[ 15 يناير الشرارة الأولى لثورة فبراير- إرشيفية ]
تحل اليوم الذكرى السادسة لانطلاق الاحتجاجات الشبابية السلمية في صنعاء، التي استبقت موعد انطلاق ثورة فبراير/ شباط ضد المخلوع علي عبدالله صالح، واليمن يعيش حربا شرسة ضد الانقلابيين، من أجل استعادة الدولة.
بدأ بعض طلاب جامعة صنعاء، في مثل هذا اليوم الخامس عشر من يناير/كانون الثاني 2011، بإشعال الشرارة الأولى لثورة الشباب، التي تحولت إلى فيضان كبير جرف ديكتاتورية نظام صالح، وحالت دون حلمه بالتوريث لنجله أحمد ،عقب الثورة التونسية التي انطلقت في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 تضامنا مع أيقونة الثورة محمد البوعزيزي.
بأعدادهم القليلة استطاع طلاب جامعة صنعاء، أن يغيروا مجرى التأريخ، عازمين- جنبا إلى جنب مع شباب ثورات الربيع العربي- على إسقاط الديكتاتوريات، وتحولت تلك الأعداد البسيطة إلى ملايين المواطنيين، الذي أردوا صنع التغيير في يمنهم.
إصرار على المضي قُدما
تلك المجاميع السلمية انطلقت في مظاهرة منادية برحيل المخلوع صالح، وكانت وجهتها السفارة التونسية، بعد أن نجح التونسيون بإسقاط رئيس بلدهم، وتم اعتقال بعض الطلاب والنشطاء الذين خرجوا في ذلك اليوم، وخرج صالح في 24 يناير، مخاطبا إياهم بالقول" إن اليمن ليست تونس "، فتضاعفت أعداد الثوار وتحولت المئات إلى آلاف ثم ملايين.
يتذكر محمد المقبلي، أحد الذين شكلوا النواة الأولى لانطلاق شرارة الثورة، ومن مؤسسي حركة 15 يناير الطلابية الشبابية، كل تلك الأحداث، ويقول" بالنسبة لي 15 يناير كان انعكاس للإرادة الطلابية التي بدأت بشرارة الثورة من الجامعة، وهي إشارة إلى أن الجامعة شعلة الحرية كانت ولاتزال إلى اللحظة".
ويضيف" استجابة اليمنيين للثورة واعتصامهم في ساحة التغيير، هو انتصار لرمزية الجامعة، والطلاب، والشباب، والحكمة اليمانية".
ويتابع" المقبلي" أن الإرادة اليمنية الجديدة لا تنكسر، ومهما حاول الانقلاب والثورة المضادة إدخال اليمن بمربعات مظلمة.
ويؤكد أن أحلام شباب الثورة لم تتعثر، ووجودهم في المقاومة دليل على استمرارهم بالدفاع عن أحلامهم، وأن" المستقبل للحرية، لأنها سمة العصر، وفطرة الإنسان التي فطر عليها وشوهها الاستبداد ".
وتطرق إلى أن الشباب، تعرضوا للتهميش من كل القوى، مشيرا إلى أن الثورة حققت الكثير اقتصادياً وسياسياً، وأهم إنجازاتها هو وثيقة الحوار الوطني، واستيعاب عشرات الآلاف من الشباب في مؤسسات الدولة.
ويرى أن الثورة ما إن بدأت بتحقيق أهدافها، تعرضت للانقلاب، وهي الآن تتقدم وستنتصر.
اختبار حقيقي للثورة
وعلى السياق نفسه، اعتبر الصحفي والباحث " معاذ المقطري"، أن" الــ15 من يناير2011 بمثابة أول استجابة يمنية للربيع العربي، شكلت أول رجع صدى لثورة التونسيين، وخرج فيها الشباب بعد يوم واحد من هروب زين العابدين بن علي إلى السعودية.
ويضيف رئيس مركز باب المندب للدراسات في حديث لــ" الموقع بوست" ، أن " الحدث نفسه يشير إلى سرعة الاستجابة اليمنية لمحيطهم العربي من الخليج إلى المحيط، كما يؤكد في الوقت نفسه أن شروط الربيع اليمني والثورة الشبابية الشعبية السلمية كانت قد نضجت".
ومضى بالقول إن " محافظة تعز شكلت جذوة الربيع اليمني بجدارة؛ غير أن تدخلات اللاعبين اليمنيين والإقليميين الكبار خفضت من سقف الآمال والتطلعات الكبيرة للثورة اليمنية".
وأردف المقطري أن " 15 يناير أبقى جذوة الربيع اليمني مشتعلا ومتصاعدا، حتى شكل يوم 11 فبراير محطة هامة للخروج الشعبي الكبير الذي أدار عجلة الثورة بلا توقف ".
وبيّن الباحث والصحفي أن " الثورة اليمنية ما تزال تحت الاختبار، وأن ما يجري اليوم ناجم عن التصدعات الكبيرة لنظام صالح المتوغل كدولة عميقة".
واختتم المقطري بالقول " المبادرة الخليجية وشرعية الرئيس هادي ومؤتمر الحوار والوطني كانت من نتائج الثورة، وأن الانقلاب على هذه الانجازات، هو انقلاب على الربيع اليمني، معتبرا إسقاط انقلاب الحوثيين وحليفهم صالح تحقيق لأهداف الثورة".
ومنذ ست سنوات واليمن في مخاض عسير، نتج عنه حتى الآن ولادة بعض الحلم، عقب إسقاط نظام صالح، وسيكتمل الحلم عقب بسط الدولة سيطرتها على كل تراب اليمن.