيش إلا على الدمار والخراب وآﻵم المواطنين.
وطالب الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية القيام بدورها في كشف الجناة وتقديمهم للعدالة، وتثبيت الأمن والإستقرار.
تشكيل غرفة عمليات مشتركة
ازدياد الحوادث الإرهابية استدعت قيادة السلطة المحلية بالمحافظة لعقد اجتماع عاجل، وفي الاجتماع الذي ترأسه محافظ محافظة الضالع فضل محمد الجعدي -الثلاثاء الفائت- مع اللجنة الأمنية بالمحافظة، اقر تشكيل غرفة عمليات مشتركة من الجيش والامن برئاسة محافظ المحافظة ورفع النقاط الامنية المستحدثة، وترقيم باقي الأسماء من اصحاب البطائق البيضاء في اللواء 33 مدرع، ومراقبة الجهات الداعمة لأعمال الفوضى في المحافظة وبحث الحلول السلمية معها قبل التدخل الرادع للدولة.
محافظ الضالع: عدة أطراف تحاول تطويع المحافظة
من جهته قال محافظ الضالع فضل الجعدي أن محاولة إغتيال مدير أمن المحافظة، وتفجير عبوات ناسفة في الوبح وقعطبة، أعمال إجرامية يقف خلفها خصوم الضالع ممن تأثروا من النصر التي حققته على ميليشيات الحوثي وصالح.
وأضاف الجعدي أن من قام بها عدة أطراف تحاول جاهدة تطويع الضالع، لصالح مشاريعها الخاصة.
إقرأ أيضا: العيد في الضالع.. ضيف ثقيل في محافظة فقيرة
وانتقد المحافظ الجهات العليا المسئولة نتيجة تقصيرها الكبير في دعم المؤسستين العسكرية والأمنية في المحافظة، مشيرا الى ان المحافظة مر على تحريرها أكثر من عامين فيما تعاني المؤسستين من إهمال كبير وعدم تفعيل دورهما المهم، الامر الذي شجع الخارجين على القانون على افتعال الكثير من المشاكل التي أساءت كثيراً للتاريخ النضالي الماجد لأبناء المحافظة.
استغلال عدم وجود مؤسسات أمنية كفؤة
د.فضل محسن ناجي الامين العام للمجلس الأهلي محافظة الضالع قال لـ"الموقع بوست" أن الاختلالات الامنية في الضالع تخدم المليشيات الانقلابية.
وأضاف د.فضل "أن مايجري اليوم من أختلالات امنية في محافظة الضالع، يراد به زعزعة الامن والاستقرار في المناطق المحررة مستغلة عدم وجود مؤسسات أمنية ذات كفاءة، ويرى أن ذلك أتاح لأصحاب النفوس الضعيفة مهاجمة ماتبقى من شكل المؤسسة الأمنية".
وتوجه أمين عام المجلس الاهلي بالدعوة لمحافظ المحافظة وقيادة المؤسسات العسكرية والامنية، بسرعة الارتقاء بالمؤسسة الامنية، وصولا بها للعودة إلى وضعها الطبيعي، حتى تستطيع القيام بمهامها على أكمل وجه، داعيا أجهزة الأمن للقيام بدورها في ملاحقة المجرمين الى اوكارهم وتقديمهم للعدالة.
كما وجه الدعوة للأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية الحية من مشائخ وشخصيات اجتماعية وخطباء مساجد وكل أبناء محافظة الضالع، الغيورين على أمن واستقرار المحافظة، لإدانة تلك الظواهر الاجرامية، والوقوف بقوة وحزم وفضحها امام الرأي العام في المحافظة.
صراع مليشاوي
إبراهيم علي ناجي ـ مدير تحرير موقع عدن بوست ـ قال أن الاختلالات الامنية في الضالع وغيرها من المدن الجنوبية المحررة، نتاج غياب دور الامن والجيش الذي يفترض ان يكون محور ولاء لهذه المجاميع المسلحة والتي انشأت في فترة ما بعد الحرب.
وأضاف إبراهيم في حديثه لـ "الموقع بوست" غياب الأمن الرسمي والجيش والتسيب الاداري تسبب بانتشار مثل هذه الظواهر، كاحداث عابرة في صراع هذه المجاميع المليشياوية مع بعضها أو في اطار صراعها مع الامن ذاته.
ويشدد إبراهيم على أن الضالع المحافظة الوحيدة الطاردة لأي فكر ديني متطرف، رغم وجود مختلف التيارات الدينية ،ولذلك مختلف الاحداث ناتجة عن صراع مليشياوي او احداث عابرة استغل فاعلوها غياب الدولة والسلطة المحلية،لاسيما وسلطتها ومقاومتها وقفت عاجزة عن اعادة تطبيع الحياة الأمنية والمدنية لسابق عهدها قبل حرب الاجتياح الحوثية على حد قوله.