احتفى الإعلاميون اليمنيون في الذكرى الـ20 لتأسيس قناة الجزيرة، والتي تصادف اليوم الثلاثاء، 1 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأطلت قناة الجزيرة مساء الثلاثاء، على مشاهديها بحلة ومحتوى جديدين، ضمن تغيير فني وتقني شامل يتزامن مع احتفال القناة بمرور عقدين على إطلاقها.
وبدأت الجزيرة مساء اليوم الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني، السادسة بتوقيت مكة المكرمة، البث من مبناها الجديد، الذي يضم استديوهات حديثة، وغرفة أخبار مجهزة بآخر التقنيات المستخدمة في مجال العمل التلفزيوني.
وتطلق القناة نشرات وفقرات إخبارية في قوالب تفاعلية وإبداعية، تتناول مواضيع مختلفة، من بينها قضايا ثقافية واقتصادية، وبرامج عن السفر والتجارب الملهمة وقصص النجاح، وبرامج حوارية سياسية، وتحقيقات تلفزيونية تعرض أسبوعيا مساء كل أحد، في ساعة خاصة بالتحقيقات والأفلام الاستقصائية، تسبر أغوار قضايا خفية وتفتح ملفات مغيبة عن المشاهد.
وأثارت هذه المناسبة موجة ردود واسعة بين أوساط الإعلاميين اليمنيين، على شبكات التواصل الاجتماعي.
متنفس الأحرار
وفي هذا السياق قال نصر طه مصطفي المستشار الإعلامي لرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في تغريدة بحسابه على موقع "تويتر": "خالص التهاني للزملاء في قناة الجزيرة بمناسبة عيدها الـ 20"، مضيفا: "هذه القناة التي غيرت وجه ونمطية الإعلام العربي وأصبحت متنفسا لكل الأحرار".
عمود الضوء الذي لا يخبو
من جانبه قال الكاتب والباحث اليمني، محمد العمراني: "فعلت الجزيرة للجيل العربي خلال عشرين عاما ما عجزت عنه المدارس والكليات والمؤسسات الثقافية مجتمعة".
وأضاف "العمراني" في مقال نشره بصفحته على "فيسبوك": "جاءت الجزيرة من اللامكان وهزمت كل الآلة الإعلامية التي تمترس خلفها النظام العربي الدكتاتوري".
وتابع الكاتب والباحث العمراني قائلا: "كانت الجزيرة تدرك من يومها الأول أن الحرية تستنبت في الشعوب وليس كل الناس يحبونها، وأن الثقافة هي الدليل المحسوس على وجود الأمة والشعب، ولهذا اختطت مسارها الثابت نحو الثقافة والحرية بكل ثبات وجسارة" .
وأردف قائلا: "لقد فتحت عقل المواطن العربي وكسرت الحجب التي ظلت عقودا تغطي وجه الحقيقة لصالح الطغيان والعابثين. مضيفا كانت الجزيرة وثورتها الفكرية هي الأساس الذي أنتج الربيع العربي وفتح عقول الملايين على الحقائق، أو على الأقل كانت واحدا من أهم العوامل التي انتجته".
ولفت إلى أنه خلال عشرين عاما من الأفكار المتشاكسة والمواقف المتناقضة والثورات والثورات المضادة والدكتاتوريات والصراع شرقا وغربا وغيرها من المتغيرات الكثيرة والعاصفة، ظلت الجزيرة تحتفظ بموقفها الصحيح والواعي في كل الأحداث، وبينما تبدلت المواقف وسقطت القيادات وتاهت الدول بقيت الجزيرة عمود الضوء الذي لا يخبوا وكانت دائما منارة التائهين وأبناء السبيل، حسب قوله.
ويرى العمراني أن الجزيرة لم تكن مجرد قناة للأخبار، لقد كانت موقفا صلبا لا يعرف التردد والنكوص ، وصوتا لا يرهبه الكهنوت والطغيان، مشيرا إلى أن الجميع مدين لهذه القلعة الصامدة، لعلبة الكبريت التي تشتعل في الظلمات ولا تحرق غير الطغيان وغير الأعداء.
نبض الشارع العربي
من جهته علق الشاعر والإعلامي، عامر السعيدي بالقول: "ارتبط اسم قناة الجزيرة بضمير ونبض الشارع العربي، فكانت صوتا للمغلوبين، ونافذة للحرية".
وقال "السعيدي" في صفحته على "فيسبوك": "في عامها العشرين أصبحت الجزيرة مثيرة لجدل كبير منذ اندلاع الربيع العربي، واتسعت دائرة خصومها، لكنها؛ ومع كل الملاحظات عليها، ظلت الصوت العربي الأقرب للحق والحقيقة، كما أنها حافظت على صدارتها الإعلامية في الوطن العربي، ومنافسة قنوات وشبكات إخبارية عالمية".
وأضاف: "الجزيرة20 صوت فلسطين، صوت العربي المغلوب، صوت الشارع العربي، وأكثر من ذلك، يكفي موقف الأنظمة منها لتنال إعجاب الشعوب".
نقطة فارقة في الإعلام العربي
بدوره قال الناشط والإعلامي حمزة المقالح، إن الجزيرة "إعلام المساكين ونصيرة المظلومين"، مشيرا في منشور له على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، إلى أن "عشرون عاما من التألق و النجاح، يحسب لهذه القناة أنها كانت نقطة فارقة في الإعلام العربي"، مضيفا: "يكفي أن أصبح لدينا إعلام عربي ما قبل الجزيرة و إعلام ما بعد الجزيرة".
وأشار إلى أن قناة الجزيرة استمرت بأدائها لـ 20 عاما و هذا هو عمر جيل وهو الأهم، لافتا إلى أن أهم ما أنجزته الجزيرة منذ انطلاقتها أنها كسرت احتكار آلات إعلام الأنظمة القمعية والشمولية في المنطقة، وفتحت آفاق جديدة للتعبير عن المسكوت عنه والمهمل وبلورت قوة إعلام ضاغطة وتشكلت معها السلطة الرابعة.
حارسة الأحلام
أما الصحفي محمد عبدالله الجرادي فعلق في ذكرى تأسيس الجزيرة العشرين قائلا: "صوت الشعوب الحرة، وحارسة الأحلام والتطلعات العربية المشروعة"، مضيفا: "شكرا لقناة الجزيرة في ذكرى ميلادها العشرين".