[ مئات العسكريين في عدن يواصلون إضرابا مفتوحا للمطالبة بصرف رواتبهم - الموقع بوست ]
يعتصم المئات من أفراد القوات المسلحة والأمن، يتقدمهم منتسبو القوات الجوية وألوية الصواريخ، أمام منزل رئيس لجنة صرف مرتبات منتسبي المنطقة العسكرية الرابعة أحمد الميسري، بمنطقة ريمي في مديرية المنصورة، للأسبوع الثاني على التوالي، للمطالبة بصرف مرتباتهم المعلقة منذ ثلاثة أشهر.
وسبقت خطوة نصب الخيام وإعلان الاعتصام المفتوح، عشرات التظاهرات الاحتجاجية التي قام بها مئات الجنود من مختلف التشكيلات العسكرية، إلا أنها لم تفلح في الإفراج عن المرتبات المعلقة، والتي تسببت في تدهور الأوضاع المعيشية للجنود.
وكان لموقف أحد الطيارين والذي يحمل رتبة عقيد، عندما قام بارتداء بزته الرسمية وحمل مكنسة، ليبدأ بعدها بكنس الواجهة الأمامية لمنزل رئيس لجنة صرف المرتبات أحمد الميسري، في محاولة لاستجدائه وإظهار مدى الحالة المزرية التي وصل إليها منتسبو القوات المسلحة والأمن وفي مقدمتهم صقور الجو، أثرا بالغا على زملائه الذين أعلنوا البدء في اعتصام مفتوح، في حين لم يؤثر الموقف بتاتا على رئيس لجنة صرف المرتبات أحمد الميسري.
وفي الوقت ذاته، يمتنع وزير الزراعة رئيس لجنة صرف مرتبات منتسبي المنطقة العسكرية الرابعة أحمد الميسري، عن الإدلاء بأي تصريحات أو توضيحات حول مرتبات المئات من الجنود إن لم يكونوا بآلالاف، والتي لم يتسلموها منذ 3 أشهر.
كوادر سلاح الجو وألوية الصواريخ بدون مرتبات
العشرات من كوادر القوات الجوية والدفاع الجوي وألوية الصواريخ، تقدموا الاعتصام المفتوح ونصبوا أول خيمة في كورنيش ريمي المقابل لمنزل رئيس لجنة صرف مرتبات منتسبي المنطقة العسكرية الرابعة أحمد الميسري.
ويشكو منتسبو القوات المسلحة والأمن مما أسموه بمماطلة لجنة صرف المرتبات ومحاولاتها الالتفاف على حقوقهم، فقد كان آخر راتب تصرفه اللجنة هو مرتب شهر ديسمبر.
وفي سياق ذلك، يقول العميد طيار صالح العبدلي "باتت عائلاتنا مهددة بالجوع، ونحن لا نطالب سوى بحقنا الشرعي والقانوني، والذي تحاول لجنة صرف المرتبات الالتفاف عليه".
ويمضي العميد العبدلي في سرد معاناة زملائه قائلا "وصل الحال عند بعض زملائنا الجنود إلى أن يلجؤو للشحذ من الناس، وانتظار ما يبقونه على سفرات المطاعم، بعد أن كانوا كوادر وطنية تلقت تدريبها في الخارج".
ويضيف العميد العبدلي -في حديثه لـ"الموقع بوست"- أن أكثر من 168 فردا ممن ينتسبون للواء السادس صواريخ لم تسلم لهم مرتبات شهر نوفمبر حتى اليوم، دون أن تكلف اللجنة نفسها بإيجاد حلول لهم، بالرغم من المذكرات المرفوعة لهم.
وأضاف "لدينا من الكوادر في القوات الجوية وألوية الصواريخ ما يمكننا من القيام بجزء كبير من مهام التحالف العربي، في حال وجدت نية صادقة من الحكومة الشرعية".
وأشار إلى أن لجنة صرف المرتبات قامت بصرف مرتب شهر نوفمبر ومن ثم توقفت لأكثر من 3 أشهر لتقوم بعدها بصرف مرتب شهر ديسمبر، متسائلا عن مصير مرتبات أشهر يناير وفبراير ومارس، مستدركاً بأن آلية الصرف التي تعمل بها لجنة صرف مرتبات المنطقة الرابعة تسعى لدفع مرتب واحد كل أربعة أشهر.
ولفت إلى أن خطوة الاعتصام المفتوح، تعد خطوة ما قبل الانفجار، مؤكدا بأن أفراد القوات المسلحة والأمن لن يطول صبرهم تجاه من يتسبب في تجويع أطفالهم وعائلاتهم.
ذل وحرمان
يجلس الجندي الهزيل خالد سعيد حاملا أوراقه الثبوتية وملفه الذي يثبت انتماؤه لقوات الأمن منذ العام 1988، إلى جانب المئات من زملائه في الاعتصام المفتوح أمام منزل رئيس لجنة صرف المرتبات.
يقول الجندي خالد "لم أترك لجنة فرعية إلا وقابلتها لكن ردهم كان موحدا: اسمك غير موجود في الكشوفات"، أما مقابلة المسؤولين فيقول خالد بأنها من سابع المستحيلات.
ويتابع خالد حديثه لـ"الموقع بوست" بصعوبة بالغة، فهو يقضي 15 ساعة في اليوم الواحد يتابع مراكز لجان صرف المرتبات، حاملا معه أكواما من الأوراق والمذكرات الرسمية، وقال "يتم إذلالنا وإهانتنا بشكل يومي من قبل من يفترض بهم أن يخدمونا".
ويذكر "أنا والمئات من زملائي لا نطالب بصدقة أو مكرمة، إنما نطالب برواتبنا"، لافتا إلى وضعه المعيشي المتدهور عقب توقف مرتبه، حيث لم يعد قادرا على توفير أكثر من وجبة واحدة لأسرته المكونة من 7 أفراد.