[ الشيخ الحسن أبكر - قيادي بمقاومة الجوف ]
أثار إدراج وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الأول، شخصيات في المقاومة الشعبية ضمن قائمة الإرهاب، أثارت ردود فعل شعبية واسعة.
حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضد "الحسن أبكر" و "عبدالله الأهدل" القياديين في حزب الإصلاح اليمني المناوئ للانقلاب، باعتبارهم ممولين لتنظيم القاعدة.
وفيما لم تصدر أي ردة فعل حكومية أو من شركاء مناهضي الانقلاب، أصدر حزب الإصلاح بيانا إدانة للإدارة الأمريكية، معتبراً هذا في سياق الاستهداف للشخصيات الوطنية التي قارعت ظلم وبطش المليشيات الانقلابية.
ويعد "الحسن أبكر" من أوائل مناهضي مليشيات الحوثي في عموم اليمن، والمشهود له بالوسطية والاعتدال، حيث فجرت المليشيات منزله أثناء اجتياحها لمحافظة الجوف قبل أكثر من عامين.
تأتي هذه الحادثة في ظل حرب شرسة تخوضها القوات الحكومية، بدعم من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، لاستعادة الشرعية وإزالة الانقلاب؛ الأمر الذي اعتبره مراقبون ضمن المساعي الأمريكية لتمكين المليشيات الموالية لإيران، وانتقاصا للحكومة الشرعية ونسيجها المقاوم.
يذكر أن إدارة "أوباما" تسعى، في آخر أيامها، لتحسين وجهها، وإصلاح ما أفسدته سياساتها في الشرق الأوسط من إشعال للحروب والصراعات، وإن كان على حساب الشرعية اليمنية وقرارات مجلس الأمن، وما هذه العقوبات إلا جزء من ضغوط وابتزاز تمارسه الإدارة الأمريكية، ردا على رفض الحكومة اليمنية لخارطة الطريق.
من جانب آخر، وبعد التقارب الخليجي البريطاني الذي شهدته القمة الخليجية قبل أيام، وفي ردة فعل وصفت بالغريبة، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على بيع طائرات مروحية للسعودية بقيمة 3 مليارات ونصف.
وقال "مارك تونر" نائب المتحدث الرسمي للخارجية الأمريكية "نتفهم موقف السعودية في اليمن، فهي لم تبحث عن الحرب، ولكنها وجدت نفسها في الواجهة للدفاع عن أراضيها"، مؤكدا أن السعودية من أكبر عملائهم في مجال الصناعات الحربية.
وفي سياق متصل، قال سياسيون وصحفيون، إن الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها، تسعى لتمكين أكبر للدور الإيراني في المنطقة، قبيل أسابيع على بدء ولاية "ترامب" والذي لا يروقه الدور الإيراني في المنطقة.
تناغم أمريكي إيراني
المحلل السياسي "رشاد الشرعبي" يرى أن "التنسيق في المصالح بين الولايات المتحدة وإيران واضح، من خلال اتفاقهما في الحرب المزعومة ضد الإرهاب لتحقيق أهداف سياسية، تخدم مصلحة كل طرف منهما ولا تحارب الإرهاب حقيقة."
وأضاف "الشرعبي" في تصريح لـ(الموقع بوست): "ليست المرة الأولى التي تلتقي فيها المصالح الأمريكية الإيرانية تحت لافتة "الحرب على الإرهاب" فيما تحاربان مصالح الشعوب، تعززان الاستبداد، وتقفان في وجه أي ثورة أو انتفاضة أو مقاومة لمواجهة ظلم أو انقلاب أو سواهما".
وتابع: "منذ استولى الحوثيون على السلطة، وهم أدوات إيران في اليمن، التقت المصالح الأمريكية الإيرانية في ضرب قبائل رداع والبيضاء التي وقفت ضد الانقلاب واحتلال الحوثيين لأراضيها وقراها، ولا زال التعاون قائماً بينهم وبين تنظيم القاعدة وداعش ذاته".
وأردف: "فنجد أنه كلما ضاق الخناق على الانقلابيين، تحدث عمليات إرهابية أو تعلن أمريكا عن مطلوبين جدد لوزارة الخزانة".
ابتزاز للقبول بخطة كيري
"هناك دلالات وأبعاد كثيرة لواشنطن فيما يخص الشأن اليمني ككل، من أبرز ذلك ممارسة الضغوط على الحكومة الشرعية للقبول بخطة كيري للسلام التي تكافئ الجماعة الإنقلابية وتشرعن الانقلاب."
وقال الكاتب الصحفي "بلال المريري": "لقد ظهر ذلك جليا من خلال تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "مارك تونر" أمس الأول والتي دعا من خلالها الحكومة اليمنية الشرعية إلى القبول بخارطة السلام، على اعتبار أنها هي من تعرقل عملية السلام برفضها للخطة التي تجاهلت المرجعيات الثلاث المتفق عليها."
وأضاف "المريري" لـ(الموقع بوست): "هناك أبعاد أخرى تتعلق باستهداف طرف معين في المقاومة وإدراج قيادات فاعلة فيه ضمن قائمة الإرهاب بهدف إضعافه وتحجيمه في إطار مخطط يصب في صالح جماعة الحوثي وصالح التي تحاصر مدينة تعز وتقاتل فيها منذ عامين بحجة محاربة الدواعش."
وتابع: "والغريب في الأمر أن الحكومة الشرعية لم تصدر أي تعليق ولم تتبنى أي موقف حيال قرارات واشنطن، والتي طالت قيادات في المقاومة ومسؤولين أمثال محافظ البيضاء، ورئيس حزب الرشاد السلفي، وهو ما يبعث على الشك والريبة من الصمت غير المبرر للحكومة."
إحداث انقسام في الجسد المقاوم
"إن تنامي الحضور الشعبي لبعض قيادات المقاومة المناوئة للانقلاب، من شأنه أن يساعد في توحيد وتماسك الجبهة الداخلية، عبر تعريف الشخصية الوطنية من خلال جهودها على الأرض واستماتتها بالدفع باتجاه إعادة بناء الدولة".
وقالت "مها عبدالواحد" صحفية وناشطة: "أنجع طريقة لخلخلة هذا التماسك هو التشكيك بكيان مقاوم، وربط كل ما يقوم به بجماعات اصطلح العالم على إرهابيتها، وبهذا الشكل فإن الولايات المتحدة تقطع الطريق أمام كل مسعى أمام تعزيز دور الجيش الوطني؛ وليبقى الداخل في حالة نقسام دائم".
وأضافت "مها" لـ(الموقع بوست): "إن توقيت فرض العقوبات على رموز في المقاومة يعد دعما مبطنا لطرفي الانقلاب، والذين يبحثون عن شرعية لحكومتهم الجديدة، وبالمقابل انتقاص من جانب الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف".
وتابعت: "حري بالحكومة الشرعية أن يأتي ردها في هيئة قرار يصدره الرئيس، بتعيين هذه الشخصيات وإدماجها في الجيش الوطني بمباركة التحالف؛ يجب أن لا ننسى أن أمريكا لطالما اعتبرت "نيلسون منديلا" إرهابيا، فيما اليوم تحتفي به وترفع صوره كزعيم ومناضل من أجل الحرية".