شيع الحوثيون، وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، اليوم الأحد 25 سبتمبر، العميد الركن حسن عبد الله الملصي، قائد قوات صالح في الجبهة الحدودية مع المملكة العربية السعودية، الذي قتل بغارة لطيران التحالف العربي، يوم الخميس الماضي.
ويعتبر الملصي، من أبرز وأهم القيادات العسكرية الموالية للمخلوع، الذين قتلوا حتى اللحظة في غارات للتحالف، ومعارك سواء في الجبهة الحدودية، أو في الجبهات الداخلية.
وكان الملصي، بحسب توصيف وزارة دفاع الانقلابيين، وقوات صالح، قائدا للنسق الأول في جبهة نجران الحدودية، وشغل سابقا، منصب، قائد وحدة مكافحة الإرهاب، في القوات الخاصة، بالحرس الجمهوري، التابع للمخلوع.
وشيع العميد الملصي، إلى مسقط رأسه في قرية ريد، بمديرية سنحان، مسقط رأس الرئيس المخلوع، شرق العاصمة صنعاء، علما بأنه قتل بغارة جوية للطيران، أثناء محاولته وعدد من عناصر المليشيا اقتحام أحد المواقع التابعة للجيش السعودي على حدود نجران.
ضربة موجعة
ومثّل مقتل العميد الملصي، ضربة مؤلمة للرئيس المخلوع وحلفائه الحوثيين، كونه كان المسؤول عن العمليات العسكرية التي تخوضها المليشيات في جبهة نجران الحدودية، كما أنه من أبرز القيادات العسكرية التي كانت تحظى بثقة واطمئنان المخلوع صالح، بعد أن هجرته معظم القيادات عقب ثورة 11 فبراير.
وكان في مقدمة مشيعيه، صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للانقلابيين، وكذا القائم بأعمال وزير الدفاع رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن حسين ناجي خيران ونائب رئيس هيئة الأركان اللواء الركن زكريا يحيى الشامي، المعينين من قبل المليشيا الانقلابية، وعدد آخر من القيادات العسكرية والأمنية.
وزارة دفاع الانقلابيين، بدورها، نعت العميد الملصي، الذي قتل عن عمر ناهز 45 عاما، أثناء قيادته للعمليات في جبهة نجران.
الوزارة، وصفت الملصي، بالقائد الشجاع، والمتفاني، مشيرة إلى أنه تقلد عدد من المناصب والأوسمة العسكرية خلال الفترة الماضية.
ونشرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين والمخلوع، مقاطع فيديو، وصور تظهر العميد الملصي، أثناء قيامه بالتخطيط، للهجمات على المواقع السعودية، مشيرة إلى أنه كان يضع الخطط ويقود المهاجمين، لاستهداف الثكنات السعودية.
الإعلامي المقرب من المخلوع، نبيل الصوفي، تحدث عن العميد الملصي، مشيرا إلى أنه نقل المعركة من الجبهة الداخلية إلى داخل الأراضي السعودية.
وانتقد الصوفي، عدم تفريق الحوثيين بين من أسماهم بـ"شهداء الجيش"، والمجاميع المسلحة الأخرى، لافتا إلى أن هيئة الأركان يتحملان مسؤولية عدم تمييز الجيش والأمن في مراسيم التشييع.
وقال إن مثل العميد الملصي، يجب أن يحظى بجنازة وطنية تليق به، منتقدا تعامل القيادي عبد الكريم الحوثي، مع الوحدات العسكرية، وحرصه على ضرورة أن يعلن كل قائد في الجيش الولاء له، ولزعيم الجماعة.
من هو الملصي ؟
وبالنظر إلى المناصب السابقة التي سبق أن تولاها العميد الملصي، يتضح جليا أنه كان مسؤول عن الانتهاكات والجرائم التي شهدتها اليمن خلال الفترة التي أعقبت ثورة 11 فبراير السلمية، كونه كان قائد وحدة مكافحة الإرهاب بالقوات الخاصة، التابعة للحرس الجمهوري، الموالي للمخلوع.
وحول هذا الأمر، قال مدير مكتب الجزيرة، في اليمن، سعيد ثابت، إن الملصي، كان أحد مسؤولي المهام القذرة ضد معارضي المخلوع صالح، مشيرا إلى أن قوات الشرعية تمكنت منه بالتنسيق مع طيران التحالف العربي، حيث تم استهدافه بغارة جوية، بعد أن تعاون عناصر من جماعة الحوثي بصعدة في تحديد موقعة.
وزير الكهرباء السابق، الدكتور صالح سميع، أشار إلى أن مقتل العميد الملصي، يمثل صيدا ثمينا، لافتا إلى أنه كان منذ اندلاع ثورة فبراير ٢٠١١م عين المخلوع التي يبصر بها، ورجله التي يمشي عليها، ويده التي يبطش بها.
وأكد سميع، أن العميد الملصي، كان "المخطط والمنسق لعدد من المهام القذرة، وأشرف على تنفيذها كبعض المجازر التي نفذت بحق المعتصمين السلميين، بالإضافة إلى مسؤوليته عن التفجير الانتحاري في التحرير، وأيضا جريمة العرضي".
وأشار إلى أن المعلومات تفيد أن الملصي هو أحد أبرز عرابي التنسيق بين صالح وجماعات الإرهاب، وأنه همزة الوصل على كل مقتضيات هذا التحالف من عمليات إرهابية وغيرها، بحسب الوزير سميع.
وتحدث سميع عن تورط مليشيا الحوثي في صعدة، في تحديد موقع الملصي، لافتا إلى أن الاهتمام الكبير من قبل قيادة المليشيا، ما هو إلا محاولة للتغطية على دورها في مقتله.
تجدر الإشارة إلى أن نجل العميد الملصي ويدعى عبد اللطيف، سبق أن قتل قبل عدة أشهر، في أحد المواقع بجبهة نجران الحدودية، بنيران الجيش السعودي.