[ صورة عامة من مدينة صنعاء ]
ضاعفت موجة الصقيع القارس التي تجتاح العاصمة اليمنية صنعاء، وعدد من المحافظات اليمنية، من متاعب اليمنيين، لتضاف إلى سجل معاناتهم جراء تدهور الأوضاع المعيشية، والظروف الأمنية المتردية بسبب غياب الدولة، واستمرار الاقتتال في عدة محافظات.
ووفقا لمركز الأرصاد، فإن موجة الصقيع، سببها كتلة هوائية باردة قادمة من شمال وشمال غرب الجزيرة العربية.
وأفاد المركز، في بيان على موقعه الالكتروني، أن تلك الكتلة، أدت إلى "انخفاض درجات الحرارة وخاصة الصغرى في محافظات صنعاء وذمار وريمه والبيضاء وأجزاء من محافظات إب وتعز ولحج والضالع".
وتعيش مئات الأسر الفقيرة، ظروفا مأساوية، مع حلول موجة البرد القارسة، نظرا لعجزها عن شراء ملابس وبطانيات تقيها من البرد، بسبب تردي أوضاعها المعيشية.
مأساة
(الموقع بوست)، سلّط الضوء على جانب من معاناة المواطنين اليمنيين في صنعاء، وكيف يواجهون موجة البرد والغلاء وظروف الحرب التي فُرضت عليهم منذ قرابة العامين.
يقول "رمزي صالح" - أحد سكان مدينة صنعاء، إن معاناته اكتملت مع حلول موجة البرد هذا الشتاء، مشيرا إلى أنه بعد انقطاع الراتب وتوقف الأعمال جاء البرد القارس، هذا العام بشدة، ليضاعف هموم ومتاعب الناس.
ويؤكد "رمزي"، وهو أب لطفلتان، في حديثٍ لـ(الموقع بوست)، "أن أكثر ما يجلب له التعب والمرض عندما يرى طفلتيه تتعرضان للبرد كل صباح عند الذهاب إلى المدرسة ولا يستطيع توفير ملابس لهن تقيهن البرد وتشعران عند لبسها بالدفء".
بدوره يرى "محمد أحمد"، أحد قاطني صنعاء، أن البرد والحرب وغلاء الأسعار كلها تنخر في جسد المواطنين منذً عامين/ إلا أن البرد ضاعف العذاب في ظل انقطاع الرواتب وتوقف الأعمال في القطاع الخاص.
واشتكى "محمد"، خلال حديثه لـ(الموقع بوست)،آ من جشع التجار الذي يستغلون البرد القارس في صنعاء، برفع أسعار الملابس الشتوية والبطانيات وغيرها من الأصواف التي يمكن للمرء مكافحة البرد الذي لم تشهده العاصمة صنعاء من قبل.
وأشار إلى أن بطانيات الأطفال الشتوية ارتفعت أسعارها هذا العام إلى أرقام قياسية وبواقع يصل إلى 8 آلاف ريال يمني.
الأم "أمينه يحيى"، هي الأخرى تروي صورة من صور الألم والحزن والجوع والمرض الذي ينخر في جسد المواطن اليمني.
جوع وبرد
(الموقع بوست)، التقى "أمينة"، في أحد الأسواق، وهي تعرض 3 بطانيات، للبيع، وعند سؤالنا إياها، أفادت بأنها اضطرت لبيع "دفاء" أبنائها، بالرغم من احتياجهم لتلك البطانيات، لسد جوعهم، بعد أن تقطعت بهم الأسباب.
تساقطت دموع "أمينة"، وهي تحكي مأساتها، ولم يكن بوسعها سوى إرسال دعواتها المبتلة بالدموع، بأنآ "ينتقم الله ممن أوصلوا البلاد والعباد إلى هذا الوضع المؤلم".
الجدير بالذكر، أن موجة برد قارسة حلًت هذا العام مع دخول فصل الشتاء، خصوصا في المحافظات الشمالية والشمالية الغربية، حيث تؤكد المصادر، أن الثلوج تساقطت لأول مرة منذ عدة أعوام في بعض مناطق مديرية بني مطر غرب العاصمة صنعاء.