أعلن قائد المنطقة العسكرية السادسة، اللواء الركن أمين الوائلي، تمكن قوات الجيش والمقاومة من السيطرة على مركز مديرية الغيل، وقرى العضبة والعرضي، وقرى ومناطق ونقاط تفتيش أخرى، والتي تعتبر آخر معاقل مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، بمديرية الغيل، التابعة لمحافظة الجوف، شمال شرق اليمن.
وتمكنت قوات الجيش والمقاومة، وبمساندة جوية من طيران التحالف من طرد المليشيات الانقلابية من آخر معاقلها في الغيل، علما بأن المليشيات ظلّت تستميت لعدة أشهر، داخل الغيل، في مواجهة قوات الشرعية التي كانت تحاصرها من عدة جهات.
وبحسب مصادر عسكرية، فقد نتج عن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليوم السبت 1 سبتمبر، في مديرية الغيل، مقتل وإصابة العشرات من عناصر المليشيا الانقلابية، والتي انهارت صفوفها أمام الهجوم الكاسح الذي شنته قوات الشرعية.
أهمية "الغيل"
بدأ الجيش الوطني بمساندة المقاومة الشعبية، معارك تحرير مديرية الغيل من مليشيا الحوثي والمخلوع قبل عدة أشهر، تمكن خلالها من تحرير مناطق واسعة، إلا أن مركز المديرية المعروف بقرية الغيل، ومناطق أخرى، ظلت تحت سيطرة مليشيا الحوثي والمخلوع، والتي أبدت مقاومة شرسة، واستماتة قوية طيلة الفترة الماضية، إلى أن تم تضييق الخناق عليهم داخلها قبل أسابيع من قبل قوات الشرعية.
وفي وقتٍ سابق، كشف مراسل (الموقع بوست) الصحفي علي العنتري، عن الأسباب والدوافع وراء الاستماتة التي أبدتها المليشيات الانقلابية طيلة الفترة الماضية، داخل قرية الغيل، مركز المديرية، بالرغم من الحصار الخانق الذي فرضه الجيش والمقاومة عليها.
وأشار العنتري، وهو أحد أبناء محافظة الجوف، إلى أنه منذ 2009 وكل معارك مليشيات الحوثي تنطلق من قرية الغيل، لافتا إلى أن سر استماتة الحوثيين على هذه القرية، يعود لكونها "منبع الفكر الشيعي الإثناعشري" في الجوف، ومصدر انتشاره، بل إنها "هي التشيع بذاته"، حسب وصفه.
وأضاف العنتري: "كان هناك في قرية الغيل رجل يصفونه بربهم ويمجدونه أكثر من تمجيدهم لله ولرسوله"، لافتا إلى أنه ليس في عهد الحوثي بل قبل سنين كثيرة جداً.
كما تحدث مراسل (الموقع بوست)، عن أسباب أخرى وراء تأخر حسم معركة الغيل، منها "انتماء ساكني قرية الغيل، لقبيلة الأشراف الذين ينسبون أنفسهم لبيت النبي (ص)، وقد قاموا بتهجير قبيلتي المحابيب وآل مسلم وتفجير مساكنهم في 2014 عبر قوات الحوثي والحرس الجمهوري بعد أن عجزوا عن تحقيق ذلك في عام 2011 عندما لم يكن معهم سوى الحوثيين".
إدارة "التشيع"
الصحفي علي العنتري، أشار إلى أن مليشيا الحوثي كانت تتخذ من قرية الغيل، مقرا لإدارة وتصدير التشيع إلى بقية مناطق محافظة الجوف، مشيرا إلى أن سقوطها يعتبر سقوط الحاضنة التربوية والعسكرية للحوثيين، فضلا عن أنه سيكون سقوط مدي لعناصر المليشيات في الجوف وخارجها.
وذكر العنثري أن من الأسباب كذلك "أن 70% من قيادات الحوثي في الجوف، وعدد من القيادات في المحافظات الأخرى ينتموا لهذه القرية، حيث كانت مدد الحوثيين في الحروب الست مع النظام اليمني السابق".
الموقع الجغرافي
وتتميز الغيل بموقعها الجغرافي، حيث تتوسط مديريات الحزم والمصلوب، وأيضاً مديرية مجزر بمحافظة مأرب والسلسلة الجبلية المطلة على مديرية نهم التابعة للعاصمة صنعاء، حيث يعتبر سقوط مديرية الغيل، بمثابة سقوط شبه كامل للحوثي ومشروعه في محافظة الجوف.