[ حفل الذكرى الأولى لتحرير معبر الدحي - تعز ]
أحيت السلطة المحلية وقيادة الجيش الوطني، اليوم السبت، الذكرى الأولى لفك الحصار جزئيا عن تعز وتحرير مديرية المسراخ جنوبي المدينة.
وقال القائمون على الحفل الجماهيري، الذي حضره وكيل المحافظة وقيادات رفيعة في الجيش الوطني، إنه أقيم بمناسبة مرور عام على فك الحصار عن تعز.
وأشادت قيادات الجيش الوطني بتضحيات الأبطال الذين كان لهم الدور الأبرز في تخفيف المعاناة عن أبناء مدينتهم.
وكانت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح قد استحدثت معبرا في منطقة "الدحي" مانعة أبناء المدينة من الدخول والخروج، فضلا عن منع مرور المواد الغذائية والطبية.
وبعد أشهر من المعاناة والحرمان، تمكنت قوات الجيش الوطني مدعومة بالمقاومة الشعبية من تحرير مناطق شاسعة في الجبهة الغربية، وصولا إلى خط الضباب.
أبناء تعز يتمنون، في هذه الذكرى، أن تتكرر انتصارات الجيش الوطني بتحرير باقي أجزاء المحافظة من قبضة المليشيات، وطي صفحة من البؤس والدمار.
فرحة عارمة
كان الفرح يجتاح أرواح أبناء المدينة المُرهقة. لحظات نشوة لم يخبرها أحد من ذي قبل.
كان الجميع يتحدثون عن ملاحم المقاومة، حتى المتحوثين انقلبوا على أعقابهم، مرحبين ومهللين.
بدت تعز وكأنها تتنفس مقاومة من كل أزقتها. المساجد تصدح بالتكبيرات، الأطفال يتسابقون لسقاية المقاومين. حتى النساء يزغردن من نوافذ البيوت، ويوزعن الكعك والعصائر على الأبطال.
معبر الدحي
وقال أحمد الباشا (مصور فوتوغرافي) "في صباح مثل هذا اليوم، كنت أول من يصل إلى معبر الدحي لتوثيق معارك فتح المعبر والتقدم إلى جامعة تعز، ومن ثم الجبهة الغربية بالكامل".
وأضاف الباشا "كان أول من التقيت به هو صديقي سلطان الديماني الذي كان لا يزال ساهرا منذ الليل في مترسه، للحفاظ على المواقع التي سيطروا عليها".
ملحمة تاريخية نأمل تكرارها
ويتابع المصور أحمد الباشا القول: "حاولت إقناع صديقي سلطان للذهاب إلى النوم، لكنه أصر إلا أن يواصل القتال حتى لا تثبط العزائم وتقل الهمم، وأخذنا بالتجول في المناطق المحررة وسط مزارع من الألغام نتبادل الوصايا فيما لو جرى لأحدنا شيء".
وتابع "منذ ذلك الحين، بدأت المعركة، وتواصلت بوتيرة عالية، ولم أعد إلى منزلي إلا وقد تحررت الجبهة الغربية بالكامل، ومن الله علينا بالنصر العظيم".
واستطرد "في مثل هذا اليوم، كانت نار على رؤوس الظلمة الحوثيين، الذي أذلوا المدنيين في معبر الدحي، فأذلهم الله في معركة للتاريخ، هل تتكرر ونستكمل ما تبقى من مدينة تعز؟!"
طريق طالوق الوعرة
"كانت تعز تعاني ويلات حصار غاشم قل أن تجد له مثيلا، منع دخول كل شيء إلى المدينة، حتى الماء".
وقال الناشط معتز الشرجبي "لقد اضطر أبناء تعز لاستحداث طرق بديلة عبر الجبال الوعرة من أجل توفير جزء من احتياجاتهم الغذائية والطبية".
وأضاف الشرجبي لـ"الموقع بوست": "نحن في قافلة الضمير كان لنا محاولة لكسر الحصار وإيصال رسالة شباب تعز للعالم، لكن القافلة تعرضت للقمع من قبل الحوثيين، واضطرينا لعبور سلسلة جبلية وعرة (طالوق) من أجل إيصال محتويات القافلة".
وتابع "بعدها بشهر واحد، كان لي شرف مشاركة الأبطال في كسر الحصار، وذلك من خلال تغطيتي لأحداث الهجوم من جبهة الضباب نحو المدنية، تلك المشاركة كانت مختلفة تماما، حيث كنت أرى كل آمال أبناء تعز، معاناته، أوجاعهم تتلاشى، بمجرد اقتحام نقطة الهنجر وسماع صدى تكبيرات الابطال في بير باشا".
وحدة صف المقاومة
صلاح عفيف (إعلامي في قيادة محور تعز)، يرى أن السمة الأبرز في معركة كسر الحصار جزئيا عن المدينة هي "توحد فصائل المقاومة الشعبية في مواجهة المليشيات الانقلابية".
وأضاف صلاح في تصريح لـ"الموقع بوست": "لعل من أهم عوامل النصر وكسر الحصار عن تعز هو التناغم الرهيب والتنسيق الذي صنعته جميع الفصائل، كما لو كانوا جيشا نظاميا".
وتابع "مثّلت تبك الوحدة نصرا معنويا كبيرا في صفوف مقاتلي المقاومة، ورهبة كبيرة في نفوس مقاتلي الحوثي والمخلوع مما جعل مواقعم تتهاوى على نحو متسارع".
وأردف "كما لا يجب أن ننسى الدور الكبير للخطاب الإعلامي الموحد والمتناغم، والرامي فقط إلى شد صفوف المقاتلين، وبالتالي تحقيق الهدف المتمثل في فك الحصار".