[ جنود بريطانيين اثناء مداهتمهم لمواقع الثوار في عدن ]
يكتسب الحديث عن الذكرى الـ 54 لثورة الـ 14 من أكتوبر أهمية خاصة هذه السنوات، نظرا لما عاشته اليمن من أحداث ثورية وغضب شعبي في كل المحافظات اليمنية، طوال السنوات الماضية، الأمر الذي يحفز ذاكرة الأجيال الشابة المعاصرة للعودة إلى المحطات الثورية الرئيسية الأولى، التي تعد أحداثاً تاريخية عظيمة صنعها اليمنيون بإرادتهم وعزيمتهم فانتقلوا بها إلى عصر الدولة والجمهورية بعد ما غرقوا لعقود في براثن التخلف والإقطاع والاستعباد.
فتحل ذكرى أكتوبر هذا العام وتعيد إلى أذهان الشباب الأبناء نضال الآباء والأجداد وتبرهن أن الثورات الشعبية في تواصل مستمر لذات الغايات، وإن اختلفت الزمن وتغيرت الشخصيات، وهذا الاتصال نابع من صيرورة الأحداث وتطورها وتماثلها، ومن النزعة الروحية للإنسان نحو الحرية والعدالة والمساواة كقيم ذهنية مترسخة في ذاته تأبى الاندفان في تربة الطغيان، وترفض خصيها وقتلها المتعمد.
إن استحضار أحداث الماضي في الحاضر له أثر إيجابي عميق التأثير في الانطلاق نحو المستقبل بعد التحلل من عوامل الضعف والارتباك وإذابة مبررات الفرقة والاختلاف وتجاوز أسباب الفشل والانهيار، فينطلق الجميع نحو الغد بثقة أكثر فتتحقق معاني المساواة والكرامة، وتنتصر أهداف الثورة، وتتصل الأحداث ببعضها، والأجيال بسابقتها، فتظهر حيوية هذا الشعب وعظمته، كصفحة ناصعة في التاريخ، لا تقبل الانتكاس وتستعصي على الطي أو التشوية.
إنها ثورة أكتوبر.. حدث عظيم في شعب عظيم وفي زمن عظيم، فلم تنفجر هذا الثورة من فراغ بل جاءت من عمق الحاجة الشعبية المتنامية الراغبة في التحرر والانعتاق بعد أن ظلت جاثمة تحت نار المستعمر لأكثر من 120 عاماً.
وعندما انفجرت كان انفجارها ضخماً أفقد أعداءها توازنهم فولدت منتصرة لتنتصر لثورتها الأم 26 سبتمبر، وأثبتت واحدية الثورة اليمنية والنضال اليمني في الشطرين الشمالي والجنوبي رغم اختلاف النظامين اللذين انتفضتا عليه.
فعلى الرغم من اختلاف النظامين الحاكمين لشطري اليمن قبيل الثورتين إلا أن معاناة اليمنيين كانت واحدة، فتوحدت مظاهر ثورتهم وامتزجت أهدافهم وتشابهت مراحل نضالهم فكان الشمال ميداناً لانطلاق الثورة في الجنوب مثلما كان الجنوب مقراً لثوار الشمال وبدت عوامل التكامل والتكوين بين الثورتين واضحة المعالم قوية الدلالات.
وما ينبغي الوقوف عنده هنا هو أن العمل الثوري في الشمال والجنوب قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر كان مرهوناً بعلاقات التقارب والتنافر بين النظم الحاكمة في صنعاء (الإمامة) وعدن (بريطانيا) ومدى توافقها أو اختلافها، ويخضع للمزايدة السياسية بين الجانبين اللذين كان كلاً منهما يدعم معارضي الطرف الآخر في سبيل الضغط عليه لتقديم تنازلات سياسية معينة، رغم أن الإمام يحيى ومن بعده أحمد كان لهم اهتمام بالجنوب اليمني وتمسك بضم الجنوب إلى الشمال كونهما وصلة واحدة ولذلك عارض الامامان تسمية الجنوب بالجنوب العربي في مجلس الاتحاد اليمني المصري وفي الجامعة العربية، وكانا يسميانه الجنوب اليمني وذلك في مواجهة التسمية التي كان يطلقها عليه البعض كالجنوب العربي أو جنوب الجزيرة أو الجنوب.
وما يعاب على الإمامين أنهما كانا ينظران إلى الجنوب من منظور وحدوي مبطن برغبة التوسع في الأرض وبالتالي زيادة الدخل والجباية والضرائب، ولم تكن بريطانيا في المقابل حريصة على اليمنيين في الجنوب من هذه الرغبة الإمامية بل كان اهتماما بالجنوب وتطويره وتمدينه خدمة لأهدافها وتسهيلاً لوجودها.
لكن تلك الأساليب أفرزت في نهاية المطاف حراكا سياسيا ونضاليا ضد الاستعمار والإمامة قاد في نهاية الأمر إلى انفجار الثورتين.
التكامل الثوري بين عدن وصنعاء
فعدن عاصمة الشطر الجنوبي سابقا احتضنت رجال الحركة الوطنية من الشمال في الأربعينيات، والذين أطلقوا منها شرارة العمل الثوري المعارض للإمامة في صنعاء عبر صحيفة صوت اليمن والجمعية اليمنية الكبرى وصحيفة الفضول.
وشكلت هذه المدينة مأوى آمناً للثوار استطاعوا فيه أن يجهروا بمعارضتهم ويطرحوا قضيتهم أمام المجتمع الدولي ويخاطبوا الشعب في الشمال، فأصبحت عدن هي ملاذ كل خائف من الإمام فقصدها الثوار ومنهم السيف إبراهيم بن الإمام يحيى الذي انضم للأحرار بل إن كثير من الشخصيات المنظرة لثورة 48م الدستورية كانت في عدن قبل الثورة ومنها عادوا إلى صنعاء بعد إعلان ثورة 48م، وتوقف العمل النضالي للأحرار في عدن.
وعلى ضوء علاقات التعاون بين الامام يحيى وبريطانيا جُمدت صحيفة الفضول التي أسسها المرحوم الشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان وكانت تعلن مواقفها الصريحة المناهضة للإمام أحمد وسياسته، لكن ما لبثت أن توقفت بسبب سحب ترخيص عملها ومنعها من الاصدار من قبل المندوب البريطاني بضغوط من الإمام أحمد وذلك في العام 1953م.
في المقابل كانت الشمال ملجأ لشعراء ومثقفي وأحرار الجنوب المناهضين للاستعمار والذين تطلعوا إلى تحرير الجنوب معلقين آمالهم على الإمامين يحيى ثم أحمد فهذا عبدالرحمن عبيد السقاف يلقي قصيدته أمام الإمام يحيى ويناشده تحرير الجنوب فيقول:
إن النواحي التسع تشكو ضيماً
فمتى ستنقذها عليك سلام
ومن المعروف أن الامام يحيى كان يسمي المدن التسع في الجنوب نواحي، بينما كانت بريطانيا تسميها محميات فخاطبه الشاعر بما يؤمن به.
وألقى الشاعر محمد سعيد جرادة عام 1957م قصيدته في تعز أمام الإمام أحمد يقول في مطلعها:
أرض وفيها طعنة مسمومة
تدمي فؤاد الشاعر المتألم
بل إن شعراء الشمال ومثقفيهم كانوا يشاطرون الجنوبيين محنة الجنوب فيقول عبدالله حمران:
أشتكي من محنة الجنوب وفوقي
محن لا يطيقهن الجنوب
وكانت صنعاء وتعز المقرات الآمنة لإعلان التنظيمات السياسية والحزبية للشخصيات الجنوبية المهتمة بالنضال ضد الاستعمار البريطاني، فنضجت الخلايا الحزبية الجنوبية في الشمال أولاً، وصدرت من تعز عام 60م صحيفة الطليعة التي أصدرها عبدالله باذيب، لكنها أغلقت بعد شهرين من إصدارها بعد اتهام مؤسسها بالشيوعية ولا يستبعد هنا أن يكون قرار الإغلاق سياسياً في سياق التعاون الإمامي البريطاني.
بل إن تكوين الجبهة القومية التي قادت العمل المسلح ضد بريطانيا داخل الجنوب تم في صنعاء بإشراف من الرئيس السلال، ورعاية من الرئيس عبدالناصر الذي أبدى موافقته على تقديم السلاح والمال للثوار لشن حرب ثورية مسلحة منظمة ضد الاستعمار البريطاني في عدن، فاستفاد الثوار من هذا الدعم ومن افتتاح مكتب لشؤون الجنوب في صنعاء فانتظمت صفوفهم ووحدوا قيادتهم وتآزرت المجاميع الجنوبية المتواجدة في تعز وصنعاء وإب ورُشح الرئيس الراحل قحطان الشعبي رئيساً للجبهة القومية وشكلت خلال الخمس السنوات بعد ثورة سبتمبر أقوى المواقع لانطلاق الثورة الأكتوبرية.
ثورة سبتمبر ودعمها لثورة أكتوبر
حين تفجرت ثورة سبتمبر كان انتصارها مؤشراً كبيراً لانتصار ثورة الجنوب، ولهذا وقف الاستعمار البريطاني ضد نجاح ثورة سبتمبر، وتحالف في سبيل إعادة الإمام الهارب البدر إلى الحكم في صنعاء، وذلك لشعور المستمر البريطاني بأن صنعاء التي وضعت أول أهداف ثورتها السبتمبرية التخلص من الاستبداد والاستعمار لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ثورة أشقائها اليمنيين في الجنوب، فسعت بريطانيا إلى دعم الملكيين والقبائل التي تساندهم للحيلولة دون نجاح الثورة وضربها مبكرا.
وأنشأت بريطانيا بأسرع وقت محطة لاسلكي ضخمة في بيحان للتجسس على المخابرات اليمنية، وزودت المحطة بمجموعة من خبراء الشفرة، واستعملت بريطانيا كل الوسائل لخنق الثورة وحصرها في أضيق نطاق واستخدمت لذلك المؤامرات والمال والسلاح والدعاية، واحتلت منطقة حريب ووضعت فيها أحد أمراء الأسرة الطريدة كي تكون نقطة انطلاق إلى الداخل اليمني في الشمال.
وكانت مخاوف الاستعمار والرجعية في مكانها، لكنها لم تنتصر في نهاية الأمر، بل انتصر اليمنيون بإرادتهم ورغبتهم وتطلعهم للانعتاق والتحرر وبناء الدولة الحديثة، فصنعاء بعد ثورة سبتمبر 62م تبنت قضية تحرير الجنوب واحتضنت زعماءها، وأصبحت صنعاء الستينيات هي عدن الأربعينيات، ومع أول تشكيل حكومي في صنعاء بعد الثورة عين قحطان الشعبي وزيراً في الحكومة لشؤون الجنوب العربي ولاحقاً مستشاراً للرئيس المرحوم السلال لشؤون الجنوب، وشغلت قيادات كبيرة من الجنوبيين مناصب رفيعة في الشمال، ومع تبني الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الكفاح ضد بريطانيا ومناهضته للاستعمار البريطاني تكامل العمل الثوري بين صنعاء والقاهرة وعدن في دعم ثوار وثورة الجنوب، وأدت إذاعة صوت العرب في القاهرة دوراً إعلامياً كبيراً في التنديد ببريطانيا وسياستها وفي تنوير الشعب العربي عامة واليمن خاصة.
بدايات النضال الثوري لأكتوبر
من بداية الخمسينات إلى مطلع الستينات – كما يقول البردوني في اليمن الجمهوري- تلاحقت الانتفاضات ضد الانجليز في عدة اشكال بعضها مسلح وبعضها غير مسلح وكانت الإضرابات والاحتجاجات والمظاهرات تجتاح عدن من وقت لآخر، كما كانت الأعمال المسلحة تشب وتخبو.
وحين اندلعت ثورة اكتوبر جاءت من الريف إلى المدينة منذ تفجرها واللحظات الأولى لمقاومة الاستعمار، لأن الاستعمار البريطاني حاول أن يحاكي نظام الشمال بشكل مختلف فحاول جعل المحميات المتعددة سلطة واحدة عاصمتها عدن وحكامها من سلاطين المحميات تحت مبدأ الاتحاد فأصبح السلاطين وزراء في حكومة اتحادية وسلاطين مناطق، ولهذا خلت أرياف الجنوب من منتفعين بسلطة الاستعمار ومن قابلية تشكيلاته في عدن حيث تركزت القوى المقاومة للثورة فتفجرت الثورة من جبل ردفان في شهر أكتوبر 63م.
ومن هنا كما يقول البردوني في كتابه "الثقافة الثورية في اليمن": تكونت السمات الأولى على وجه الثورة الاكتوبرية بأنها ريفية التحرك والأنفاس فأشبهت ثورة ردفان ثورة الصين في الأربعينيات وثورة كوبا في آخر الخمسينيات".
وهذا بخلاف ثورة سبتمبر التي ظهرت في المدنية أولاً ثم بالريف ثانياً وكان أوائل الثوار الذين قادوا العمل الثوري في الشمال من المدينة إلى الريف وأدركوا أهمية الربط بين المدنية والريف في الوعي بالثورة كما يتحدث عنهم الدكتور عبدالعزيز المقالح: هو الشيخ حسن الدعيس وتلاه آل أبو رأس وآل القردعي والذهب وآل أبو لحوم وآل دماج والشيخ الشهيد حسين الأحمر وولده حميد والشيخ الشهيد عبداللطيف بن راجح.
ونظراً لتركز القوى المقاومة للثورة في عدن وتحصنها بالاستعمار الذي منحها المال والمناصب والسلاح كان دخول ثوار أكتوبر عدن تحقيقا لما كان مستحيلاً، لأنها كانت أحصن من سور صنعاء، فكان السبب في مستوى عظمة النتيجة، إذ اتقد الحس الثوري في عدن متصلاً بزحف ردفان، حتى إن التفجيرات التي كانت تنفجر في عدن قبل دخول الثوار كانت تعد من الأحداث العادية عند المندوب السامي البريطاني باعتبارها من صنع أفراد مشاغبين أو متسللين، ولم تكتشف سلطة الاستعمار تعاظم الثورة في عدن إلا عندما تجاوبت النار في شوارع عدن وأصبحت حرب الشوارع أقوى من حرب ردفان، وكان للثوار مهارة أقوى على حرب الشوارع لأن الاستعمار لم يتوقع هذه المفاجأة ولم يكن واردا في ذهنه دخول الثوار للعاصمة عدن.
وبعد أيام أثبتت الأحداث سوء تقدير الإنجليز، إذ تضافرت القوى المحاربة في الريف والقوى السياسية في (عدن) فتأججت المظاهرات الطلابية والعمالية وقاومت الأحزاب على اختلافها فكرة الاتحاد السلاطيني، وكانت (عدن) تستغل الديمقراطية الشكلية إلى أقصى مدى، فتعددت فيها النقابات والاتحادات والتنظيمات، ومن بداية 1962م انصهرت كل هذه الاتحادات والنقابات والتنظيمات بالثورة، وتوثق التعاون بينها وبين المحاربين، فقام كل فصيل بدوره النضالي: الاتحاد النسائي إلى جانب الاتحاد الطلابي، والاتحاد العمالي إلى جانب نقابتي الصحفيين والأطباء، وعلى قلة عدد هذه النقابات والاتحادات فإنها كانت تتكاثر بانصبابها معاً في المجرى العام للثورة، حتى انتقلت هذه الفصائل من شوط المظاهرات والمقاومة السلمية إلى حرارة الإيجابية المسلحة، فتمكن الثوار المحاربون من دخول (عدن) عام 1964م، وكان دخولهم من (كريتر) حيث اشتعلت معركة آخر الأربعينيات ضد اليهود.
انتصار سياسي ومعنوي
مثلت ثورة أكتوبر انتصاراً سياسياً ومعنوياً وعسكرياً وحافزاً للجمهورية الوليدة في صنعاء التي كانت تتعرض لحرب شعواء شنها الملكيون بدعم سعودي أمريكي بريطاني من الحدود المجاورة للسعودية والحدود الممتدة بين الشطرين الشمالي والجنوبي في المناطق الشرقية والتي كانت تنشط فيها بريطانيا وتقدم الدعم العسكري المباشر والمساعدات المالية للقبائل المرتزقة التي جندتها الملكية وقاتلت في صفوفها ضد النظام الجمهوري في صنعاء الذي كان قد بدأ العمل العسكري ضدها من أكثر من محور.
ونظراً لتكالب قوى الرجعية من الشمال وقوى الاستعمار من الشرق والجنوب ضد الجمهورية بهدف تطويق الثورة وإفشالها فقد جاء انتصار ثورة ردفان في 14 أكتوبر لتمنح الجمهورية في صنعاء نصرا كبيراً شجعها على الاستمرار في مواجهة الرجعية والاستعمار حتى دحرها.
فجاء تفجير ثورة أكتوبر ليوجه ضربة قاضية من الداخل للاستعمار البريطاني الداعم للرجعية والملكية والمعادي للثورة في الشمال، وكان من نتيجتها تراخي قبضة بريطانيا على المحميات الأخرى واكتفائها بمدينة عدن.
إذاً فقد كانت ثورة أكتوبر ثورة شعبية خالصة اشترك فيها كل مكونات الشعب في الشمال والجنوب، وأفضت إلى عالم أفضل مناخاً، بغض النظر عن الاقتتال الدموي الذي رافق مسيرة الثورة أو اندلع بعدها بين الزعامات الثورية، فذلك الاقتتال لا يحط من مكانة الثورة ولا تتحمل الثورة كحدث شعبي تأريخي مسؤوليته، بل لا يتصل بها، لأنه من صنيعة الثوار والمناضلين أنفسهم، أججته أطماعهم السلطوية، وغذته أطراف خارجية، فانشغلوا عن بناء الدولة بصراع المناصب والأجنحة، وأطفأوا ألق الثورة ليشعلوا نار الحقد والحرب.. فرحلوا بأفعالهم، وظلت الثورة خالدة تضيء دروب الأجيال بقيم الحرية ومنهج التغيير ومعاني الكرامة.
فلم تكن ثورة أكتوبر مطلقا ثورة شطرية وليست سبتمبر كذلك، فهما عصارة سنوات من التكامل والنضال والتضحية المشتركة بين ثوار الشطرين الذين توحدت مشاعرهم ومعاناتهم وأهدافهم وفشلت الحدود المصطنعة في رفع جدار العزلة بينهما، فانهارت كل الأساليب الاستعمارية والكهنوتية الهادفة للفصل بين شعبي الشطرين نفسياً وواقعياً، فتلاحمت الجهود وارتفعت الأصوات الرافضة لعوامل التفريق والتمييز بين كلا الشطرين اللذين ازدادا اقتراباً من بعض ليؤكدا واحدية اليمنيين ووحدة اليمن.
وجاءت الثورة الشعبية في 2011م لتجدد ثورة أكتوبر وتصحح مسارها وتنتصر لقيمها، لتتصل عملية النضال بين جيل الآباء وجيل الأبناء، أما بالنسبة لأهداف ثورة أكتوبر التي يتساءل البعض عن عدم وجود أهداف مكتوبة لها فهي ذاتها الأهداف التي وُضعت لثورة سبتمبر وتتعلق بالتحرر من الاستبداد والاستعمار وتحقيق الوحدة الوطنية وبناء الدولة الحديثة، وهو ما تحقق لاحقاً.