[ التظاهرة الالكترونية المناهضة لتعذيب المختطفين ]
أثارت التظاهرة الالكترونية المناهضة لتعذيب المختطفين من قبل مليشيات الحوثي في اليمن، والتي أطلقتها المنظمة الوطنية للتنمية الإنسانية وشركائها المحليين والدوليين على هاشتاق (#اوقفوا_التعذيب_في_اليمن)، تفاعلا ايجابيا في أوساط السياسيين والناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الالكترونية، داخل اليمن وخارجة.
وأسهمت التظاهرة التي انطلقت مساء الثلاثاء واستمرت لثلاثة أيام، آخرها اليوم الخميس 29 سبتمبر، بثلاثة لغات هي (العربية والانجليزية والفرنسية )، في إبراز قضية التعذيب التي تُمارس ضد المعتقلين والمخفيين قسرا في سجون مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، حيث هدفت الحملة إلى تحويل تلك المعاناة من ظلمة السجون والمعتقلات إلى قضية رأي عام يتشاطر الجميع، مناهضتها من ثم الضغط لإيقافها.
وبعد ساعتين من انطلاق التظاهرة الالكترونية حلت في المرتبة الثانية في الترند العالمي عبر هشتاقها باللغة الانجليزية، ليبدأ الزخم المحلي والإقليمي والدولي بالتفاعل الكبير مع الحملة.
وتأتي هذه الحملة المفتوحة ضمن عدة خطوات متعاقبة وأنشطة أعلنت عنها المنظمة الوطنية للتنمية الإنسانية وشركائها المحليين والدوليين، تهدف إلى الإسهام في تشكيل رأي عام محلي وإقليمي ودولي مناهض للتعذيب، والسعي لتشكيل تحالف حقوقي دولي مناهض للتعذيب يسهم بمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب ومنتهكي حقوق الإنسان التي لا تسقط بالتقادم.
إصابة بالشلل
وتداول ناشطون وحقوقيون صورا وتغريدات على الوسم الخاص بالحملة، تندد بجرائم مليشيا الحوثي والمخلوع صالحح بحق السجناء والمختطفين والمخفيين قسريا، مشيرين إلى أن العشرات من المختطفين توفوا في سجون ومعتقلات المليشيا نتيجة التعذيب، في حين أصيب عدد من المختطفين بالشلل جراء تعرضهم للتعذيب الشديد.
جريمة يعاقب عليها القانون
وذكر ناشطون أن هناك آلاف المعتقلين والمختطفين في سجون سلطات الانقلاب في صنعاء وغيرها، علاوة على أن اختطافهم جريمة يعاقب عليها القانون، فإنهم يتعرضون لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي دون أن يهتز لذلك الضمير العالمي.
وقال مغردون على الهاشتاق نقلا عن مصادر حقوقية: "تقول زوجة أحد المعتقلين: أخبرني زوجي عندما زرته في المعتقل بصوت منخفض أنهم كانوا يضربوه حتى يتورم جسدي بأكمله".
استشهاد 57 مختطف
وفي السياق قال مدير مكتب قناة الجزيرة في اليمن سعيد ثابت سعيد: "يعاني المختطفين وجُلّهم مدنيين وسياسيين وصحفيين من غياب كامل للمعاملة الإنسانية ومن الحرمان من ابسط الحقوق في سجون مليشيا الحوثي والمخلوع".
وأضاف "ثابت"، في صفحته على "فيسبوك": "على العالم الغربي أن يثبت أنه ضد الإرهاب بإيقاف جرائم مليشيا الحوثي والمخلوع صالح في اليمن"، مشيرا إلى أنه حتى الآن نحو 57 مختطفا استشهدوا تحت التعذيب في معتقلات مليشيا الحوثي والمخلوع منذ سبتمبر 2014.
أساليب التعذيب
من جانبه أوضح الناشط الحقوقي مدير منظمة رصد للحقوق والحريات عرفات حمران، أن من أساليب التعذيب التي تستخدمها مليشيات الحوثي "الضرب المبرح، والصعق الكهربائي، والضرب بأعقاب البنادق، والتحقيق المتواصل، والمنع من النوم، والتهديد والإهانات، والمنع من الزيارات، والتعليق، والحجز الانفرادي، والتجويع، وإهانة الأهل والأقارب".
وأضاف "حمران" في صفحته على "فيسبوك" أن من أساليب التعذيب أيضا "استخدام الضوضاء والتقطير، وحجز المختطفين مع المحكومين والسوابق والإرهابيين، والحرمان من العلاج، والتعريض للبرد الشديد، وإطفاء السجائر في أجسادهم، وغمر السجن بمياه الصرف الصحي، والمداهمات المفاجئة، والأكل الملوث، وانعدام التهوية، ومنع تزويدهم بالملابس والبطانيات والأدوات الصحية"، إضافة إلى أساليب أخرى نفسية وجسدية مادية ومعنوية محرمة.
اعترافات لجنايات لم يقترفوها
من جهته أعتبر الناشط الحقوقي أحمد هزاع: أنه لا يقوم بتعذيب المعتقل إلا جبان وسافل وحقير، لافتا إلى أن المليشيات تقوم بتعذيب المختطفين لتنتزع منهم اعترافات لجنايات لم يقترفوها.
وأوضح "هزاع" في صفحته على "فيسبوك" أن المادة (5) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تقول: "لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو الخاصة بالكرامة".