[ اسوان شاهر ]
توالت ردود الأفعال والسجالات على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد تعليق الناشطة والإعلامية أسوان شاهر، على تقرير لمنظمة مواطنة، تطرق لانتهاكات حقوق الإنسان في تعز.
وانتقدت أسوان شاهر في منشور لها على صفحتها بالفيسبوك المنظمة بالانحياز في تقريرها الخاص عن الوضع في تعز، وقالت بأن التقرير اختار انتهاكات معينة وعينات محددة، دون تفسير لهذه المعايير، متناسيا الجرائم والمجازر التي ترتكبها مليشيات الحوثي ضد الأطفال والنساء والمواطنين الابرياء ليلا ونهارا في تعز، والمحاصرين حصارا مطبقا منذ حوالي عامين.
وقالت شاهر: على منظمة مواطنة الرد على الأسئلة المتعلقة بانحياز تقريرها الخاص بتعز للمليشيا الانقلابية، مشيرة إلى أن التقرير أختار إنتهاكات معينة وعينات محددة دون تفسير لهذه المعايير.
وأشارت الناشطة والإعلامية شاهر، إلى أن هذا الانتقاء العجيب الغريب الذي أظهر المقاومة كأنها هي المعتدية، لافتة إلى تجاهل التقرير للجرائم التي تمارسها المليشيا بالجملة كالقنص وضحايا الألغام وتفجير المنازل والتهجير القسري لقرى وعزل بأكملها ونهب المساعدات والحصار الذي وصفه التقرير (بالمتقطع) وغيرها من الجرائم الحصرية للانقلابيين.
وطالبت شاهر من القائمين على المنظمة الرد عن تلك الأسئلة وقالت: "لا داعي أن يسجلوا بطولات وهمية على حساب الراصديين الميدانيين".
مؤكدة أنه من حق أي مواطن يمني أن يسأل ويتتبع عن مصادر التقرير، أي تقرير حقوقي يمس حقوق الضحايا أو يغيبها وعن آلياته وعن المسؤول عن الاختلالات المنهجية والاخلاقية فيه.
توضيح
وقالت شاهر في تصريح سابق لـ(الموقع بوست) ان الشبكة الناعمة للانقلاب تعمل على تبييض جرائم الانقلاب بطريقتين الأولى، إخفاء مفضوح لكثير من الانتهاكات الحصرية للحوثيين، وغيابها عن التقارير الحقوقية، والثانية، حشر المقاومة الشعبية والجيش الوطني في خانة المليشيات الانقلابية ومحاولة تصوير الطرفين كمليشيات إجرامية لغرض تخفيف الوطأة على مليشيا الحوثي وحليفهم المخلوع".
واستطردت قائلة: "إن هذا الملف الحقوقي المزيف والمضلل هو واحد من أهم محركات الملف السياسي بل انه يمثل طوق النجاة الذي ترمي به القفازات المدنية لإنقاذ الانقلاب وتصفية ساحتها في كل مره".
تفاعل
ما طرحته شاهر خلق الكثير من ردود الأفعال التي تفاعلت سلبا تجاه موقفها، وسرعان ما توالت العديد من المنشورات التي انتقدت ما طرحته، في مقابل حالات كثيرة تضامنت مع شاهر.
وقالت الناشطة بشرى المقطري، "منذ أسبوع، تستمر، أسوان شاهر في التحريض على فريق مواطنة، متجاهلة أن هناك طرق للإحتجاج على التقرير عن تعز، وإبداء الرأي دون التحشيد والتحريض والمطالبة باستجوابهم، وهو ما يعني تعريضهم للخطر".
وطالبت المقطري من إدارة قناة بلقيس التي تعمل فيها شاهر بالتدخل لأيقافها، معتبرة أن انتقادها للتقرير سيعرض الراصدين المعدين للتقرير للخطر، وهو ما فجر سلسلة من التعليقات والمنشورات التي رأت في مطلب المقطري باعثاً للسخرية.
وعلقت شاهر على ذلك بالقول: يريدوا أن يصوروا تعز ومقاومتها على أنهم مجموعة من الإرهابيين، تأكيدا لمنطق أبو علي الحاكم، مسؤول المليشيا العسكري.
واردفت في منشور لها: هكذا ينظر هؤلاء لمقاومة تعز وهكذا يصطادوا في المياه العكرة تماما كما فعلوا في التقرير.
خطاب محايد
هذا الجدل امتد ليشمل ناشطون انضموا لذلك النقاش، معتبرين أن ما طرحته المقطري لا يعدو عن كونه نوعا من الحياد.
وساهمت الانتقادات الموجهة نحو شاهر في خلق حالة وساعة من التضامن معها في اوساط الناشطين والاعلاميين والسياسين، كما لفتت الإنتباه إلى تقرير مواطنة وما تضمنه من ملاحظات، وأدى ذلك أيضا إلى إعادة إحياء الانتقادات الموجهة لما يسمى بالمحادين في اليمن.
وأطلق هؤلاء هاشتاك بعنوان #الشبكة_الناعمة_للانقلاب تضمن العديد من وجهات النظر التي ذهبت إلى إعتبار تقرير مواطنة حيادا واضحا لصالح المليشيا الانقلابية.
وحفل الهاشتاق بالعديد من التغريدات والمشاركات التي تحدثت وتناولت التقارير المتماهية مع الانقلابيين في اليمن.
وفي سياق ذلك علق الناشط السياسي، محمد المقبلي قائلا: آخر نسخة من خطاب المحايدين، إما أن تقبل وتطبل لتقارير منظمات بعينها، أو أنت محرض يجب فصلك من عملك وممنوع تقول رأيك، ووصف شاهر بأنها رمز المقاومة المدنية للشبكة الناعمة للانقلاب.
من جانبه انتقد الناشط عبدالرقيب الأباره، في منشور بصفحته على فيسبوك، ما اسماهم المحايدين ودفاعهم عن منظمة مواطنة، وأشار إلى أن منظمة مواطنة توفر غطاء للمليشيات الانقلابية في تعز، موضحا أنها أجرت مسح للانتهاكات، ولم تجر أي مسح شامل لما يحدث في تعز سوى قرية الصراري.
بدوره قال الناشط، ربيع السامعي، مواطنة تسعى إلى التسلق والشهرة، مشيرا إلى أن جرائم الحوثي أصبحت لدى المنظمة روتين مألوف ومتكرر بالجملة ولا يلفت أنظار من أسماهم ( بني كيري سابقا وبني ترامب) وهي إشارة للدور الإمريكي.
واضاف: اختارت مواطنة السلم الأقصر إلى رغبات اصطياد الإقليم الدولي كأخطاء التحالف وغيرها من النوادر التي يستمتع المجتمع الدولي بالعزف على اسطوانتها.