[ الرئيس هادي خلال لقاءه بقيادات اللقاء المشترك في تعز ]
التقى الرئيس هادي قبل يومين بالعاصمة المؤقتة عدن، بعدد من القيادات العسكرية والحزبية بمحافظة تعز، وخلال اللقاء، شدد على نبذ الحزبية ووحدة الصف التعزي المقاوم بوجه مليشيات الحوثي والمخلوع، مؤكدا أن أبناء تعز سجلوا مواقف بطولية ستخلد في سفر التاريخ.
في ذات السياق، أكد رئيس الحكومة، بن دغر، أنه سيتم صرف رواتب القوات المسلحة والأمن في محافظة تعز خلال الأيام القليلة القادمة بشكل كامل، موضحا خلال لقاءه بمحافظة تعز "علي المعمري" وقيادات أحزاب اللقاء المشترك في المحافظة، أن الحكومة ستقوم بصرف رواتب جميع موظفي الدولة، وستولي اهتمام كبير بالجرحى وستمنحهم مزيداً من اهتمامها.
إشادة
ناشطون وصحفيون أشادوا بتوجيهات رئيس الجمهورية بتوحيد الصف المقاوم ونبذ الخلافات، معتبرين رسائله شديدة اللهجة التي وجهها للحاضرين، ستنعكس على أداء الجيش الوطني على الأرض، وستجلب المزيد من الدعم والاهتمام.
وأضافوا أن هادي منح قيادات تعز فرصة أخيرة لتوحيد الصف ونبذ الفرقة، وأن الخطوة التالية ستقتضي تغيير واسع في قيادات الألوية والقيادات المدنية.
كما أشار مراقبون إلى أن توجيهات رئيس الوزراء بسرعة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعودة عمل المؤسسات القضائية في تعز، خطوة في الطريق الصحيح.
الفرصة الأخيرة
المحامي "نجيب قحطان" علق على ذلك بالقول: "ما لم يتم الإشارة إليه في البيان الذي تم نشره بخصوص نتائج اللقاءات في عدن مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وأصحاب الاختصاص، هو القرار المرتقب في تغيير ٣ من قادة ألوية تعز، استعداداً لخوض الخطوة الأولى الهامة والفعلية في تحرير تعز".
وأضاف "قحطان" في صفحته على فيسبوك: "تعز على عتبة عهد جديد مدنياً، عسكرياً، سياسياً، واقتصادياً".
وتابع: "الخلافات التي طغت مؤخراً بين ألوية الجيش في تعز، مهدت لاتخاذ خطوة إصدار قرارات مرتقبة بتغيير قيادات ألوية الجيش في تعز، والذي أكد مصدر رفيع المستوى ومقرب من رئيس الجمهورية، بأن الرئيس هادي قد اعطى فرصة أخيرة لقادة ألوية تعز، تم تحديدها بعشرين يوم فقط لتصحيح وضع مسارهم العملي، وإذابة كتل الجليد فيما بينهم، من أجل المصلحة التعزية".
وأردف قائلا: "الاتحاد من أجل تعز وتحريرها فرض عين على كل مواطن يمني يتطلع لإشراق شمس اليمن الجديد".
وحدة الصف المقاوم
بدوره قال الصحفي راكان الجبيحي، الإعلامي بالمجلس العسكري بتعز: "لا شك أن ثمة عامل مساعد لتلك الاختلالات التي تعصف بقيادة تعز، وذلك نتيجة عدم التنسيق وعدم التفاهم وتذليل العوائق أمام معركة التحرير".
وأضاف الجبيحي: "لدول التحالف والقيادة دور في هذا الشتات، نتيجة عدم الجدية بتوفير الدعم المطلوب، فضلا عن دعم طرف عن آخر وقائد عن آخر بشكل عشوائي، ما يؤدي إلى حدوث تباعد في حلقة التواصل بين مختلف القيادات وكلا يرى بنظره أنه يقود تعز".
وأضاف "الجبيحي" لـ(الموقع بوست): "للجميع دور فيما يحصل داخل تعز، بدءا بمكوناتها، والقيادة السياسية، وانتهاء بدول التحالف، وهذا لا يعني بأي حال أن هذه الخلافات قد بلغت ذروتها، وهي مجرد مناكفات تذيبها مصلحة تعز العامة".
وتابع: "معركة تحرير تعز مرهونة بعمق العلاقة والتقارب بين القيادات، وهو لا شك موجود، لكن ليس بذلك العمق الذي يترتب عليه معركة فاصلة تنتصر للمدينة، التي تعيش حربا منذ عامين".
وأردف: "علاوة على ذلك، جدية الأخوة في القيادة والتحالف مطلوبة، من خلال عدم الحصول على فرصة لتقزيم الوضع، وجدية التعامل بشكل مؤسسي، وعدم إتاحة فرصة الشتات وتأزم ذلك وفق معطيات أرض الواقع".
رسائل رئاسية صارمة
بدوره قال الصحفي عماد جسار،"لقد كان خطاب "هادي" الأخير لقيادات تعز بمثابة رسالة واضحة وصادقة من أجل ردم الفجوة التي اتسعت مؤخرا فيما بينهم، وأدت إلى تأخير الحسم في المحافظة لعدم وجود الثقة الوطنية بين قيادات تلك الأحزاب".
وأضاف جسار لـ(الموقع بوست): "ولأن هدف الرئيس هادي استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، كانت رسالته قوية أعتبرها شخصيا خطوة جيدة من أجل تنبيههم بالهدف المشترك، من خلال إعادة الثقة فيما بينهم وفتح مجال واسع من التعاون والشراكة في تحرير المدينة، والترفع عن المشاريع الضيقة التي تزيد الطين بلة وتفاقم مشكلات تعز فوق ما تتعرض له من انتهاكات من قبل المليشيات".
وأستطرد قائلا: "المقاومة الشعبية والمحسوبة على كل الأحزاب بتعز، تعتبر مشروع بناء كبير وناجح أمام مشروع الهدم الحوثي صالح، وبالتالي أي صراع بين مكوناتها من شأنه إجهاض هذا المشروع، وحرف أهدافه صوب فوضى وعدمية مماثلة".
وتابع: "موقن أن التوجيهات الرئاسية الصارمة ستأتي أكلها، وفي حال استوعبت الأحزاب السياسة الدرس جيدا، وجعلت تعز هي المشروع الذي لا يضاهى بالمشاريع الفئوية الضيقة التي لا تعمل إلا على تفتيت جسد المدينة، ونشر الفوضى، التي يسعى العدو لتحقيقها من خلال شق الصف بين قيادات الأحزاب؛ عندها فقط ستتحرر المدينة".