[ انطلاق عملية عسكرية لتحرير الساحل الغربي في اليمن ]
اقتربت القوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي، من ميناء المخاء الواقع على البحر الأحمر، بعد السيطرة على منطقة ذوباب المحاذية له، وكهبوب الواقعة في مديرية الوازعية، وهما منطقتان تطلان مباشرة على مضيق باب المندب الإستراتيجي.
وأعلن الناطق الرسمي لقيادة محور تعز، العقيد الركن منصور الحساني، أن معركة تحرير المناطق الغربية لمحافظة تعز، وتحرير الساحل الغربي، بدأت اليوم السبت، بإشراف من الرئيس هادي، ونائبه، وبإسناد من قوات التحالف العربي، وقيادة المنطقة الرابعة.
ويشهد محورا جبهة باب المندب،( المخا، وذوباب)، و(كهبوب، الصبيحة)، معارك شرسة بين القوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي، والانقلابيين، تهدف إلى تطهير السواحل الغربية، وتمكنت خلالها قوات الجيش الوطني، من السيطرة على عديد من المواقع الإستراتيجية.
بالتوزاي، يخوض الجيش الوطني، معارك عنيفة، في الجبهة الغربية بتعز، لفتح خط(الحديدة- تعز)، الذي يمكن من خلاله قطع إمدادت الحوثيين القادمة من الحديدة، التي ما تزال خاضعة لسيطرة الانقلابيين، وباتت القوات الشرعية قاب قوسين أو أدنى من السيطرة عليه، مع فتح جبهات أخرى، كـ"مقبنة".
وتعد" المخاء" هي الوجهة الأبرز للقوات الشرعية، نظرا لأهميتها الإستراتيجية، فبتحريرها سيتم تأمين باب المندب الممر الملاحي الحيوي والإستراتيجي، ويمكن القول- أيضا- إن تعز، باتت على خطى الخلاص الأخير، أيضا فبالسيطرة على" المخاء"، ومنطقة البرح، بالتوزاي مع الربيعي ومقبنة، سيتم فتح الخط الرابط بين تعز والحديدة، ما يعني مواصلة خنق الحوثيين اقتصاديا، ودخول الأخيرة" عروس البحر الأحمر" في معركة التحرير.
وتأتي هذه المعارك، مع تعثر جهود السلام في اليمن، ووصولها إلى طريق مسدود، نتيجة للقفز على المرجعيات الثلاث، أبزرها قرار 2216.
أهمية استعادة المخاء
وتمثل المخاء، وفقا للمحلل العسكري، علي الذهب، نقطة اقتراب بحرية من مركز محافظة تعز، وفي السيطرة عليها والتقدم نحو هذا المركز، تتحقق السيطرة على المدن الواقعة على الطريق التي تربط بينه وبين المدن الممتدة على طول طريق الحديدة تعز.
ويبيّن لـ(الموقع بوست)، أن الاستيلاء على المخاء يعني تساقط المدن الأخرى القريبة، واحدة تلو الأخرى، في عملية دراماتيكية قد تفتح الباب واسعا، أمام اي عملية عسكرية واسعة، باتجاه الساحل الغربي، لافتا إلى أن كل هذا، متوقف على رؤية التحالف وخططه تجاه إنهاء الحرب.
ويضيف" برغم الحصار المفروض على ميناء المخاء، إلا أن عمليات تهريب الأسلحة لا تزال نشيطة، وتجري تحت غطاء نشاط الصيد، وسيوفر تحريرها ضمان عدم تدفق الأسلحة إلى الحوثيين".
ويتفق مع" الذهب" الكاتب والباحث توفيق السامعي، الذي يؤكد أن تحرير المخاء، سيقطع شريان موارد مالية ترفد الميزانية المالية للحوثيين، التي يعتمدون عليها في الحرب على تعز.
ويتابع في حديثه لـ(الموقع بوست) بالقول، ستعزز استعادة المخاء، الوفرة المالية للشرعية بالمحافظة،وستفتح الكثير من الطرقات وشرايين التواصل للمحافظة، فضلا عن ربط الجبهات الشرعية بعضها ببعض، إضافة إلى إزاحة عقبة كبيرة من أمام جبهات الجيش الوطني، ليتم التفرغ بعد ذلك للجبهة الشرقية المتبقية، وتكون تعز على وشك التحرير الكامل.
الموقع
مدينة" المخاء" هي إحدى مدن تعز، وتقع غرب المحافظة على بعد حوالي(94 كيلو مترا)، وتطل على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن باب المندب الإستراتيجي 60 كيلو مترا، وهي نقطة وصل جغرافية بمحافظة الحديدة الساحلية.
ويربط ميناء" المخاء" اليمن بأفريقيا، وهو قناة تصل بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، وبين أوروبا وشرقي إفريقيا وجنوبي آسيا والشرق الأوسط، وهو ما ضاعف من أهميته الإستراتيجية.
المخاء عبر التاريخ
يُعد ميناء" المخاء"- بحسب الباحث السامعي- من أقدم الموانئ اليمنية الغربية على الإطلاق، وكان الرافد البحري المهم للكثير من الدول اليمنية، قبل الميلاد وقبل الإسلام وحتى اليوم.
ولعب الميناء دورا كبيرا في قيام الدول اليمنية التاريخية وحتى العصر الحديث، حيث كان بوابة العثمانيين إلى اليمن؛ لتأمينها من الغزو الخارجي البرتغالي أو الإيطالي أو البريطاني، وفق" السامعي".
واكتسب الميناء شهرته، نتيجة لتصديره القهوة(البُن) بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر، إضافة إلى أنه كان يقوم بدور حيوي أيام الدولة العثمانية التي كانت تطالب جميع السفن بأن ترسوا فيه، وتدفع الضرائب للمرور إلى البحر الأحمر.
وتم تشييد الميناء الجديد عام 1978، إلا أنه كان قد بدأ يفقد أهميته منذ أواخر القرن التاسع عشر، مع ازدهار ميناء عدن، وميناء الحديدة، وتراجع إنتاج البن في اليمن، وكذا ما عانته مدينة" المخاء" جراء الحرب العثمانية الإيطالية، والحرب العالمية الأولى، وتهميش الحكومات السابقة لها، ما حرم تعز من عائدات الميناء الكبيرة.
واستخدم المخلوع صالح هذا الميناء للتهريب منذ اليوم الأول لحكمه لليمن، وكان يعمل سابقا في نفس المكان كقائد لأحد المعسكرات التابعة للجيش.
يُذكر أن الحوثيين سيطروا على" المخاء" في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، رغبة في التأثير على باب المندب، للعب دور أبرز، يُمكنهم من الخروج بمكاسب سياسية كبرى، لكن القوات الشرعية مدعومة من التحالف، تمكنت من استعادة المضيق في أكتوبر/تشرين الأول 2015.