[ العديد من الاسر تركت المنطقة خوفا من بطش المليشيا ]
بدأت مليشيات الحوثي والمخلوع حملة "تهجير" جديدة، غرب تعز.
وقال سكان محليون إن المليشيات طلبت ممن تبقى من أهالي قرى الربيعي إخلاء منازلهم فوراً.
أهالي قرية الروض، غرب تعز، قالوا إن الحوثيين أعطوهم إنذارات لمغادرة منازلهم خلال أيام، وباشروا بنصب المدفعيات والآليات العسكرية بمحاذاة منازلهم، فيما يتذرعون بذلك، خشية عليهم من قصف الطائرات.
وبحسب السكان، قامت المليشيات بتكديس الأسلحة بالمنطقة، والتمركز على أسطح منازل المواطنين، وفيما نزح البعض لا يزال آخرون يقبعون في منازلهم، إذ لا أماكن ينزحون إليها.
ويعيش أبناء تعز وأريافها أوضاعا صعبة، في ظل الحرب المجنونة التي فجرها الحوثيون في عموم المحافظة، وفقدانهم لمصادر رزقهم، فيما تذهب المساعدات التي يتبرع بها العالم لدعم المليشيات.
إلى ذلك، تمارس مليشيات الحوثي والمخلوع تضييقا على مواطني تلك القرى، وتفتيش دقيق ومهين يتعرضون له أثناء دخولهم أو خروجهم من قريتهم، في ظل مصادرة أي جهاز تلفون يجدونه بحوزة أي منهم، دونما نقاش.
تأتي هذه الحملة التهجيرية لقرى الروض، بعد تهجير جيرانهم في قرية الدبح والحفيرة قبيل أيام، واعتقال العشرات من أبنائها، بتهمة التخابر مع المقاومة.
كما أن هذه ليست المرة الأولى التي تمارس فيها مليشيات الحوثي والمخلوع التهجير، فمسيرتها حافلة بهذه الجرائم منذ نشأة حركتها العنصرية، ليس بدءا بتهجير يهود بني سالم أو أهالي دماج، وليس انتهاءً بقرى الوازعية وظبي الأعبوس.
وكان الحوثيون قد نفذوا حملات مشابهة، في الأسابيع الماضية، حيث تم تهجير المئات من قرى مديرية الصلو، جنوب تعز، والذين يقاسون الآن أوضاع نزوح مزرية.
ويعاني أبناء تعز صنوف التنكيل والقتل اليومي، يتوزع بين القنص، الألغام، القصف العشوائي، الحصار والتجويع، فضلا عن التهجير القسري، في ظروف معيشية سيئة، تصل حد انعدام الغذاء.
يذكر أن عدد القتلى في تعز منذ بدء الحرب، حسب إحصائيات صدرت قبل أشهر، بلغت 3074 شهيدا، بينهم 412 طفلا، و 388 امرأة. فيما بلغ عدد الجرحى 13950 جريحا، 60% منهم إصابات خطرة، فيما 137 حالة إعاقة تامة، ولا تزال المدينة تتعرض لحصار وقصف يومي يزيد الأمور سوءا.
استخدام المنازل ثكنات
"س ع" مُهجر من أهالي قرية الروض قال : اضطررنا للمغادرة بعد تلقينا إنذارات بإخلاء القرى، "لقد حولها الحوثيون إلى ثكنات عسكريةو بجانب منازلنا تقبع المدافع والآليات العسكرية".
وأضاف "س ع" الذي فضل عدم ذكر اسمه خوفا من الملاحقة: "لقد طلبوا منا المغادرة، لأجل سلامتنا، حد قولهم. اهبوا عنا ودعونا بسلام وحسب. إلى أين نذهب، وفي هذه الظروف المعيشية القاسية. نحن بلا عمل؛ والآن بلا مأوى أيضا".
واستطرد متأوها: "الله لا سامح من تسبب بالتنكيل بنا، ونحن آمنون في منازلنا".
تضييق وإخفاء قسري
"ر ق" من قرية الروض: "تلقينا إنذارات بإخلاء منازلنا، لكننا لا زلنا فيها. إلى أين نذهب، وكيف؟ كل يوم نتعرض للتفتيش والتضييق في مداخل القرية".
وأضاف "ر ق" للموقع بوست مفضلا عدم ذكر اسمه: "حتى التلفونات المحمولة لا نجرؤ على أخذها، إننا مقطوعون عن محيطنا، ومع ذلك يريدون الآن أن نترك أراضينا ومنازلنا. لا مصادر دخل لدينا. حتى أراضينا الزراعية التي نعتمد عليها، منعنا من حرثها للموسم الثاني".
وتابع: "لا أستطيع حتى حمل موبايل عادي، فالتهمة جاهزة "التخابر مع الدواعش". عشرات الأفراد تم اعتقالهم في قرية "الدبح" المجاورة، بتهمة التواصل مع المقاومة".
أوضاع معيشية مزرية
أما "م. م" فتحفظ كثيرا عن الحديث. إذ لا فائدة من ذلك، فلا أحد يكترث لهم، حد قوله.
شاحنات الإغاثات ترزح على مقربة منا، بالقرب من محطة الربيعي، ولكن لا يصلنا سوى القذائف والموت".
وأضاف للموقع بوست، من دون الإشارة لاسمه: "الحوثيون يهجرونا، بسبب حرصهم على أرواحنا. هكذا يرددون، بينما ينصبون معداتهم العسكرية بمحاذات منازلنا. الشرعية بالمقابل لم تفعل شيئاً. ربما اختلف وضعنا لو أن القوات الحكومية حررت هذه المناطق. نحن نعاني منذ عامين، والحرب لا تريد أن تنتهي".
وتابع السرد بحزن: "قريتنا باتت مسرح للعمليات العسكرية، ومع ذلك نحن مُسلّمون للقدر، ولا نقوى على العيش كمشردين هنا وهناك، في عالم لا يرحم. نحن بلا عمل بسبب الحرب، لكننا على الأقل في منازلنا".