أثارت عملية الإنزال التي نفذتها قوات الكوماندوز الأمريكية في يكلا برداع محافظة البيضاء، والتي راح ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء، موجة ردود غاضبة بين أوساط الناشطين والسياسيين اليمنيين على شبكات التواصل الاجتماعي.
 
وتداول ناشطون صورا للأطفال الذين استهدفتهم القوات الأمريكية، وكان من بين الأطفال نورا العولقي (5 أعوام) ابنة القيادي في تنظيم القاعدة أنور العولقي، والذي قتل هو الآخر في طائرة بدون طيار في العام 2011.
 
ونفذت القوات الأمريكية، فجر الأحد، غارة وإنزال جوي في مديرية قيفة برداع، أسفرت عن  مقتل قيادي في تنظيم القاعدة من أسرة بيت الذهب في البيضاء وسط اليمن، ومقتل 40 شخصا بينهم نساء وأطفال، كما قتل جندي أمريكي وجرح ثلاثة آخرون في العملية، بحسب بيان البنتاجون الأمريكي.
 
طيش القوة
 
وفي سياق ذلك، استبعد ياسين سعيد نعمان، سفير اليمن لدى بريطانيا والأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني، وجود سبب يبرر للإدارة الأمريكية أن تتدخل بمثل تلك الفظاظة في اليمن، كما حدث في تلك القرية النائية لتقتل الناس بالجملة.
 
وأشار نعمان في منشور له بصفحته على فيسبوك إلى أن "ذلك لا يعبر سوى عن طيش القوة التي تعتقد أنها فوق القانون الدولي وفوق قواعد الاشتباك الدولية المنظمة لتعاون الدول في مكافحة الإرهاب على أسس لا تجعل من مكافحته هو الآخر إرهاباً بكل المقاييس".
 
وأضاف السفير اليمني لدى بريطانيا "الله يجازي الزمن الذي جعل اليمن (ملطشة) لهذه القوى الغاشمة، إرهاب وإرهاب مضاد وقرارات مرتجلة وقبلها تلك القوة الغبية التي أغرقت اليمن في هذه المأساة بعد أن كان قد وضع قدمه على طريق المستقبل".
 
استهداف الاطفال
 
من جانبه، انتقد الصحفي عبد الكريم الخياطي استهداف الطائرات الأميركية للأطفال والنساء والأبرياء قائلا "قولوا للأمريكان: ليس جديدا علينا أن تقتل دولة كأميركا أو غيرها طفلة كهذه الملاك"، في إشارة لمقتل الطفلة نورا العولقي.
 
وأضاف الخياطي في صفحته على فيسبوك "لكن الجديد والمرعب أن رئيسا لدولة كبيرة وديمقراطية سيخرج على قنوات التلفزيون ليسخر ويضحك من ضعف من بكوا عليها، أو ليقول متهكما: هذا دليل على أني مصرٌ على أن أثبت أن أميركا قوية".
 
بدوره، علق المحلل السياسي غمدان اليوسفي على الحادثة بقوله "في 24 ساعة يرتكب ترامب مجزرتين في اليمن، الأولى منع اليمنيين من دخول أمريكا حتى حاملي الإقامة، والثانية مجزرة في البيضاء قتل فيها العشرات".