[ أسر نزحت من مناطقها بسبب قصف الحوثيين في تعز - إرشيف ]
تواصل مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، قصف الأحياء السكنية في مدينة تعز، بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، ما أدى إلى تضرر آلف المنازل والمباني السكنية، في المدينة وأريافها.
ولم تتوقف عملية التدمير من قبل المليشيات للأحياء والقرى، بل تصاعد القصف من قبل الحوثيين، مع الانهيارات التي يواجهونها في مختلف الجبهات، الأمر الذي يطرح تساؤل حول مصير النازحين الذين اضطروا لترك منازلهم، والذهاب إلى مناطق أخرى، هربا من القتال والقصف، سيما مع موجة البرد القارسة التي حلت مع حلول الشتاء.
تذكر تقارير حقوقية أنّ أكثر من ألف منزل ومباني سكنية دمّرت بشكل كلي في عصيفرة والجحملية وثعبات والكمب والدعوة وأحياء أخرى في مدينة تعز، نتيجة القصف المدفعي والصاروخي الذي شنته المليشيا الانقلابية.
يقول مراقبون وناشطون إنّ العدد الكبير من المنازل المدمّرة في تعز، سوف يتسبب في إطالة مدّة النزوح لسنوات أخرى مقبلة، كون آلاف النازحين فقدوا أماكن سكنهم في المناطق المحررة.
وفي هذا السياق، أكدت الناشطة الميدانية حنان الصبري، لـ(الموقع بوست)، "أن ألف منزل ومبنى سكني على أقلّ تقدير مدمّرة بالكامل، ما يعني استمرار تشريد أكثر من خمسة ألف أسرة إذا افترضنا أنّ متوسط عدد أفراد الأسرة الواحدة هو خمسة أفراد فقط هذا في حال عودة جميع النازحين إلى مناطقهم المحررة".
وتضيف الصبري : "الأيام المقبلة ربما تشهد ارتفاع هذا العدد إلى أكثر من عشرة ألف يستمرّ نزوحهم إلى حين إيجاد حلّ لأزمة السكن التي خلفها الحرب على المليشيا في المناطق المحررة، مع استمرار المعارك في أحياء وقرى أخرى ما زالت المليشيا تسيطر عليها".
استمرار النزوح لأجل غير مسمّى
تعرض حي ثعبات لدمار شبه كامل نتيجة العمليات العسكرية بين قوات الجيش الوطني والمليشيا الانقلابية ولا يختلف الحال في حي الجحملية وحسنات والكمب والدعوة وأحياء أخرى وقرى في ريف تعز .
ومع بدء العدّ التنازلي لعودة النازحين إلى مناطقهم مع سيطرة قوات الجيش الوطني على معظم الأحياء السكنية التي كانت في قبضة المليشيا الانقلابية لن يتمكّن من العودة الآلاف بعد تدمير مساكنهم، الأمر يواجه أزمة سكن كبيرة في المناطق المحررة.
ويرى مراقبون أن "أزمة الحصول على مساكن سوف تتضاعف بصورة مخيفة في المناطق المحررة، بسبب الدمار الهائل الذي لحق بالأحياء السكنية. وهذا يعني استمرار نزوح الآلاف لأجل غير مسمّى".
وما يعقّد الأمر هو النزوح العكسي من المناطق المحررة، بعد أن يعودوا النازحين إليها وعثورهم على دورهم مدمّرة بالكامل، وفي حال لم يجدوا بدائل أخرى، فسيضطرون إلى النزوح من جديد، بحثاً عن مأوى لهم ولأسرهم.