[ يرى محللون أن مشروع الحوثيين هو الفوضى والإرهاب ]
برزت طوال الفترة الماضية دعوات عدة من قبل بعض المسؤولين اليمنيين، لتصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية على غرار عديد من التنظيمات التي تم إدراجها في تلك القائمة كداعش والقاعدة.
وتجسدت تلك الدعوات التي بدأت تتحول مؤخرا إلى مطلب شعبي، بطلب رسمي تقدمت به الحكومة اليمنية، منتصف الشهر الجاري، إلى الأمم المتحدة.
جاء ذلك في رسالة وجهها مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني، إلى الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، طالبت الحكومة فيها بتنصيف الحوثيين كجماعة إرهابية.
واتهم اليماني في رسالته إيران بالتدخل في بلاده للتأثير على السلم والأمن والاستقرار في المنطقة وتمويل الحوثيين ودعمهم إستراتيجيا وعسكريا، مؤكدا استمرارها في إرهاب الممرات الدولية جنوب البحر الأحمر وباب المندب.
وينظر بعض المتابعين لجماعة الحوثي كإرهابية، باعتبارها حركة أصولية، فضلا عن انتهاكاتها المستمرة، كحصارهم المدن، وتهجير المدنيين، واستهداف المساجد، وقصف الأحياء السكنية.
ويتعامل المجتمع الدولي مع الحوثيين كطرف في النزاع الذي تشهده البلاد، برغم أنهم كانوا مع حليفهم المخلوع صالح السبب وراء الانقلاب الذي حدث في اليمن.
لكن ومع تزايد تهديد الحوثيين لخطوط الملاحة الدولية، بعد استهدافهم عدة سفن، بات من المتوقع أن يتم تصنيفهم كجماعة إرهابية، خاصة فيما لو كان المجتمع الدولي جادا بتقليم مخالب وكلاء إيران في المنطقة، وحريصا على دعم واستقرار اليمن التي تشرف على مضيق باب المندب الإستراتيجي.
ورقة مساومة
يرى المحلل العسكري علي الذهب أن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية ما تزال ورقة مساومة، ومن المبكر أن يقوم المجتمع الدولي بذلك.
وفي حديثه لـ"الموقع بوست" اعتبر أن الحوثيين لم يثبت أن لديهم ارتباط دولي بجماعات تصنف كإرهابية، بقطع النظر عن علاقتها بحزب الله أو إيران.
وستظل تلك المطالب -بحسب الذهب- ورقة رابحة تلعب بها أطراف دولية لابتزاز الخليج، وتحقيق أهداف غربية خاصة، أقلها الحرب مع القاعدة، مشيرا إلى أنه لا يمكن إدراج ما يقوم به الحوثيون من استهداف للسفن الحربية إرهابا، لأن ذلك يندرج في سياق الحرب الدائرة في اليمن.
كيف سيتأثر الحوثيون؟
وعن تأثير تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية مستقبلا، يقول المحلل السياسي فيصل علي إنه ليس لهم مستقبل سواء تم تصنيفهم إرهابيين أو لا، معللا ذلك بأنهم "حركة تحمل بذور فنائها في طيات أفكارها".
وأضاف لـ"الموقع بوست" إن كان الإرهاب لابتزاز الحكومات أو لفرض أجندة معينة في أقرب تعريفاته الأكاديمية، فالحركة الحوثية سليلة الإرهاب الجاردوي الشيعي، وهو موجه بنصوص دينية تجيز للشيعي الجاردودي تكفير وقتل الشيعي الجعفري والشيعي الإسماعيلي الداوودي، وتجيز لهم نصوصهم اعتبار المسلمين كفار، وتسمح بنهب أموالهم.
ويعتقد أن تصنيف الحركة الحوثية كإرهابية لن يضيف إلى أدبياتها شيئا يذكر، فهي إرهابية المنشأ والجذور، وحركة التشيع بشكل عام هي انتقام من التاريخ ومن الإسلام الذي قضى على إمبراطورية الفرس، التي بدأت بستار مظلومية آل البيت والبيت منهم براء، وانتهت بمظلومية الشيعة في كل مكان.
وتابع "الخروج عن الدولة وهدمها هو مذهبهم"، لافتا إلى سيطرة إيران على العراق وإنشائها فيها لحكومة وسلطة طائفية شيعية.
وأردف "إيران عندما استأجرت الحوثيين لمهامها القذرة في اليمن والخليج، لم تفكر بإقامة دولة، وليس لديها والحوثيين مشروع غير الفوضى والإرهاب وإنهاء وجود الدولة".
وعلى المستوى الخارجي هناك -حسب علي- من يستخدم الحوثيين لتنفيذ أجندة خاصة، ولذا لن يكون هناك ضغط على حركتهم كونها مصنفة إرهابية، لافتا إلى حركتي حزب الله وحزب الدعوة اللتين تتخذان من الإرهاب سلوكا، وما زالتا تمارسان عملها في عدة فروع في المنطقة.
ويستدرك المحلل السياسي بالقول "لكن قناعة الناس والمجتمع اليمني والخليجي والعربي، بخطورة هذه الحركة هو ما سيؤثر عليها".
الاختلاف حول ماهِيَّة الإرهاب
وهناك توافق دولي على تعريف الإرهاب، لكن لم يتم الالتفاف بعد حول تعريف موحد له، لذلك تختلف وجهة نظر كل دولة حوله، كما يُعدُّ إحدى وسائل الضغط التي تستخدمها الدول في مواجهة بعض الجماعات.
وبرغم ذلك التوافق، إلا أن لكل دولة أو تكتل سياسي دولي تعريف خاص بالإرهاب يناقض أو، على الأقل، يقترب قليلا مما يعرفه به سواه، وتعارض المصالح الدولية أثر في ذلك، هذا ما يؤكده، الخبير العسكري علي الذهب.
ويوضح أن مجموعة الدول العربية تتفق على صيغة موحدة للإرهاب، ولديها اتفاقية في ذلك، لكن ما يراه الغرب في بعضها يعد إرهابا، فيما دول أطراف الاتفاقية تعد ذلك عمالا مشروعة.
الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، صنفتا جماعة الحوثي كإرهابية عام 2014.