[ أمريكا قصفت قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا بـ59 صاروخا ]
نفذت بوارج حربية أمريكية، ليلة أمس، ضربات صاروخية عدة على قاعدة جوية تابعة للنظام السوري، بالقرب من حمص.
وقالت وسائل إعلام أمريكية إن بارجتين أمريكيتين أطلقتا أكثر من 50 صاروخ توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية، المسؤولة عن تنفيذ الهجوم الكيميائي على حي خان شيخون في ريف إدلب.
جاءت هذه الضربات بعد إدانة رسمية أمريكية على خلفية استهداف قوات الأسد لمدنيين في خان شيخون بغاز أعصاب كيميائي.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال قبل الضربة إن أمرا ما يجب أن يحدث مع الأسد بعد الهجوم الكيميائي في خان شيخون.
وأضاف لصحفيين أن ما جرى في سوريا عار على جبين الإنسانية وهو أمر مروع، وأن الأسد يدير الأمور في سوريا، ولذا فإن أمرا ما يجب أن يحدث.
في وقت سابق، أوردت وسائل إعلامية أمريكية أن ترامب بصدد التشاور مع أعضاء الكونجرس بشأن احتمال استهداف عسكري وشيك للنظام السوري.
وكانت طائرات النظام السوري قد نفذت، مطلع الأسبوع الجاري، غارات على خان شيخون، استخدمت فيها أسلحة كيميائية، راح ضحيتها مئات من السوريين بين قتيل ومصاب، معظمهم من الأطفال.
ولاقت الجريمة استهجانا شعبيا وعالميا واسعا، أعاد إلى الواجهة مسؤولية العالم الأخلاقية في إنهاء معاناة الشعب السوري المستمرة لست سنوات.
وفي أول ردة فعل له، قال الكرملين الروسي إن الضربات الأمركية على قاعدة الشعيرات لصالح تنظيم الدولة وجبهة النصرة، وأضاف "سنعزز الدفاعات الجوية السورية بعد الضربة الأمريكية".
كما دعت روسيا لعقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن لمناقشة الضربات الأمريكية على النظام السوري.
لماذا تتخلص أمريكا من الأسد؟
الصحفي السوري فيصل القاسم يتساءل: "لماذا تتخلص أمريكا من رئيس حقق لإسرائيل كل ما تتمناه في سوريا؟".
وأضاف القاسم على فيسبوك: "لقد حقق تهجير نصف الشعب السوري، تدمير الجيش السوري، تدمير البنية التحتية لسوريا، تدمير مصادر الثروة السورية، تدمير المدارس والمشافي والمصانع السورية".
وتابع السرد: "تدمير الأراضي الزراعية السورية وتسميمها لمئات السنين، القضاء على خيرة شباب سوريا، طرد كل الاستثمارات ورؤوس الأموال، وإعادة سوريا خمسين عاماً إلى الوراء".
وأردف: "ثم يأتي بعض الأغبياء ويقول لماذا تحمي أمريكا وإسرائيل النظام السوري، كان يجب على إسرائيل أن تبني له تماثيل من ذهب في كل مدينة إسرائيلية على خدماته الجليلة".
أنا هنا
فيصل المجيدي، محام ومستشار قانوني يقول: " يبدو لي أن أمريكا لن تزيد على هذه الرسالة والضربات".
وأضاف المجيدي: "بمعنى آخر، لن تتعدى الضربات إلى عملية عسكرية تسقط الأسد أو تواجه فيها روسيا".
وتابع: "لكنها ستعطي رسالة للأسد بأن الولايات المتحدة موجودة، ولروسيا بأنها لم تعد اللاعب الوحيد في سوريا".
واستطرد: "رسالة الصواريخ هدفها أن يقول ترمب أنا هنا، أنا أختلف عن أوباما، لكن لن يتعدى أكثر من ذلك".
ما قبل الضربة ليس كما بعدها
الكاتب الصحفي فتحي أبو النصر يرى أن "ماقبل الضربة ليس كما بعدها، كل واحد في سوريا سيعيد حساباته، بل كل واحد في المنطقة برمتها".
وأضاف فتحي في صفحته على فيسبوك: "الأسد متوحش، بوتين متوحش، وترامب متوحش أيضا".
وتابع: "لقد اتفق بوتين وترامب على طي صفحة الأسد، مالم فتمزيقها وبس، اللي بعده".
واستطرد: "الأنظمة الحقيرة هي من أوصلتنا لهذه الأوضاع، لأنها رفضت الإصلاحات والتغيير، كما رفضت المغادرة".